السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..
أحيِّي جمعكم البرلمانيَّ هذا، وهو في صدارة لقاءاته، وبداية هذه الدورة البرلمانيّة، وأحيِّي من خلالكم كلَّ جماهيركم، أحيِّي نساءكم، وكباركم، ونساءكم، أحيِّي ذوي الشهداء منكم، وأنا أعلم أنَّ عدداً غير قليل منكم لديه عدداً غير قليل من الشهداء.
هذا اليوم لابدَّ أن نُسجِّله عيداً، ونتعالى على كلِّ الجزئيّات، ونتحرَّك حركة تضاهي أهدافنا، وطموحاتنا، وتاريخنا، والتحدِّيات التي نشهدها في الشارع؛ حتى نُقِرَّ عين الجميع بأنّنا بمُستوى التحدِّي الذي نُواجِهه.
لم آتِكم إلى هنا طامحاً بشيء إنّما جئتُ بطموح يمتدُّ إلى كلِّ الكيانات من دون استثناء.
أجد هذا البيت البرلمانيَّ البيت الوطنيَّ الذي أحلم به منذ زمن، وأعرف أنَّه عندما يلتحم البرلمان تنبثق عنه الحكومة، والسلطة القضائيّة، والسلطة الرابعة الإعلاميّة، ومُؤسَّسات المُجتمَع المدنيِّ، وكلّ التفرُّعات الأخرى، وتتوحَّد؛ لذا ليس لديَّ عقد عاطفيٌّ مع أحد، ولا أختلف مع أحد من وحي العُقدة العاطفيّة أبداً؛ كلّكم إخوتي، ونساؤكم بناتي وأخواتي.
اليوم أنا صدقتُ عندما قلت لكم: إنَّ التحالف الوطنيَّ كان مُرشَّحه واحداً، وهو الدكتور حيدر العباديّ، ولم أكذب عليكم، وفُوجِئت -وأنا أعتذر لأنّي اشتبهتُ بهذا النقل، ولم يكن عليَّ أن أشتبه، ولكني لم أكذب عليكم- عندما اكتشفتُ وجود شيء آخر، والآن أقول لكم مرّة أخرى: صدقتكم في الأولى، والآن أصدقكم في الثانية، وأنا لا أروِّج لأحد، ومُؤتمَن على التحالف الوطنيِّ، ومُؤتمَن على التحالفات، وتتذكّرون جميعاً كرداً وسُنّة وشيعة أنّي تحرَّكت في صفوفكم، والتمستكم أن تتوحَّد كلمتكم لاختيار مُرشَّحيكم، وإذا أحد عنده خلاف هذا فليقُله أمام الجميع، مثلما أنا حريص على وحدتكم في تحالفكم أنا حريص على التحالف الوطنيِّ في وحدته.
لا يُوجَد أيُّ شيء آخر.
كنتُ أتمنّى أنَّ لا يتناغص هذا العُرس، والآن -الحمد لله- لم يحدث شيء، أمّا أحمد الجلبيّ فهو صديقي، ونحن منذ زمن نعمل سويّة، وهو رجل عمل معي في المُعارَضة، وعمل معي في الحكومة الانتقاليّة، وأخذ ملفاً ساخناً، ولا أسمح لأحد أن يُزايدني عليه، وأمّا الدكتور حيدر العباديّ فأعرفه، وهو صديقي منذ زمن، وأخي منذ زمن، ويجمعني وإياه خندق جهاديٌّ طويل، ومُتشابِك عبر مراحل مُتعدِّدة.
قالوا لي البارحة: يُوجَد مُرشَّح ثالث، ولو صار بنفس الحماس أتمسَّك به، وأقدِّمه، وأتشرَّف به.
إخواني الأعزّاء أرجو أن لا تُنغّص عليكم هذه القضيّة الجزئيّة البسيطة، فخير الأعمال خواتيمها، والمُهِمُّ هو أن ننتهي إلى وحدة البرلمان؛ وبوحدته سنبعث رسالة رائعة لكلِّ المُحبِّين، وندخل إلى قلوبهم، ونحقق آمالهم، وطموحاتهم، وسنفقأ عيون الذين يُريدون بالعراق الشرَّ.
