بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة، والسلام على أشرف الخلق أجمعين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه المنتجبين، وجميع عباد الله الصالحين..
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..
قال الله - تبارك وتعالى - في محكم كتابه العزيز:
((ياأيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشّراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً))
ماذا تعني الذكرى في حياة الإنسان؟
إن صاحب الذكرى لم يكن محتاجاً لأن نترنّم بصفاته خصوصاً حين يكون صاحب الذكرى بحجم كحجم رسول الله (ص) أشرف الموجودات، وخاتم المرسلين.
إن الانفتاح على الذكرى مسؤولية بكل ما تعنيه المسؤولية من معنى.. إنها فرصة لأن نعرض أنفسنا على شخص صاحب الذكرى؛ حتى نحوّل الذكرى من مجرّد حدث تاريخي إلى مفاعل في حياتنا؛ فنكون عندئذ على موعد مع الرسول الينبوع الذي يموّلنا بكل أنواع القيم والأفكار والمواقف.
حين نستشعر الذكرى لابد أن نطرح واقعنا على واقع رسول الله (ص)، ولا نجزّئ في حياتنا تماماً، كما لا ينبغي أن نجزّئ في حياة رسول الله (ص) إنما نتأسّى به في الأخلاق والفكر والقيم، وفي المجال الاجتماعي والأسري والشخصي والسياسي؛ حتى نتعلم منه، كيف كان يتعامل مع أعدائه؛ فتكون الذكرى حدثاً تاريخياً، ومحطة تمويل نتزوّد منها، ونتعطـّر بعبقها الرائع
كثيرة تلك الجوانب التي احتل فيها رسول الله (ص) موقع القمة، بل كانت حياته قمة في كل شيء لا تناظرها قمة - لا نبي مُرسَل، ولا مَلـَك مُقرَّب - يكفيه شرفاً أن الله
- تبارك وتعالى - خصه:
((إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً))
لقد عرف عرب الجاهلية أن رسول الله (ص) من خلال أخلاقه وأمانته ومواقفه وصدقه وشجاعته وحياديته الإيجابية لم يكن حيادياً بالمعنى الذي يكون على هامش الحياة، بل كان يتعامل مع مفردات واقع الجزيرة يتعفف عن سيئاتها، وينكفئ عن آفاقها المختنقة بالمعاصي، ويتسع له غار حراء، لكنه كان ينفتح على الجميع؛ لذلك كان موضع احترامهم، وقالوا فيه إنه (الصادق الأمين)، فحين تصدّى، وصدح بصوت الرسالة، وبدأ يسفـِّه أحلامهم، وينسف كل معتقداتهم، ويغيّر عاداتهم وتقاليدهم بدأ الرد الاجتماعي، وهذه إحدى العِبَر التي ينبغي أن نستوحيها من حياة رسول الله (ص).. التصدّي فيه ضريبة، وعدم الانجرار وراء العادات والتقاليد فيه ضريبة، فما إن صدح الصادق الأمين بصوت الرسالة، وما إن سفـّه الأحلام، ودعا إلى هدم الأوثان، وترديد نداء (الله اكبر)، والشهادة لله - تبارك وتعالى - إلا وبدأت صرخات الباطل تعلو في آفاق مكة بأنه ساحر، وكذاب، ومجنون؛ فنزل القرآن الكريم:
((قل هل أدلكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة))
لا تفكروا بالعقل الجمعي.. لا تكونوا صدى لأصوات الآخرين؛ لو فكرتم لوحدكم، لأقررتم بالحق، وأنتم اليوم تستبدلون الحق بالباطل، وتتهمونه بصدقه وأمانته وبعقله وبرجاحته بكل شيء، لا لشيء إلا لأنه تصدّى لكم.. القرآن الكريم يقدّم لنا قانوناً نفسياً واجتماعياً بأن الحقيقة لا تتجلى في أجواء الصخب فالحقيقة أكبر من أن تأتي وراء الهراء، والهستيريا، وما شاكل ذلك.. الحقيقة تأتي الإنسان الذي ينسلخ من مجتمعه؛ وحتى ينسلخ من ذاته، وينظر إلى الحقيقة بكامل أبعادها:
((أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا))
كل واحد منكم مطلوب منه أن يفكر لوحده، أو يفكر مع شخص آخر؛ حتى يستطيع أن يستجلي الحقيقة، وهذه تتدوّر كمشكلة في التاريخ إلى الحاضر، ويتدوّر العلاج كذلك اليوم في كل مجتمع لا يسمح الإنسان لنفسه أن يكون صدى لصوت الآخرين يستطيع أن يعرف الحقيقة كما هي.. هكذا كان رسول الله (ص)، والظنون والشكوك والاتهامات لا قيمة لها، ولأننا نعيش وإياكم ذكرى ولادتين ولادة رسول الله (ص) النبع الذي يعكس لنا وحي السماء، وولادة الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) الذي تولى نقل هذا الوحي من رسول الله (ص) عن طريق آبائه وأجداده.
لقد حفل الإمام الصادق (ع) بمجموعة من الصفات وإحدى الصفات التي برز، واشتهر فيها أن أكثر من 4000 من أهل العلم والفضيلة يقولون: حدّثنا جعفر بن محمد الصادق (ع)، هو الآخر يدور حول هذه الحقيقة القرآنية الكريمة حين يُسأل عن الفرق بين الحق والباطل، فيضع يده الشريفة على جبينه، ويقول: أربعة أصابع بين أن ترى وتسمع
وللإطلاع على نص ألاحتفالية الكامل ، أنقر على الرابط التالي:
http://al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=951
ولمشاهدة اللقاء كاملا ، أنقر على الرابط التالي:
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=g5dmnKQSnjk
التعليقات (0)