مواضيع اليوم

كلمة العلامة السيد محمد علي الحسيني في مؤتمر التعددية الدينية والتسامح..بروكسل


 كلمة العلامة الحسيني في مؤتمر التعددية الدينية والتسامح..بروكسل


هناك مساعي محمومة و مشبوهة من ألفها الى يائها تهدف للإيحاء بأن الاسلام يعادي التعددية الدينية و التسامح و يرفضها، حيث إنها تبني على أساس المواقف و الممارسات و النهج المتطرف و الذي فيه الکثير من الاشکال الشرعي من جانب التنظيمات الارهابية وهذا بحد ذاته تعتبر خدمة مجانية کبيرة يقدمه هذا البعض لهٶلاء المعادين للإسلام و المسيئين له بالافکار و الاراء المتطرفة التي ليست من الاسلام في شئ.
مراجعة النصوص الشرعية من القرآن الکريم و الاحاديث النبوية الشريفة و کذلك إلقاء نظرة على تأريخ العالم الاسلامي، يٶکد حقيقة ثابتة لامجال لإنکارها أبدا وهي إن الاسلام أينما کان کان مهدا و أيکا للتسامح و التعددية الدينية، وإن تصدي العديد من العواصم و الاوساط و الشخصيات الاسلامية لهذا الامر، ينبع من يقينها بأن الاسلام کان حاضنا و حافظا و راعيا للتعددية الدينية کما کان آجما و نبعا للتسامح الديني بأرقى و أجلى صوره.
الآية  القرآنية الکريمة المشهورة و المعروفة للعالم کله:" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين."، هي آية  محکمة والآية المحکمة کما يصفها الله سبحانه و تعالى في محکم کتابه الکريم:"فيهن آيات محکمات هن أم الکتاب"، أي إن أساس القرآن مبني على هکذا آيات، ولهذا فإننا نرى من حقنا الشرعي الکامل إعتبار أي تشکيك في التسامح الديني في الاسلام بإنه دس و تدليس و تشويه و تحريف مرفوض لوجهة النظر الاسلامية بهذا الخصوص، بل وإن هناك آية أخرى تذهب بعيدا في روح الصفح و التسامح في الاسلام حيث تقول:" ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"، ولانعتقد بأن الآية الکريمة تحتاج الى ثمة شرح أو إضافة.
هذه المقدمة ذکرناها ونحن نتشرف بالدعوة للمشارکة في مٶتمر يعقد في العاصمة البلجيکية بروکسل في الاول من حزيران القادم ومن خلال هذا المٶتمر نٶکد کذب و زيف کل تلك الدعاوي و المزاعم الضالة المضلة التي تسعى للنيل من إسلامنا الحنيف بالادعاء إنه  يقف ضد التعددية الدينية و التسامح وهو کذب مفضوح لاغبار عليه، ذلك إن آبائنا و أجدادنا قد عاشوا في ود و محبة و تآلف و تسامح مع أخوانهم من الديانات و المذاهب المختلفة دونما أي تبعيض أو تفريق.
مٶتمر الاول من حزيران، سيکون في الحقيقة و الواقع تجسيدا و إنعکاسا لما هو موجود على الارض، بل هو محاکاة الواقع  و إستنطاقه کي يصبح أکثر من دليل و مستمسك عملي حي بوجه الذين يزرعون الخبث و الحقد و الکراهية حتى هدوا هذه الزخرفة الاجتماعية النموذجية لکن وکما کانت على مر الزمان نموذجا مثاليا و حيوينا للتعايش السلمي بين الاديان و الطوائف.
**العلامة السيد محمد علي الحسيني




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات