بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، وأفضل الصلاة، وأتمّ السلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه المنتجبين، وجميع عباد الله الصالحين..
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..
قال الله - تبارك وتعالى - في محكم كتابه العزيز:
((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ))
أي كلمة يقولها عبد بحق رسول الله، وقد قال المعبود:
((إن الله وملائكته يصلون على النبي))
قيمة الفكر أن يصنع واقعاً، وقيمة القائد أن يكون مصداقاً؛ فحين ننفتح على الواقع في هذه المناسبة الكريمة - مولد النبي الأكرم - إنما ننفتح على الفكر المستوحى من السماء.
هذا المولد يقترن بمولد الإمام الصادق (ع) الذي يمثل البحر الذي يستمد قيمته من ذلك المنبع، وبهذه المناسبة تقترن كذلك مناسبة عزيزة ثالثة، وهي مولد تشكيل حزب الدعوة الإسلامية الذي تأسس عام 1957على يد الفقيه الفذ والمُفكِّر الإسلاميّ الكبير السيد محمد باقر الصدر (قدس الله نفسه الزكية)؛ لذا ستكون لي وقفات سريعة على هذه المناسبات.. أولاً: وقفة مع المولد النبوي الشريف:
ما الذي أحدثه رسول الله (ص) في هذه المدة الزمنية المباشرة، والتي تعتبر زمناً قياسياً في حجمها؟
ولدت انعطافة تاريخية حادة في مسار البشرية.. الرسول (ص) ورث مجتمعاً جاهلياً يشيع فيه القتل، ووصلت الجريمة حداً بشعاً تـُقتـَل فيه المرأة لا لشيء إلا لأنها أنثى، ويدوّي صوت رسول الله (ص)، ويعمل بمبدأ الاتساع للآخر من دون أن يُلغي الآخر إنما أضفى عليه فكراً جديداً هو فكر الإسلام، وقيماً جديدة هي من قيم الإسلام.
كان الشعار في حياة رسول الله (ص) محاذياً للواقع الذي يريد أن يحققه لا كالشعارات التي نراها اليوم، تنفصم، وتمشي باتجاه مناقض لواقع رسول الله.
منذ الخطوة الأولى لم يفرّق بين أحد وآخر: (لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى).
لم يفرّق بينهم؛ فكان في مساره ومنذ الشوط الأول (بلال الحبشي، وسلمان الفارسي، وصهيب الرومي)، ومنذ الشوط الأول لم يميّز بين الرجل والمرأة.. المرأة حضرت حضوراً فعّالاً في ركبه المبارك:
((إذ يبايعونك تحت الشجرة))
نساء إلى جانب رجال في مجتمع كان يغصّ بالذكورية غير أن رسول الله (ص) استطاع من خلال تطبيق هذه الشعارات أن يرسم معالم مجتمع جديد.. استطاع ضمن هذا الزمن القياسيّ القصير أن يطرح مفاهيم جديدة سرعان ما استلهمها الإنسان بغضّ النظر عن خلفيته.. استطاع أن يجمع شتات العرب بعد أن ضُرِبت في أوساطهم الفرقة.. استطاع أن يطرح مقاييس جديدة يتقدّم بها الفقير إذا كان غنياً من حيث الفكر والقيم.. استطاع أن يدفع الشاب إلى مسرح الحياة، وإن كان صغيراً في السن.. استطاع أن يُلغي الطبقية الاجتماعية.. استطاع أن يجعل معايير التعامل في بناء الأسرة لا بالموروث التقليديّ الذي عاشته العرب بل بالحاضر التقليديّ الذي تغصّ به أوساط العرب، فتزوج امرأة أكبر منه سناً، واستجاب لمبادرة امرأة، ولم يكن هو الذي بادر، وقيل إنها كانت متزوجة قبله.
لم يشهد عالم اليوم ونحن في القرن الحادي والعشرين أن تتحوّل أي مفردة من هذه المفردات إلى عُرف في أوساطنا، وقد عمل بها رسول الله (ص) شهدت تلك المبادئ بعد أن تحوّلت إلى ممارسات واقعية، وصنعت واقعاً جديداً امتد إلى كل أمم العالم اليوم.
لقراءة النص الكامل للكلمة ، انقر على الرابط التالي:
http://al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=950
ولمشاهدة كلمة المناسبة بالفيديو ، انقر على الرابط التالي:
http://www.youtube.com/watch?v=bDoIXoW8N4k&feature=player_embedded
التعليقات (0)