كلمات ليس كالكلمات عند حماس
التاريخ : 25/10/2009 07:46
كتب حسن عصفور/
لا يوجد أدنى مفاجئة سياسية من رد فعل حركة حماس على المرسوم الرئاسي الفلسطيني بتحديد موعد الانتخابات العامة في موعدها الدستوري ، بل ربما جاءت أقل مما هو متوقع من حيث تحريك نساؤهم وأطفالهم وبعض أنصارهم لمهاجمة معبر رفح ليجعلوا من صورتهم ضحايا ، لكن يبدو أن الارتباك الداخلي الذي تعيشه حماس والتباينات الحادة ما بين قيادة حماس السياسية في القطاع وقيادة حماس دمشق ، رغم استنجادها بالقوات العسكرية ، أثرت على مخطط حماس للتصدي للمرسوم الرئاسي..
لذلك ما جاء يوم أمس هو سياق طبيعي لحركة لا تؤمن اصلا بالديمقراطية ، لكنها تستخدمها فقط لكي تنفذ منها الى تحقيق اهدافها ، لكنها لن تسمح بها ان سيطرت ، ومع ذلك ففوضى الكلمات التي صدرت من أهل حماس ومنتجاتها وبعض مريديها في دمشق ، تثير بعضا من الدهشة حيث اصر كل ناطقي حماس وعلى مختلف ترتيبهم الوظيفي أن شعبنا لن يسمح باجراء الانتخابات والتي تشكل تكريسا للانقسام ولن يكون هناك انتخابات الا في حالة حصول توافق وطني ، وبعد توهان زمني قصير من كلام يبدو أنه واثق من الذات يقول مسؤول آخر من حماس أنهم لن يسمحوا باجراء الانتخابات لا في قطاع غزة ولا الضفة دون تحديد سبل تلك الـلن هذه ، بالتظاهر الشعبي مثلا اعتبارا أن الشعب معهم بكل قواه ، أو بالقوة المسلحة التي فقدت شهيتها في العمل منذ تكريس الصفقة الأمنية بين حماس واسرائيل وتحتاج لتنشيط ذاكرة الفعل العام ، أو عبر حملات مطاردة لكل مشتبه أنه مرسومي جديد كما هو دايتوني وغولدستوني فهي شبهات تستحق الملاحقة لمنع تاثيرها السلبي على الوطن .
قيادة حماس ، ومنذ خطاب خالد مشعل الدمشقي الأخير ، وجرها الى خانة لم تحسب لها جيدا ، تعيش فوضى غير محسوبة ، فلا هي واضحة في الموقف من المبادرة المصرية برفض يمكن لك أن تعرف لماذا فعلا لم توقع حماس ، أو موقفهم من تحديد صفة الرئيس عباس ، حيث قرروا أن يسقطوا عنه صفة الوطنية كما أراد بحر غزة أو سحب الجنسية الفلسطينية منه كما أراد د. الزهار ، أو أنه غير شرعي ودستوري وفقد ولايته وفقا لقانون محمية غزة ومشرعها العام فرج الغول ، منذ بداية العام الحالي، وصفات وألقاب نالها الرئيس عباس كما لم ينلها قبله ..
ولكن لما تتجاهل قيادة حماس ومتحدثيها وقادتها وسط هذا الكم من الشتائم والتهم أن الوثيقة المصرية تتحدث عنه بصراحة قاطعة أنه مرجعية لكل ما هو وارد من لجان متفق عليها ، حماس حتى في كل ما اثارته خلال الاسبوع الأخير لم تعترض على بند الرئيس مطلقا ، أقرته دون أدنى تأتأة سياسية ، فكيف يمكن وصف هذا التكاذب الكلامي ، كيف تقر بشرعيته في وثيقة مفترض أن لك ملاحظات أو تحفظات عليها ولا يوجد بها جميعها ما يشير الى رفض صفة الرئيس عن محمود عباس ، هل عباس في الوثيقة المصرية ، يا ترى هو عباس مستنسخ عن آخر ، وما نملك هو تشابه أسماء ليس إلا ..
أي منطق يمكن تصديقه في حرب وهمية حول الدستور والقانون وأول بنودها سقوط في حفرة تجاهل غير مسبوق لقول وفعل في ذات اللحظة ، وقبل هذا ، وبعد خروجه من السجن الاسرائيلي قال د.عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي (واقعا وليس قانونا) قال أن علاقته بالرئيس عباس سمن على عسل وتحدث عنه باعتباره رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية ( بالمناسبة بحر مفترض انه نائب دويك) ، فقط قول قبل أشهر لا غير وكان مفترض أن يذهب للقاء الرئيس للتشاور لعودة التشريعي وفقا لتوافق كتل برلمانية.. فكيف يستقيم ذلك مع حرب حماس المضطربة يوم أمس ..هل من تفسير منهم ومن يردد قولهم دون فحص.
ملاحظة: بعض القول أن المرسوم يكرس الانقسام هو قول لتكريس الانقسام ... حسابه خاص وخاص جدا ..
التعليقات (0)