دائماً ما يتردد مشهد معين في الأفلام والمسرحيات العربية ، يظهر فيه أحد شخصيات الفلم وقد قبض عليه الشاويش أو العسكري وهو يقتاده الى السجن ، حيث يبدأ المقبوض عليه بالصراخ .
" أنا بريء ياحضرة الشاويش " ، " والله العظيم بريء ياناس " .
فيرد العسكري قائلاً وهو يضحك بخبث . " كلهم بيقولو كدة يخوية " .
هذه العبارة الأخيرة هي أول ما جاء في ذهني وأنا أستمع الى بشار "الأسد على شعبه " وهو يصرح بأنه لا يشعر بالقلق جراء الأوضاع في بلاده " ، "وأنه لاتهمه المناصب" ، "وأن الأصلاح يجري على قدم وساق" .
قبل ساعات فقط كان زميل بشار يقول في الساحة الخضراء بالعاصمة طرابلس .
"الشعب يحب معمر القذافي ويراه رمز العز والكرامة والتاريخ والتراث ، وأذا لم يكن الشعب الليبي يحبني فلا استحق الحياة يوما واحدا " .
واليوم الشعب الليبي كله يبحث عن زميله هذا كي يحقق ما قاله بنفسه .
وبالأمس القريب أيضاً قال دكتاتور تونس أن نظامه قوي ، وأن الثوار هم من الجياع وانه فهم كلامهم ، وسوف يقوم بالأصلاحات اللازمة ، فلم يمهله شعبه طرفة عين ، حتى هرب لايلوي على شيء .
فطلع كبيرهم بعد أن خرجت الجموع الى ميدان التحرير ليقول ان الشعب المصري يحبه ، كيف لا وهو بطل الحرب والسلام ، وان مصر ليست تونس ، وأنه سيقوم بالأصلاح لاخوفا ، بل أستجابة الى شعبه الحبيب .
فأذا بالشعب يضعه مع حبيب ! في قفص العدالة ليأخذ جزائه في الدنيا قبل الآخرة .
ومثل هذا قال جلاد اليمن ، فأحرق الشعب وجهه ، وكسّر عظامه ، وأقترب يومه .
ليس فقط بشار من يقول اليوم ما قاله القذافي ومبارك وبن علي .. لذا فأننا نقول الى الخمسة عشر المتبقين بعد سقوط القذافي ، واللذين لازالوا يرددون بأنهم سيقومون بالأصلاح اللازم ، وأنهم أحباء شعوبهم ، وأن شعوبهم تحبهم ولن تثور عليهم لأنهم ليسوا بن علي أو حسني أو القذافي ..
الى جميع هؤلاء نقول . " كلهم بيقولو كدة " .
التعليقات (0)