كلمات متقاطعة إلى الرئيس الفرنسي

تهانينا الحارة للغرب على استعماره الجديد للمشرق الذي يعيش خارج الحركة التاريخية .   

سيدي الرئيس : لقد توّجت عهد صباي بقضاء فترة بأقذر مدرسة بالكون تحت اسم Bourdema Amente   من مواليد 9 أفريل 1950 بـ Valletta  جمهورية مالطا، ومازلت تلك الفترة تتابعني إلى الآن وآخر مرة سألني قاض عنصري بمحكمة عن قصة حياتي ببلادكم كان منذ ثمانية سنوات بشمال أوروبا ... إذا هذا يعني اني أعرف القليل عن أمعائكم العفنة.

لقد تعلمت الكثير بهذه المدرسة  ومدين لها بالشكر لأني اقتنعت بأن  : البقاء للأقوى ،وأهم شيء هو أني اكتشفت حقيقة الغربي ككائن وتحررت من الأسطورة التي يؤمن بها أهل قريتي وهي تفوقكم عن الأجناس الأخرى والطبيعة اللئيمة خلقتنا لنخدمكم، وأتذكر جيدا كيف الذين في يدهم السلطة يحلمون بالرجوع إلى مستعمراتهم ....

ما أشبه الأمس باليوم ، التاريخ جامد في مكانه لا يتحرك ، أرى أنك تريد أن تلعب أدوار Charles X  عندما بعث بجيشه للجزائر بدعوى انه يريد حماية سفن بلاده من القراصنة وفي الحقيقة كانت له مشاكل داخلية وأغتنم قصة اليهود الذين لهم بنوك بالجزائر واقترضوا أموالا  من بلادكم ولم يسددوها ...  و Louis Philippe الأول الذي  جمع كل الذين قدموا الى فرنسا من البلدان الأخرى بعد الثورة والذين ساندوا شارل العاشر وصاروا عالة على الفرنسيين ويشكلون خطرا على أمنها فبعث بهم ليحتلوا الجزائر ليريح نفسه من جرائهم ، وهناك من يدعي انه أراد أن ينتقم من   الجزائريين عندما حطموا بـ Jilel   جيش Louis XIV  ..... إنك تحلم بالتوسع على حساب الآخر وكأن الأرض التي تسكنها غير كافية لكي يتحرك بها جسمك الفاني بكل حرية ....  ومنذ فترة وجيزة قلت حرفيا ان فترة استعمار فرنسا للشعوب الأخرى كانت إيجابية.....

 منذ حوالي قرنين ادعيتم  أنه لكم رسالة حضارية ستنشرونها بين الشعوب وفي الحقيقة كان هدفكم تحويلهم إلى عبيد ، ولست في حاجة لأذكركم بما قاله Chateaubriand  وغيره عن حقيقة التوسع ، لكن هذه المرة ماذا ستقولون لهؤلاء المساكين لإقناعهم بقبولكم كأسياد لهم !!!

هل ستكون تصفية حسابات قارتكم مع أمريكا على حساب المشرق ؟

منذ حوالي 180 سنة بدأ الرؤساء الأمريكيون ينشرون عقائدهم على حساب أوروبا ، لنا ما تسمى بعقيدة Monroe  doctrine  حيث طلب بطرد الأوروبيين من القارة الأمريكية وبعده بفترة بدأ Roosevelt   بعقيدته التي يطالب بها الدفاع عن المصالح الاقتصادية الأمريكية بأمريكا اللاتينية ، ثم أتى Wilson   بعقيدته التي تنادي بحق الشعوب في تقرير مصيرهم لكن هدفه كان طرد الأوروبيين من مستعمراتهم بالعالم الثالث ليحل الأمريكان محلهم ....الخ من المسرحيات.

أرى أنكم الأوروبيون لم تنسوا ذلك وأظن أنكم تحاولون الآن اغتنام فرصة سقوط أمريكا للرجوع إلى الأماكن التي قمتم بنهبها سابقا قبل أن تتحرك الصين أو الهند.

تعرفون جيدا انه بعد ما تسمى بالحرب العالمية الأولى والثانية تحررت عدة دول بالعالم الثالث وسبب ذلك هو أن الغرب خرج من حروبه منهوك القوى اقتصاديا ولم يعد في استطاعته الحفاظ على تلك المستعمرات ولم تخرجوا من هناك حبا للإنسانية ، ووضعتم مكانكم عصابات لتدافع عن مصالحكم .

 سيدي الرئيس:

لكم عدة مستشارين يعرفون المشرق أكثر من ما يعرف المشرق نفسه وإني واثق من ذلك .

أظن أن الحرب الأخيرة على غزة كشفت لنا حال المنطقة في زمننا هذا.

مقومات الدولة ككيان ليس لها وجود الآن بالمشرق، هناك عصابات وسلالات إما عن طريق الرشاشة أو عن طريق الرشوة تحكم القبيلة بعصا من حديد ، تعمل من أجل مصالحها فقط ، يطلبون أن يكون ولاء الفرد لهم وليس للأرض ، زرعوا في عقول الناس " الطاعة العمياء لأولياء ألأمر" ، قتلوا كلمة المبادرة ، وهذه العصابات يشتغلون كموظفين من الدرجة الثانية عندكم ويحصلون على رواتبهم من خزانة دولكم  .

تعرفون أنه منذ بداية الانحطاط في العهد العباسي أي منذ حوالي عشرة قرون  لم يحدث أي تغيير يذكر بالمشرق. الثورات التي قامت من أجل الحرية بالمنطقة نتيجة وعي جماعي ودامت مدة طويلة ولم تكن مرتبطة بفرد واحد تعد على الأصابع.

