مع إطلالة الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد الإمام محمد محمد صادق الصدر تصدح فينا أصواته الهادرة من خلال منبر الجمعة، وتدوّي في عالم يكاد يُطبـِق عليه النسيان، ويكاد أن يختزل الصدر بنقطة شهادة، بينما نعتقد أن الصدر تحوّل من نقطة شهادة إلى خط منهج في الحياة تجاوز هذا الخط مدى الصدر البدن وظرف الصدر المعارض حتى تحوّل إلى عنوان للهوية، وكان صوتاً هادراً مصلحاً يدوّي في أروقة الفساد، ويهدّد قلاع الفاسدين؛ حتى يساهم في اجتثاث جذور الفساد أينما بدأت.
أتحدّث عن السيد الشهيد الصدر؛ لأنه أول خطاب بعد أن استعرت الهجمة الشرسة الباطلة التي حاولت أن تنال من شخص أسوتنا العظيمة شخص رسول الله (ص)، وأجد نفسي وفاءً لرسول الله (ص)، ولأهل بيته وكل مُحبّيه، وللسيد محمد محمد صادق الصدر أن لا أتجاوز هذه الهجمة، وأنا على منبر الحديث عن ابنه البار السيد محمد محمد صادق الصدر خصوصاً أنه استمد أخلاقه من أخلاق رسول الله، بل إن أباه اختار اسمه في المدينة المنورة بعد أن تأخرت ولادته، كان قد قدّم رسول الله (ص) - عندما كان حاجّاً - بين يدي حاجته، فرزقه الله ولداً، فكان على موعد مع محمد محمد صادق الصدر.
ثالوث الديانات هو الأخلاق والعقيدة والشريعة. أما الأخلاق فهي ثابتة لا تتبدّل، قال الله تعالى: ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ))
تتعدّد الديانات، وتتعدد المراحل أما الخُلق والضمير والسريرة والوجدان ومركّب الأخلاق في القلب فهو ثابت لا يتبدّل، وأما العقيدة والشريعة قد تتعرّضان لبعض التطوير غير أن الأخلاق ثابتة في الإنسان أياً كان دينه وديدنه؛ لذا وصف الله - تبارك وتعالى - حبيبه رسول الله:
((وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ))
لقراءة النص الكامل للحفل التأبيني أنقر على الرابط التالي :
http://www.al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=1179
التعليقات (0)