مواضيع اليوم

كلو ينجح .. كلو يفرح

حسن الحارثي

2010-05-21 13:53:04

0

إما أننا متعلقون بماضينا وكل ما هو تقليدي لدرجة أن الأشياء الجديدة لا تحدث في أنفسنا أي وقع، أو أن هي الأشياء نفسها التي لم تعد مثل ما يفترض أن تكون عليه.
كان الفرح بالنجاح في المدرسة لا يفوقه فرح، وربما يعزز ذلك الأشياء المادية الملموسة التي كنا نتعامل معها كموسم الاختبار والمذاكرة ليلا والقاعات والوقت الذي نمضيه في التفكير أمام جملة من الأسئلة وأخيرا الحصول على ورقة مكتوب عليها ناجح.
واليوم أكاد أجزم أن الطالب يفرح بفوز فريقه أكثر من فرحه بالنجاح، ومع اختفاء ما يسمى بشهادة النجاح للست سنوات الأولى من الدراسة في المرحلة الابتدائية يدخل الطالب المرحلة المتوسطة في حالة من التبلد لا طعم للنجاح معها.
لم يعد هناك مشاعر تتخلق في يوم موعود يعقب أداء الاختبارات، إما فرحا عارما يطغى على المنزل أو حزنا يصيب أهله بكمد ضياع جهد ابنهم لعام كامل، فالتقويم المستمر الذي تعمل به وزارة التربية حاليا يعطي الطالب إشارة للانتقال إلى المرحلة التي تليها دون أن يقول له «أنت ناجح فافرح وانشر الفرح في الأنحاء» أو «أنت راسب فأعد حساباتك مع الدروس».
نظام التقويم بقدر ما هو عملي ومباشر وخفيف على الطالب والمعلم في آن، بقدر ما هو خادع ومحبط ويرتهن أحيانا إلى مزاج المعلم، وكأن الوزارة التي تطلب من معلميها مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، تغفل عن هذه الفروق وتجعل منهم سواسية، فلا أول بينهم ولا أخير بل وكلهم ناجحون بلا استثناء وشعارها «كلو ينجح .. كلو يفرح .. كلو يوزع شربات» حتى لو كان ذلك فرحاً زائفاً.
والمشكلة الأكثر وجعا هو مخرجات النظام، فمعلمو المراحل المتوسطة الذين يستقبلون طلاب الابتدائية يشتكون كثيرا من جهل شريحة كبيرة من الطلاب بأسس القراءة والكتابة الصحيحة، وهما أهم مهارتين من المفترض أن يتلقاهما الطالب في الابتدائية، هناك خلل كبير في العملية، فإما أن نعيد النظر في النظام وبالتالي التوازن للعملية أو أن نعود إلى نظامنا القديم ولو اضطر الأمر أن نستعين بنظام الكتاتيب فهو الذي خرج أجيالا عظيمة في زمن لم يكن عظيما.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !