لا نعرف علي وجه التحديد ما هي الأسباب التي أدت إلي هذه الفجوة الغذائية والتي تفاقمت في الأيام الأخيرة وهذا الارتفاع الجنوني في أسعارها لكن ما يبدو لنا في هذا الصدد أن بعض التجار الذين يسيطرون علي السلع الرئيسة هم الذين قرروا خلق هذه الأزمة لكي تتضاعف مكاسبهم ولا نقصد بالطبع هؤلاء التجار من الأفراد ولكن أساسا هم من الكيانات والدول التي تنتج النسبة الكبيرة من السلع الأساسية كالقمح والذرة والأرز والزيوت النباتية والتي تشكل في معظمها السلع التي لا غني عنها للفقراء نضيف إلي ذلك ما تحصل عليه شركات النقل البحري التي ضاعفت أجور الشحن بحجة ارتفاع سعر المحروقات البترولية وأضافت إلي سعر الطن من المواد الغذائية ما يعادل العشرين بالمائة من سعرها في بلد المنشأ. إن هذه الأزمة التي استجدت قد تنذر بعواقب وخيمة علي البنية الإجتماعية في معظم الدول الفقيرة مما قد يشعل ثورات داخلية في هذه المجتمعات. وقد ظهرت حديثا صناعة ستهدد بالقطع بتفاقم الأزمة وهي صناعة الوقود الحيوي التي تستخدم في الأساس بعض الحبوب الغذائية مما يحرم البشرية من مورد غذائي أساسي, وإن لم تتحرك الدول سريعا لاحتواء هذه الأزمة فلا نعرف ماذا ستفضي إليه.
التعليقات (0)