مواضيع اليوم

كلمة الدكتور إبراهيم الجعفريّ في المؤتمر الـ27 للوحدة الإسلامية والتي تقام أعماله في طهران بحضور مئات الفقهاء والمثقفين من 50 بلداّ

الجعفريّ: قد يختلف المُسلِمون فيما بينهم في الحديث، والرواية، وقد يتفقون في بعض الحديث والرواية إلا أنَّ القرآن الكريم لا يختلف عليه أحد، وقد اتفقت 

كلمة المُسلِمين عليه جميعاً سُنّة ًوشيعة ً، وكلُّ الفِرَق الإسلامية، وعندما أُودِعت أسرار الوحدة والحياة في القرآن الكريم معنى ذلك أنَّ المُسلِمين لو أحسنوا التلقّي في كتاب الله العزيز سيحملون في داخلهم أسرار الوحدة..


الجعفريّ: الاختلاف بين الناس ليس في شكلهم، وفي تكوينهم، إنما في فكرهم، فلا ينبغي أن نُلغي الآخر عندما يختلف معنا في الرأي.. هذا ما أمَرَنا به الله -تبارك وتعالى- بشرط أن نلتزم بوحدة الهدف، ووحدة المعيار..


الجعفريّ: ليس بيد الإنسان أن يصبح فارسياً، أو عربياً، إنما هو جعل تكوينيٌّ من الله تبارك وتعالى، نعم.. بإرادتك أن تكون تقيّاً، أو غير تقيّ، وبإرادتك أن تكون عالماً، أو غير عالم، وبإرادتك أن تكون مُلتزِماً، أو غير مُلتزِم، وبما عندكَ من خطاب تُحاسَب عليه؛ لذا يُحاسِبك الله على علمك، ويسألك عن ثروتك، ولا يسألك إن كنتَ عربياً، أو أعجمياً..


الجعفريّ: سِرُّ القوة في الأمّة هو القلب، وسِرُّ الوحدة هو الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر..


الجعفريّ: جئتكم من العراق؛ لأقول لكم: إنَّ العراق عصيٌّ على كلِّ أنواع التمزُّق، والعُقَد، والحروب التي تستهدف تمزيق نسيجه الاجتماعيِّ.. سيبقى العراق شامخاً صامداً ثابتاً؛ لأنَّ فيه بُنية اجتماعية، وفيه تآخياً حقيقياً بين مُركّباته بين السُنّة والشيعة..


الجعفريّ: وجدتم ما حصل في الأنبار عندما حاوَل البعض من المُتسلّلين إلى مُجتمَع الأنبار المُبارَك الشجاع العراقيّ الوطنيّ؛ ليُقطّعوا أوصالهم، وتتطاير أشلاء أجسادهم في فضاءات التفجير.. أرادوا أن يُحوِّلوها إلى معركة بين السُنّة والشيعة، وخاب الظنّ، ووقف الشيعة إلى جانب السُنّة في ميدان الأنبار؛ ليُواجِهوا العدوَّ المُشترَك، بل أكثر من ذلك عندما ضاقت بعض مناطق الأنبار بأبنائها البَرَرة اتجهوا إلى كربلاء عاصمة التشيُّع، وفتحت كربلاء قلبها لتستقبل أبناء الأنبار، وفتح الكربلائيون قلوبهم قبل بيوتهم لاستقبالهم..


الجعفريّ: رسالة العراق إلى كلِّ العالم، وكلِّ البلدان تونس واليمن والتي عاشت فصلاً من التغيير في الهيكل الخارجيِّ تحتاج إلى تغيير حقيقيٍّ في البُنية التحتية، فليتعلّموا من العراقيين كيف يُشيعون ثقافة الوحدة الحقيقية بين أبناء الشعب..


الجعفريّ: العدوَّ الحقيقيَّ هو التكفير الذي هو أعدى أعداء الفكر، كلُّ شيء من حولكم ظاهر، والفكر سواء كان بناءً أو هدماً، حُبّاً أو بغضاً، ثقة أم فقدان الثقة. كلُّ فكرة ستُنتِج موقفاً؛ لذا فالمعركة في العمق معركة فكرية، والذين كفّروا الكثيرين، ثم قتلوهم هم العدوُّ.. 


الجعفريّ: العدوُّ الحقيقيُّ هو الإرهاب، هذا الذي جاءنا، وانقضَّ على الكثيرين. رأيتم أحد نماذج النشاط الإرهابيّ كيف يرتدي أحدهم ظلماً عمامة على رأسه يتشبّه برسول الله، تلك العمامة التي استضلَّ بها العالم بكلِّ جغرافية، وامتدّت إلى كلِّ الأجيال عبر الزمن ليلبسوا عمامة، ثم يجمع فيها كلَّ مُتفجِّر..


الجعفريّ: ليس لنا إلا انتهاج الوسطية. هذه الوسطية التي لا نلقاها إلا في القرآن الكريم؛ كون المبادئ التي لا ترتكز على القرآن الكريم تذهب ذات اليمين وذات الشمال.. الوسطية القرآنية التي تجمع وسطية بين الروح والبدن، بين الدنيا والآخرة، بين المُجتمَع والفرد.. وسطية تركت آثارها وبصماتها على الأنظمة الاجتماعية..


الجعفريّ: أرجو أن تتحوَّل خطاباتكم وقراءاتكم، وكلّ ما تجود به قرائحكم إلى أفكار علمية تنزل على شكل آليات؛ حتى يتحوَّل المُؤتمَر إلى آلية تفعيل، ونشاط حقيقيٍّ على الأرض..


الجعفريّ: ينبغي أن تأخذ فلسطين الحصة الأساسية في هذا المُؤتمَر؛ لأنها تعبير عن القدس الشريف، وتعني أننا نشير إلى المنطقة الأكثر التهاباً في العالم هو القدس.. مصيرنا يتوقف على القدس، وينبغي أن نُعيد إلى القدس كرامتها، ونُعيد إليها شرفها المُغتصَب، وهذا واجب المُسلِمين جميعاً

مقتطفات من خطاب الدكتور إبراهيم الجعفريّ رئيس التحالف الوطنيّ العراقيّ في المؤتمر السابع والعشرين للوحدة الإسلامية والتي تقام أعماله في العاصمة الإيرانية طهران بحضور مئات العلماء والفقهاء والمثقفين من أكثر من 50 بلداّ 17/1/2014

http://www.al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=442




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !