مواضيع اليوم

كلمات في الإمام المهدي الموعود (عجل الله فرجه)

ياسر العزاوي

2009-02-08 12:43:40

0

قال تعالى ..بسم الله الرحمن الرحيم  (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور : 55].

 

وقال جل وعلا : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) [الأنبياء : 105].

شاءت القدرة الإلهية إن نتعبد له ونحن غير مبصرين الأنوار الإلهية على حقيقتها ولا يمكن لنا تصور ما هو المعبود الذي ندين له بالطاعة والإنابة بهذا الشكل المطلق رغم عدم استطاعتنا رؤيته وقد يكمن السر هنا في إشارة الرسول الكريم إلا أن المؤمنين في أخر الزمان أفضل بدرجات من المؤمنين في عهد الرسالة الأول لأنهم كانوا في ذلك الوقت يتمتعون بامتياز برؤية الرسول الذي هو النائب المباشر عن رب العزة في الأرض الذي لم ولن يتسنى لأحد رؤيته .

ويشكل مبدأ الإيمان بالغيب أساسا لقانون الثواب والعقاب الإلهي إضافة إلى جملة من الشروط الأخرى التي تحدد الموقف النهائي الذي يؤول أليه الإنسان من جنة ونار لا سمح الله .

إن أشهر واظهر قضية يتداولها الباحثون في موضوع الأمام المهدي (عج )  هي قضية الغيبة والظهور وقد اجمع المسلمون عامة بكل الأديان السماوية على حتمية الظهور وليس من خلاف في أن سيظهر من يملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا فها هو القران الكريم يبشرنا بهذا الظهور المبارك فيقول تبارك وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)[القصص : 5]، الغريب واللطيف في هذا البشارة أنها تكون أولى الكلمات التي ينطق بها إمامنا المنتظر يوم ولادته وهي أولى المعجزات والمفاخر التي يتمتع بها هذا الإمام الهمام .

وكذلك نبينا الأكرم ( صلى الله عليه واله وسلم ) هو الأخر يبشر أمته فيقول :( إن الله تعالى سيبعث في أخر الزمان رجل من أهل البيت يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ) وجاء في حديث آخر ( إن ظهوره من المحتوم الذي لا يتخلف وانه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يظهر ) .

أما القضية الأولى والتي تعد من نقاط الخلاف بين المذاهب الإسلامية وكذلك بين الأديان فهي الغيبة .. وهنا تأتي العناية الربانية في تربية الأمة واستدراجها  شيئا فشيئا إلى ما هو أعظم  من عالم الوجود المادي ونقلهم إلى عالم الغيب حيث الجزاء الأوفى والجنة المأوى التي وعد الله عباده المؤمنين بها وقد أراد الله تعالى أن تكون أولى حلقات الوصل إلى الغيب والارتباط به جل وعلا وهو وجود إمام ظاهر غائب نعتقد بوجوده المادي ولكننا في نفس الوقت نعتقد بغيبته عن الأبصار .. وهذه الغيبة وهذا الحجاب أنما هو خاص بأهل المعاصي والذنوب .. أما أهل التقوى واليقين فهم إن لم يحظوا برؤيته المادية فهم يحظون بلا شك برؤية أنواره القدسية من قبيل العلم والتسديد في المواقف إضافة إلى أن اعتقادنا بوجوده يمنحنا القوة والتماسك أكثر من غيرنا ولا ريب إن إحساس الفرد المؤمن أن إمامه معه يعاني كما يعاني وينتظر الفرج كما ينتظر سيمنحه ثباتا وصلابة مضاعفة مما يستدعي بذل الجهد الأكبر في تزكية نفسه وتهيئتها ليوم الظهور الموعود .

هذا شيء موجز ومقتضب جدا  يبين لنا فلسفة الغيبة وأثارها .

ونرى من المناسب هنا استعراض بعض أقوال العلماء والفلاسفة غير المسلمين في هذا الموضوع مما يزيدنا  إيمانا بأن الموضوع لم يكن خاص بالمسلمين وإنما هو يشمل اهتمام جميع البشر فيقول العالم والمفكر البريطاني ( برتراند رسل ) (( إن العالم في انتظار مصلح يوحده تحت لواء واحد وشعار واحد، كما يقول العالم اينشتاين صاحب النظرية النسبية ( إن اليوم الذي يسوده العالم كله فيه السلام والصفاء ويكون الناس متحابين ومتآخين ليس ببعيد )،وما قاله المفكر الايرلندي الشهير ( برنارد شو ) يكاد يكون أدق وأصرح من غيره فيقول مشيرا إلى المصلح : ( هو إنسان حي ذو بنية جسدية صحيحة وطاقة خارقة، إنسان أعلى يرتقى إليه هذا الإنسان الأدنى بعد جهد طويل. وأنه يطول عمره حتى ينيف على ثلاثمائة سنة ويستطيع أن ينتفع بما استجمعه من أطوار وما استجمعه من أطوار حياته الطويلة ).

ونجد في نهاية حديثنا أننا ملزمون بذكر ما جاء على لسان سيد شهداء العصر السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( رضوان الله تعالى عليه ) حيث يقول في كتابه ( بحث حول المهدي ) : ( ليس المهدي تجسيدا لعقيدة إسلامية ذات طابع ديني فحسب، بل هو عنوان لطموح اتجهت إليه البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها وصياغة لإلهام فطري أدرك الناس من خلاله على تنوع عقائدهم ووسائلهم  إلى الغيب أن للإنسانية يوما موعودا على الأرض تحقق فيه رسالات السماء ومغزاها الكبير وهدفها النهائي وتجد فيه المسيرة المكدودة للإنسان على مر التاريخ استقرارها وطمأنينتها بعد عناء طويل ) إشارة منه إلى قوله عز وجل:(يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ [الانشقاق : 6].

فأي منا عمل ليكون مصداقا للآية السالفة الذكر ؟ ومن منا عمل ليكون مؤهلا لنيل شرف الانتساب إلى جيش سيقوده إمام معصوم ادخرته القدرة الإلهية لتحقيق الأمن والسلام في جميع أنحاء المعمورة ؟ وهل بالشعارات وكثرة الإدعاء سنكون من الممهدين لظهور هذا النور الهادي ؟ وإذا كنا كذلك  فأين هم الأصحاب الذين لا يزيد عددهم على ( 313 ) شخصا ؟ دعوة للتفكر وإعادة النظر في مواقفنا التي سنسأل عنها عما قريب .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !