كلهم ناموا يا قدس
شعر : حسن توفيق
ما لهذا البحر لا يستثير الأشرعة ؟
وجهه بادي السقم
سطحه مستنقع موحش تطفو عليه الخطايا والرمم
وعلى طول المدى تطلق الفوضى علينا وحوشاً مفزعة
تسأل الناس الحزانى : لماذا أورق البؤس في أرض العرب
بينما تمضي لتخفي حصاد المزرعة
حيث يمتد اللهب
ليس فينا من يجيب الوحوش المفزعة
فلنُدِرْ خداً لمن يحجبون النور عنا ، لئلا يقبلوا بالحراب المشرعة
ولننم تحت التراب
لاعقين الأحذية
سائلين الله أن يبتلينا بالعذاب
كي نلاقي جنة الخلد يوم الآخرة
فلتطب للغاضبين الحياة الخاسرة
ولتطب أجواء كل الملاهي الملهية !
ها هو الوحش التتاري في ودياننا
يذبح الإنسان منّا على مرأى من الأعين المستنكرة
فاسألوه المغفرة
إنه الربُّ الجديد
منذ أن صارت خطاكم خطى المستضعفين
منذ أن داست عليكم خيول الغاصبين
منذ أن صرتم عبيد
والعنوا أقداركم حينما تلهو بكم
واذكروا - في خيبة - كم تجادلتم طويلاً وأشعلتم سباب
وانطفتْ نيرانه .. فانطلقتم للعتاب
ثم عدتم للسباب
والتقيتم في ارتياب
فالسب أعرق تاريخاً من الكتب َ
في موجه صيغ نصر الُعْربِ بالخطبِ
اسألوا شيخوخة المجد عن شطآن خير أهينت شمسها
والعنوا أقداركم حينما تلهو بكم .. وانشقوا ريح العفن
إنها ريح الوطن
فاض منها بؤسها
وارتمت فيها خطى خيبةِ لا تنتهي .. مذ تداعى بأسها
واستقرت جيفةَ قرب أوهام الوثن
أنبأونا أنّ أعتى الذئاب اليوم قد غيّرت أسماءها
واشتهت منا ابتسامة
أبنأونا أنها خبأت أنيابها تحت أزهى أقنعة
زينتها الزوبعة
أصبح الذئب - الحمامة
أصبح الذئب - الحمل
نحن قلنا : غابة الزور ألغت أصلها .. عندما النور اختبأ
في متاهات العمى واستراحات الدجل
نحن صدقنا النبأ
فالتُهِمْنا كلنا .. واحداً في إثر آخر .. آه .. الحق لا ينطق ، القدس
الشريف استبيح ، الدمع في أعين الباكين نام
كلهم ناموا .. »فلسطين في القلب«
الشعارات - منذ البدء - تصطاف في شط الغرام
والسيف نام سُدَى
السيف قد همدَا
السيف أبعد مشواراً عن القدس ِ
في غمده النوم بين البؤس والرجس ِ
هكذا راح الصباح الذي يرجو انبثاقاً على أرض العرب
هكذا لاقى مصيره
عندما .. ريح الخلاص التي تبغي انطلاقاً على وقع الغضب
أصبحت ذكرى كسيرة
فالعنوا أقداركم بعد أن تلهوا بكم وانشقوا ريح العفن
إنها ريح الوهن
التعليقات (0)