انشغلت المدونات منذ ايام بامر اريد له ان يكون اقرب الى الازمة منه الى تقاطع وجهات النظر نحو قضية ما ..واصبح اقرب الى الخلاف الذي لايراعي الود ولا يعير الانتباه لامكانية افساده..ولا انكر ان اكثر ما اثار استغرابي هو البون الشاسع في استخدام التوصيفات مابين السادة الكرام الذين ادلوا بدلوهم في الموضوع وما بين الادارة الموقرة..وخصوصا من خلال التعاطي مع الآراء الصادرة من السادة الكتاب الذين تكررت الاشارة اليهم ب"القدماء"ووضعهم في موضع التناقض مع من اسبغ عليهم لقب "الجدد"باشارة قد توحي بمفترق طرق بين جيلين او مرحلتين من الممكن النظر اليه كمبشر بانعطافة في الصورة التقليدية التي صمد عليها الموقع حتى الان..
ولكوننا لم نكن في يوم ما بعيدين عن الموقع وانشغالاته وهمومه، ولكون بعض"الكبار"سبقونا في تناول الموضوع..فلم لا..فلندل بدلونا نحن ايضا..متمتعين بميزة انعدام القدرة على الفعل ..والافتقار الى ترف الامل بالتغيير..
قبل كل شئ ..وبعجالة نعتذر عنها..يجب ان نقرر ان الكتابة هي فعل ابداعي وجودي..وتكمن صعوبته في تفلت قصديته من بين انامل المبدع..وفي العراقيل الذي يضعها الوعي امام روح الكاتب واجنحة فطرته العفوية..وفعل الكتابة بناء ملغز..يحتاج الى قارئ يمتلك القدرة على تفكيك النص واعادة بناءه باستخدام ادواته الذاتية..اي ان الكاتب والقارئ على طرفي مرآة..والمتلقي يكون هنا الطرف الاهم في المعادلة..فعنده تنتهي الامور ولديه الكلمة الفصل..
وهذا القارئ هو الذي جذبنا الى مدونات ايلاف من بين كل المواقع الاخرى المتكاثرة تشظيا على الشبكة العنكبوتية ..فمن الامتياز للكاتب التواصل مع مثل هذه النوعية الفخمة من القراء الذين يتحصلون على القدرة على تكوين رؤى وافكار مهمة على هامش النص واطلاق مستهدفات للنقاش والتقييم لكل الافكار والعقائد والاراء والمحاور بشكل قل نظيره على الساحة الاعلامية..ومما يمثل دعوة متحدية ومستفزة للكاتب نحو الارتقاء بالفكرة واسلوب الحوار بشكل علمي وهادف . وتقوده الى اتخاذ مواقف اقرب للموضوعية في الطروحات والافكار والمتبنيات..وتكون هذه الموضوعية حاضرة بقوة حتى في حالات الاختلاف والتقاطع..
وهذا القارئ الكريم الاستثنائي المتفضل علينا بضغطته زر الفارة على اسمائنا هو من تمت الاساءة اليه في هذا الاغراق العصي على الفهم في مواضيع التحميل والتنزيل..وهو من تم الاستخفاف به في الحالة مدار البحث.. خصوصا وان المدونات ال"جديدة"اصبحت تتقدم بخطى ثابتة –وان كان على استحياء-نحو تصنيفات اخرى مبشرة بتمددها الكامل على واجهة التدوين محمية بهاجس رعاية المبتدئين ودعم الشباب وحمايتهم من عجرفة وانانية ال"قدماء"..
يبدو ان السادة محرري الموقع قد حسموا امرهم تماما هذه المرة..وهذا من صميم حق الادارة ومما لا مجال للخوض فيه..ومن خلال معايشتي الطويلة لاجواء الصحافة والاعلام اعرف ان هذه القرارات لا تكون عفوية عادة..ولا تأتي الا بعد اعادة نظر وتقييم..
ولكن من خلال انتمائي للموقع وارتباطي الوجداني والمعنوي بكتابه وقراءه الكرام..ومن خلال واجبي الاخلاقي تجاه ادارة الموقع ومحرريه الافاضل..اجد من اللزام علي ان اهمس ان الاستقالة من تحمل مسؤولية النص ..وتحميله الى صورة ملتبسة لحق وحرية التعبير..وايكال الامور الى اغراءات الاكتشاف..وفي حالة مثل حالة موقعنا العزيز..تكون امرا مربكا اقرب الى المجازفة غير المحسوبة نجل موقعنا الكريم من الانزلاق اليها..
ان السادة محرري الموقع اقدر منا على معرفة متطلبات وتبعات التنكب جانبا وسط طريق التنوير الذي كانت ايلاف رائدة السير على اشواكه المدمية..والكلمة الحرة الواعية ستنتصر لا محالة في النهاية .. ومن المؤلم ان لا نجد مدونات ايلاف حينها مكللة بغار النصر على الظلامية والتحجر في معركة الحرية والتعددية وحق الاختلاف واحترام الاخر..
ان الخلاف ليس بين الجدة والعتق..بل هو بين الكلمة الجادة الملتزمة المبنية على الانتماء الصادق للموقع واحترامه واحترام القارئ الكريم وبين الرغبة في اشباع هوس التواجد على شاشة الحاسب وان بمواضيع لا يدخلها المرء الا وهو كظيم..
اكرر..ان هذا الكلام لا يراد له ان يبدو كنوع من الافتئات على الحق الاصيل للادارة في تحديد اسلوب العمل وآلياته..وليس لفرض تصورنا الخاص على محرري الموقع الكرام..ولكنها شقشقة دفعتنا اليها الحرص على نظافة المكان وتألقه.. وردا ودودا وان كان متاخرا على عتاب الاهل من اخواننا المدونين الذين سبقونا بالقول وانتظروا منا ان نكون من الداعمين..والذين يشاركونا الحزن والاشفاق من ان يأتي اليوم الذي يكون فيه موقعنا في موقع متأخر من اولوياتنا ..او ندخله بلهفة اقل مما نحس بها الان..
التعليقات (0)