إخواني وأخواتي: ينبغي أن نعلم أن التعدد مباح في الشرع، وقد جاء الإسلام والتعدد قائم، فوضع له من القوانين والتشريعات، ما تليق بإيمان المؤمنين، وأخلاق المُوحدين، فجعل التعدد مباحًا وشرط له: العدل. ولا شيء إلا العدل. وتحت العدل أشياء كثيرة، منها: القدرة البدنية، والقدرة المالية، وإكرام الزوجة الأولى، والإحسان إلى الزوجة الثانية، وعدم إهمال الأولاد من الأولى...الخ
ولهذا من أراد أن يأخذ بالتعدد وجب عليه الأخذ بالعدل، وإلا نشأ الفساد في الأرض، وأول هذا الفساد أن تشكك الناس في حكم الله هذا؛ وتجعلهم يقولون: هذا حكم الله، أفسد البيوت، وطلَّق الزوجات (المتضررات)، وضيَّع الأولاد..الخ.
وهذا السبب الذي جعل معظم الزوجات يكرهن أن يتزوج الرجل بغيرها؛ لأنها رأت أنه إذا تزوج بواحدة أخرى التفت بكُلِّيته وبخيره وبزمنه وببسمته وبعطفه وبحنانه عنها.
ولهذا يجب أن يعلم الذين يأخذون حكم الله في إباحة التعدد، أن من الواجب عليهم أن يلزموا أنفسهم بحكم الله أيضا في العدالة، فإن لم يفعلوا ذلك يشيعون التمرد على حكم الله، ويكونون سببا في ما نسمعه من صراخ ضد منهج الله (في التعدد).
وأوجه كلمتي إلى النساء اللاتي يكرهون التعدد، لتذكري أن التعدد شرع الله، ومن يكره شيئا مما أنزله الله يُخشى عليه أن يُحبط عمله، قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}[محمد:9]. قال ابن كثير: هم الذين لَا يُرِيدُونَهُ وَلَا يحبونه.
التعليقات (0)