بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة، والسلام على محمد، وآل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه المنتجبين، وجميع عباد الله الصالحين..
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..
قال الله - تبارك وتعالى - في محكم كتابه العزيز:
((حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا))
الآية القرآنية الكريمة واحدة من كثير من الآيات الشريفة التي تعكس لوناً من ألوان الفن، وهي صورة جمالية لهذا الوجود.
كلّ شيء في الوجود ينبض بالجمال، تركيبة الألوان، وامتزاج الأصوات، وتغريدة البلابل، وزقزقة العصافير، وحفيف الشجر، وكل شيء من حولنا يعكس جمالاً، وهذا الجمال - كوجود - يعكس جمال المُوجـِد - تبارك وتعالى -؛ إنما بدأت قصة الفنّ، والفنانين؛ لأنّ الفنّ أخذ على عاتقه أن يُبحِر في هذا الوجود بسفينة شراعها الموهبة الفنية التي تتذوّق الجمال بكلّ أنواعه، وتترجم هذا الجمال حتى يشعّ به؛ وحتى تحرّك في النفس البشرية تلقـّيات رائعة تتجاذب مع هذا الوجود.
نشأت مدارس الفنّ والفنانين في مختلف مناطق العالم، وربما يكون من الصعب أن أحدّد تاريخ الفنون في مسيرة البشرية، ولعلّ مَن يدرس تاريخ المعابد، وكيف نشأت سيجد أن الفنّ نشأ، وترعرع فيها؛ مما يشير إلى أن العلاقة بين الفنّ والفنانين وبين مسألة العقيدة بالله - بغضّ النظر عن الديانات، والمرحلة التي مرّت بها البشرية - ظلت علاقة وطيدة.
لأني بين أبنائنا وبناتنا من هُواة ومختصي الفنّ التشكيليّ أقول: الفنّ التشكيليّ فنّ جديد يشكّل من واقع معيّن صوراً ينتزعها انتزاعاً، ويعطيها مضامين قد لا تكون مُستوحاة حرفياً من صورة الواقع، لكنها منتزَعة من ذلك الواقع، فالفنّ التشكيليّ وأصحاب الفنون التشكيليون هم الآخرون لم يكونوا بعيدين عن المحتوى الإنسانيّ للفنّ؛ لذا نجد أن الفنان، وهو يرسم بالريشة، أو يكتب رواية، أو يعزف سمفونية كان دائماً يتخذ قدرته الفنية كأداة للمساهمة في بناء الحياة.. بيكاسو من الرُوّاد المعاصرين للفنّ .....
http://www.al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=1233
التعليقات (0)