 لنا ثورة ما تسمى بالحشاشين وهي ثورة تستحق كل الاحترام لأنها هي التي حررت المشرق من ما تسمى بالحروب الصليبية، ولنا ثورة الزنوج وثورة القرامطة... ثم في العهد الحديث لنا    الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي والثورة الفلسطينية وثورة حزب الله بجنوب لبنان ضد العصابة  الصهيونية العنصرية ثم لنا بعض الأفراد قاموا هنا وهناك مثل عمر المختار وأحمد عرابي وما تسمى بثورة العشرين بالعراق ...الخ 

العصور المظلمة بالغرب :

يقسم علمائكم تاريخ أوروبا إلى العصور الوسطى المبكرة  بين القرن الخامس والعاشر أي بعد سقوط  روما والعصور الوسطى الكلاسيكية بين القرن الحادي عشر والثالث عشر والعصور الوسطى المتأخرة بين القرن الرابع عشر والخامس عشر ، ويعتبر الكثير من هؤلاء العلماء بأن تلك الفترة كان يسودها الظلام الدامس ، حسب هذا المقياس لتاريخكم أرى أن المشرق الآن لم يصل بعد إلى مرحلة العصور الوسطى المبكرة عندكم لأنه لن ننسى أنه في أواسط تلك الفترة وضعتم حدا للزحف الإسلامي بالغرب ودافعتم عن أراضيكم ووقفتم أمام أكبر إمبراطورية بالعالم ، وفي العصور الوسطى الكلاسيكية أخذتم المبادرة وهجمتم على الإمبراطورية في عقر دارها وقمتم باحتلال القدس لفترة طويلة . وكما ترون بالمشرق الآن هذه العصابات الحاكمة تمنع الأفراد حتى الدفاع عن كرامتهم وهذا يعني أننا نعيش فترة ليس لها مكانة في السلم التاريخي.

منذ حوالي سنتين قامت مجموعة من البشر آمنوا بأنهم يمثلون حزب الله وعن طريق تلك الفكرة حاولوا ان يتحرروا من العبودية والخوف من جار غريب لهم ادعى ان هذا الرب أعطاهم قطعة أرض واختارهم ليقودوا ويحكموا كل الشعوب الأخرى ومن حقهم ان يسكروا بدماء كل من يعترض طريقهم، فخرج رؤساء العصابات بمساعدة أفراد وضعوا عمائم على رؤوسهم ادعوا أنهم باتصال دائم مع الخالق وهم خلفاء الرب فوق الأرض وقالوا لا تساعدوا هؤلاء المجرمين الذين يناضلون من أجل حريتهم إنهم كفرة وشيعة ومرتدين وطلبوا من العامة ان يدعو  بالنصر لشعب الله المختار ،  ثم قامت في الأسابيع الأخيرة مجموعة من الفقراء عانوا من الظلم والاستبداد والحصار عشرات السنين وآمن هؤلاء المساكين بخالق عادل وكامل فقال نفس الرؤساء وهؤلاء النصابين من رجال الدين لا تساعدونهم انهم يؤمنون بالرب ولا يعبدون السلطان  ....

كما ترى يا سيادة الرئيس المخرجين لهذه المسرحيات كانوا بليدين وجهلة ويحتقرون الشعوب ولا يعبئون بهم ولا يجتهدون حتى لخلق خرافات تبرر تصرفاتهم .

يا رئيس : تعرفون أن هناك دولتان بالمشرق سقطتا أخيرا وهما العراق والصومال ، كلاهما بعد سقوط الحاكم عمت الفوضى بالبلاد وزالت الدولة من الوجود ،وما قاله هيغل عن تاريخ المشرق فعلا صحيح ، وما حدث بهما سيحدث بكل الدول المشرقية ،لكن ألا ترى أن الدولة بغزة رغم هذه الحرب البشعة والجرائم التي قام بها بنو صهيون بمساعدة الغرب وبعض العصابات الحاكمة بالمشرق بقيت قائمة الذات وأيام الحرب التزم سكان هذه المنطقة بمبادئ أخلاقية آمنوا بها وأثبتوا الآن أن دولة " محمد " أسمى من الدول الافتراضية التي صنعها غربكم بالمشرق .   

معالي الإمبراطور :

لقد أطلت الحديث ، لكن ليست لي أي علاقة تذكر بالأديان أو بالأوطان فقم بمغامرتك وابعث ببوارجك الحربية للمشرق لبداية احتلاله ولربما ستنجح لفترة وجيزة لكن تعرفون جيدا حتمية التاريخ العاهر وعاجلا أو آجلا ستقوم حركات تحررية مثل التي تحاربونها الآن بغزة ، هذه الحركات ستحرر الأرض والفرد وتحارب العنصرية والإذلال وتقوم ضدكم وضد هؤلاء العصابات الحاكمة التي فرضها الغرب عليهم .

ان هؤلاء الصهاينة الذين ارتكبوا هذه الجرائم البشعة  في حق الإنسان بغزة أو بأي مكان كان بالعالم هم خلفاء الرب فوق الأرض وقام باختيارهم عن الشعوب الأخرى فهو إذا آلهة عنصرية تسكر بدماء الأبرياء ويجب محاربتها ومحاربة كل من يساند هذه الأسطورة وليذهب إلى الجحيم كل مفتي إسلام أو قس أو رجل سلطة بالمشرق أو بالغرب يؤمن بهذه الخرافة.

والحرب ضد العنصرية مهما كان شكلها ولونها واجب مقدس ويجب مساندتها !!!