في عددها الصادر يوم الخميس 7 5 نشرت جريدة الشرق الأوسط السعودية اللتي تصدر في لندن خبرا تتصدره صورة لغيتس وهو يصافح جنودا امريكان في قاعدة على مشارف مدينة الرياض يقول . (( صرح وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس بعد اجتماعه بثلاث مسؤولين كبار في الحكومة السعودية ان علاقات بلاده مع السعودية تعتبر احد عوامل الأستقرار في المنطقة منذ 60 عاما , وان السعودية لا تزال شريكا مهما للولايات المتحدة في حربها على الأرهاب . ووفقا للخبر فقد قام غيتس خلال وجوده في السعودية بزيارة لقاعدة عسكرية تقع على مشارف العاصمة السعودية الرياض – وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية – في ختام زيارته للملكة قادما من القاهرة في جولة تطمينية لمسؤولي البلدين حول توجه الأدارة الأمريكية الجديدة تجاه طهران . كما التقى غيتس عددا من الظباط والموظفين الأمريكان المتواجدين في هذه القاعدة لتدريب 35 الف عنصر امني سعودي جديد . ووعد غيتس وفقا لما جاء في نفس الخبر حلفاء بلاده السعوديين والمصريين بانها ستبقيهم على اطلاع تام بأي تقدم يحصل في موضوع الأتصال بين الولايات المتحدة وايران . مؤكدا لعدم وجود أي نية لدى ادارته لعقد صفقات سرية مع طهران , وهو ذات الكلام اللذي قاله امام الرئيس المصري حسني مبارك . واضاف غيتس في تصريحه .. ان اهم شيء نفكر فيه هو اتخاذ الأجراءات الضرورية مع شركائنا في المنطقة للحفاظ على امنهم واستقرارهم , خصوصا في مواجهة الأعمال الأيرانية التخريبية )) .
لست بحاجة الى مثل هذا الخبر المعزز بالصور للدلالة على ارتباط الأنظمة العربية الخليجية وجميع الأنظمة العربية الأخرى عضويا بالولايات المتحدة الأمريكية , حتى انها اصبحت حاميات امريكية بأمتياز لايجرأ احدا على المساس بها خوفا من ( البودي غارد ) الأمريكي , بأستثناء الكيان الصهيوني طبعا فهذا له كل الحق في قتل وضرب أي عربي واحتلال ارضه اينما كان . بل ان هذه الأنظمة اصبح لاهم لها الا استجداء العطف الأمريكي نحوها ومنع أي جهة اخرى من نيل حصة ولو صغيرة من هذا العطف . كما ان بعض هذه الأنظمة اصبحت تتفنن في ابتكار طرق جديدة لجذب هذا العطف وحصد المزيد من الرضا , كما فعلت قطر ببناء قاعدة الحديد على احدث طراز لاقناع الأمريكان بترك قاعدة الأمير سلطان السعودية , الأمراللذي اصاب العلاقات السعودية القطرية في مقتل .
ولنفس السبب نجد توترا في العلاقات بين العديد من الدول العربية والحكومة العراقية الحالية . فلقد اثار الوجود الأمريكي المباشر في العراق حفيظة دول الجوار العراقي وباقي الدول العربية اللتي اصبحت تحسد العراق على هذا التواجد وفي نفس الوقت ازدادت مخاوفها من ان يصبح للعراق دورا سياسيا وأقتصاديا عظيما في المنطقة مستقبلا اذا ما سلم العراقيون مقاليدهم بالكامل للأمريكان وقبلوا ان يكونوا حامية امريكية الى الأبد كما فعلت باقي الحكومات العربية . وعلى الرغم من ان الأمريكان لازالوا يختلقون الأعذار تلو الأعذار لتأخير قيام العراق الموحد القوي خوفا من ابنتهم المدللة اسرائيل اللتي لن ترضى بهكذا عراق مهما كان الثمن لما يمثله من خطر مستقبلي اكيد على كيانها اللقيط . الا ان ذلك لم يقلل من القلق العربي من هذا التقارب.
كما ان هذا الأرتباط التأريخي والحتمي بين الأنظمة العربية وامريكا حامية وراعية الكيان الصهيوني الأول في العالم هو ما يفسر هذه الهيستيريا اللتي تتعامل بها هذه الأنظمة العميلة مع المقاومة العربية للأحتلال في كل مكان نظرا لما تسببه لها من حرج كبير امام اسيادها , لا كما يتوقع البعض خوفا من المشاكل الداخلية والرأي العام للشعوب العربية . فهذه الشعوب امرها بسيط فمن لم تقنعه اكاذيب الأعلام الحكومي تقنعه المعتقلات والمسدسات الكاتمة للصوت .
لقد اصبح الهاء الشعوب العربية بصراعات مذهبية وطائفية وفكرية وحتى عسكرية هدفا بحد ذاته للحكومات العربية واسيادها , فهذه الصراعات هي الحل الوحيد لأسكات الناس عن واقعهم المرير اللذي تتحمل اسبابه هذه الأنظمة واسيادها دون ان تشعر .
لكل العرب اللذين يعبدون حكوماتهم او يعبدون امريكا والصهاينة اقول . لا يعيرن احدا الآخر فكما يقول المثل المصري (( كلنا في الهوى سوا ))
التعليقات (0)