لا يهمُّني أن يتقدَّم أحمد الجلبيّ، أو همام حموديّ، أو حيدر العباديّ فكلّهم إخوتي، ولا أتحسَّس من أحد منهم، وأهلاً، وسهلاً، ومرحباً، لكن كقضيّة فنيّة أسفتُ عليها؛ وهي عدم طرح مُرشَّح واحد مُتفَق عليه داخل التحالف في هذا الجلسة.
إخواني أرجو أن تستلهموا من العراق مصادر الإلهام، وهي كثيرة حيث الحضارة العراقيّة المُوغِلة بالقِدَم، والتاريخ السامق، والشهداء فما من بيت من بيوتكم إلّا وفيه شهيد، وإلهام لبناء حكومة، وإلهام لبناء مُؤسَّسات، والدواعش اليوم يُطارَدون من مدينة إلى مدينة، ففي هذا الوقت ينبغي أن نُواجِه هؤلاء بإرادة وطنيّة صلبة، لا تتعثّر بهذه الأشياء.
مكاننا الحقيقيُّ الآن في المُدُن التي فيها هكذا تحدِّيات، الأمّة الحيّة تردُّ على هذه التخرُّصات بموقف وطنيٍّ صلب.
كلّكم إخوة، ومَن يحبّ شعبه يحبّ اختيارات شعبه، أنا لا أفهم أنَّ أحداً يحبُّ شعبه، ويُعادي من يختاره شعبه.
إذا كنا نمثل الشعب فلنحترم خيارات شعبنا، وأنتم خيارات الشعب، وراءكم دماء، ووراءكم أمانة أرجو أن لا تأخذ القضيّة التي حصلت اليوم أكبر من حجمها، فهي قضيّة بسيطة، وفنيّة، فلا تُعطى أكثر من حجمها، وأنا أول ما رأيتُ الأخ أحمد الجلبيّ وجدتُ -وأنا أعرفه جيِّداً عندما يتكلّم ما يقصد- وجدته غير مُصِرٍّ، لكنّه يُريد أن يُوصِل رسالة، وقد أوصلها.
أريد المحبّة والأخوَّة، وأن نكون كلنا نمثل كلَّ شعبنا، هذا هو الطموح الذي كنا نُريده، ونذرنا أنفسنا من أجله، ورجائي منكم أن تعدُّوا هذه الجلسة اليوم درساً بالمزيد من المواظبة، والحضور في البرلمان، وأن نُمارِس دورنا في البرلمان.
اهتمّوا بالتشريع والرقابة البنّاءة للحكومة، وتقييمها، وهذا سيعتمد عليكم.
أملي أن تكونوا بمُستوى هذه الطموحات، ووجدتم جيِّداً كلَّ الأنظار تتطلّع إليكم، وقد أكّدت المرجعيّة الدينيّة على الاجتماعات المُبكِّرة، وعدم التأخير، والإسراع، والالتزام بالأزمنة الدستوريّة، وأفضل رسالة تُوجِّهونها اليوم إلى كلِّ أبنائنا، وأعزّائنا، وأيتامنا، وأراملنا، وثكالانا، وكلِّ أصدقائنا، ونفقأ عيون أعدائنا هو وحدة الصفِّ الوطنيِّ، وهذا بيدنا، ولا يُوجَد عذر.
أتمنّى لكم كلَّ المُوفّقيّة، وأرجو من الإخوان أن يُمارِسوا حقهم، ويُصوِّتوا لمن يعتقدون، وأنا لستُ مع الصفقات، ولا أعرفها؛ حتى يتصدَّوا -إن شاء الله- للمسؤوليّة، ونُكوِّن بقيّة المحطات من محطة رئاسة البرلمان إلى رئاسة الجمهوريّة إلى رئاسة الوزراء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
التعليقات (0)