التقوى هي الثمرة التي نجنيها في هذا الشهر الشريف.. يمرّ الإنسان بمحطات مختلفة من أول الشهر إلى نهايته..
ما الذي تحصل عليه الشخصية؟
الشخصية في محتواها الداخلي تتألف من ثلاثة عناصر، هي: الشهوة والرغبة التي تحاول أن تنزل بالإنسان إلى مكوّنه الماديّ:
((ياأيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثـّاقلتم على الأرض))
أي جرّتكم الأرض بعنصرها الماديّ، ولذاتها وشهواتها وأموالها وكل شيء.
الإنسان فيه عنصران، هما: الروح وهي نفخة من روح الله، وطينة الله - تبارك وتعالى - فشكّله بهذا الشكل، ونفخ فيه من روحه، وجعله خليفة في الأرض، ويعيش بمركّبه صراعاً، وتحاول الأرض أن تجرّه:
((ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله))
عليكم أن تغلـّبوا الحالة الروحية والملائكية والبعد الإلهي، وتنفتحوا على شهر رمضان بكل عناصر شخصيتكم، فشهر رمضان يتولى عملية كبح هذه الشهوات وإن كانت بالحلال، وفيها يقف الإنسان متحدّياً، فيغلب العنصر الثاني في شخصيته وهو الإرادة التي تغلب الشهوة، أما العقل وهو العنصر الثالث فهو حياديّ يُريك الأمور كما هي.
إذا غلبت إرادتك على شهوتك فقد فزتَ، وإن غلبت شهوتك إرادتك فقد خسرت، يقول الإمام أمير المؤمنين - عليه السلام -:
(إن الله ركّب في الحيوان غريزة بلا عقل، وركب في الملائكة عقلاً بلا غريزة، وركّب في الإنسان عقلاً وغريزة، فمن غلب عقله غريزته فهو أعلى من الملائكة، ومن غلبت غريزته عقله فهو أدنى من الوحوش).
ما الذي يفعله الصوم بنا؟
الصوم هو عبادة كفّ لا عبادة عمل، بخلاف كل العبادات الأخرى بنيّة القربى إلى الله - تبارك وتعالى -
الدنيا ساحة تصطرع فيها إرادتان، إرادة الإنسان إذا ربطها بإرادة الله - تبارك وتعالى - وإرادة الشيطان، وبما أن الصوم عبادة كف، فلا مجال للشيطان لأن يدخل في ساحته؛ لذا جاء الحديث القدسيّ المعروف:
(كل أعمال ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجازي عليه)
في شهر رمضان يبدأ عدّاد تقوية الإرادة وتمكين الإنسان من السيطرة على الشهوة منذ اليوم الأول حيث تخمد كل الشهوات، وتأخذ الإرادة مداها، وتمتد على الشهوة، وفيه يرتقي الإنسان، ويتدرّج حتى يصل إلى العشر الأواخر حيث الزمن النوعيّ وليالي القدر بحسب معايير القرآن الكريم، يقول الله تعالى:
((إنا أنزلناه في ليلة القدر))
ولقراءة النص الكامل للمحاضرة أنقر على الرابط التالي :
http://www.al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=1117
ولمشاهدة المحاضرة أنقر على الرابط التالي :
http://www.youtube.com/watch?v=7vVRAtqIdeQ&feature=player_embedded
التعليقات (0)