مواضيع اليوم

كلمة العلامة السيد محمد علي الحسيني في مؤتمر "التسامح العالمي"في باريس علماء الامة الاسلامية الاجلاء وکذلك رجال الدين المسيحيين و اليهود، مدعوون اليوم لحملة عالمية من أجل الدعوة للتسامح و المحبة والسلام ورفض العنف و القسوة والکراهية بمختلف أنواعها

كلمة العلامة السيد محمد علي الحسيني في مؤتمر "التسامح العالمي"في باريس

علماء الامة الاسلامية الاجلاء وکذلك رجال الدين المسيحيين و اليهود، مدعوون اليوم لحملة عالمية من أجل الدعوة للتسامح و المحبة والسلام ورفض العنف و القسوة والکراهية بمختلف أنواعها


العلامة السيد محمد علي الحسيني الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي يشارك في مؤتمر "التسامح العالمي " في باريس بكلمة جاء فيها :

السادة الحضور

السلام عليکم و رحمة الله و برکاته

قال تعالى في کتابه الکريم:"أدع الى سبيل ربك بالحکمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن"، هذا هو المنطق الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى للتعامل و التعاطي به مع الآخرين، هذا المنطق المرن الذي يصل الى أقصى درجة في سماحته عندما ينصحنا عزوجل في آية أخرى:"ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك و بينه عداوة کأنه ولي حميم"، أي إن الاسلام يوصي المسلمين وينصحهم بالتسامح إلى أبعد حد ممکن، وهذا المنطق السمح المرن والرٶوم هو قطعا غير ذلك الاسلوب العنيف و المتشدد و المنغلق على نفسه والذي تدعو إليه التيارات المتطرفة المنغلقة على نفسها ممن تعتقد بأن الدعوة للإسلام مبنية على القوة والاکراه في حين إن الله عزوجل قد أکد في القرآن الکريم بإنه"لاإکراه في الدين".


الاسلام ومنذ أن تشرفت الانسانية به، فإن السر الکبير وراء إنتشاره وتوسعه لم يکن القوة والسيف کما يريد البعض أن يصور ذلك ابدا، لأن مايبنى على القسر والاکراه فإنه يزول بزواله لکن الاسلام الذي وصل إلى أقصى نقاط العالم بقي هناك بعد انتهاء الخلافة والحکم  الاسلامي، وان السر الکبير وراء انتشار الاسلام وإقبال الشعوب عليه إنما يکمن في التسامح و التعاطف والتآلف الاجتماعي المترسخ في تعاليمه النبيلة، وإن الکثير من الايات القرانية تدل على هذا المنحى فمنها على سبيل المثال لا الحصر:(وليعفوا و ليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لکم)، و(خذ العفو وأمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين)، و(قولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزکاة)، وإن من يتمعن و يدقق في المجتمعات الاسلامية في مختلف أنحاء العالم، يجد أنها مجتمعات مبنية على مبادئ التسامح والمحبة و تقبل الآخر و ترفض العنف والاکراه و القسوة.


التنظيمات المتطرفة التي انتشرت لأسباب متباينة في نقاط عدة من العالم الاسلامي، يمکن اعتبار أهم سبب برأينا في انتشارها السرطاني يکمن في غياب خطاب التسامح والالفة الذي هو الخط الحقيقي و الواقع للإسلام والسبيل الوحيد لدحض الطروحات المتطرفة التي تدعو لنشر الکراهية والعنف والقسوة، وان علماء الامة الاسلامية الاجلاء ومن مختلف المذاهب خصوصا وکذلك الامر بالنسبة لرجال الدين المسيحيين و اليهود، مدعوون اليوم لحملة عالمية من أجل الدعوة للتسامح و المحبة والسلام ورفض العنف و القسوة والکراهية بمختلف أنواعها ، واننا واثقون من أن هکذا جهد سوف يلعب دوره في تهيئة الأرضية المناسبة لمجتمعات ترفض العنف و القسوة وتنبذ التطرف و تعود الى فطرتها الانسانية الاساسية المبنية على التسامح.

محمد علي الحسيني

باريس 16 11 2015




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات