بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لمعالي الأخ عبدالله بن زايد وزير خارجيّة دولة الإمارات العربيّة المُتحِدة على إتاحة الفرصة لنا للتحدث.
يتشرَّف العراق بترأسه المجموعة العربيّة للمندوبين الدائمين في الأمم المُتحِدة لهذا الشهر.
وقد تحرَّك العراق مع مجموعة دول مُنظـَّمة التعاون الإسلاميّ، ومجموعة دول عدم الانحياز، وكذلك مع رئيس لجنة فلسطين، ورئيسة لجنة القدس، وسفراء المملكة الأردنيّة الهاشميّة،وفلسطين بلقاءات مُتعدِّدة مع الأمين العامِّ للأمم المُتحِدة السيِّد بان كي مون، ورئيس مجلس الأمن، ورئيس الجمعيّة العامّة لبحث الاعتداءات الإسرائيليّة على المُصلـِّين الفلسطينيِّين في القدس الشريف، وضرورة منحهم حُقـُوقهم الشرعيّة في إقامة الصلاة، والشعائر الدينيّة داخل المسجد الأقصى الشريف من دون تعرَّض، أو منع، أو اضطهاد، ونشكر المملكة الأردنيّة الهاشميّة لجُهُودها في إصدار بيان من مجلس الأمن بهذا الخـُصُوص.
كما عَمِلَ العراق مع إخوانه العرب على دعم المشروع الفلسطينيِّ بإصدار قرار من الجمعيّة العامّة حول رفع العلم الفلسطينيِّ إلى جوار أعلام الدول الأعضاء في الأمم المُتحِدة.
لا يخفى على حَضَراتكم أنَّ العلم يرمز إلى السيادة، لكنَّ العلم ليس بديلاً عن السيادة، والقدس الشريف هي العمق الاستراتيجيّ الدائم لسيادة فلسطين، بل سيادة العرب، ومن ثمَّ لابُدَّ أن نـُعطي هذه النقطة ما تستحقُّ من الأهمّـيّة.. فلسطين ليست للفلسطينيِّين فقط.. حجم فلسطين يتسع لكلِّ حجم العرب، بل لكلِّ حجم المُسلِمين، بل حجم الإنسانيّة كافة.
عندما أخاطب زملائي، وإخواني، وأشقائي اعتقاداً راسخاً مني بأنـَّهم المخُّ السياسيُّ للتفكير الذي يُغذي القيادات السياسيّة بمُقدِّمات القرار السياسيِّ، والذراع السياسيِّ الذي يُحوِّل القرارات من عالم الفكر إلى عالم التطبيق؛ لذا قيمة مجلسكم هذا تـُستمَدُّ من هاتين الحقيقتين: مُخ السياسيِّ الذي يبحث عن المُشترَك بين الدول العربيّة، والابتعاد عن التقاطعات، والتوتر، والانفتاح على المُشترَك، وذراع تنفيذيّ لتطبيق، وترويج كلِّ ما من شأنه تحقيق التقارُب إن لم يكن الوحدة.
وقام العراق بتقديم المشروع الفلسطينيِّ نيابةً عن المجموعة العربيّة أمام الجمعيّة العامّة، وحصل المشروع الذي تبنـَّته أكثر من 50 دولة على مُوافـَقة 119 دولة مع اعتراض 8 دول فقط، وامتناع 45 دولة عن التصويت؛ وبذلك تمَّ الحُصُول على مُوافـَقة الدول الأعضاء في الأمم المُتحِدة على رفع العلم الفلسطينيِّ أمام مبنى الأمم المُتحِدة يوم 30/9/2015، وهو يوم تاريخيٌّ لفلسطين، وشعبها، وللعرب جميعاً.
نتمنـَّى لهذا الاجتماع النجاح، والخـُرُوج بنتائج جيِّدة خدمة لشُعُوبنا كافة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
التعليقات (0)