الكلمة الأولى

إننا نبدأ يومنا بالتكبير، والتكبير يوم العيد إعلان لشكر الله على ماهدانا ووفقنا إلى الصيام والقيام والقرآن قال تعالى " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون " ( البقرة : 185) .وهو إعلان لانتصار الدين على الدنيا، والآخرة على الأولى فالله أكبر من الدنيا ولذائذها، والله أكبر من كيد الأعداء.
لقد دخلنا الأندلس لما كان نشيد طارق فى العبور الله أكبر، وانتصرنا على الأعداء فى بدر والأحزاب وحطين وعين جالوت لما كان نشيدنا الله أكبر، وانتصرنا على اليهود وعبرنا القناة فى العاشر من رمضان لما كان نشيدنا الله أكبر
إنه العيد جاء ضيفا عزيزا فاكتبوا بالمداد فيض التهانى
كبروا الله عل تكبيرة العيد تضخ الضمير فى الشريان
زلزلت فى القديم إيوان كسرى هل تهز الغداة كسرى الزمان.

الكلمة الثانية

يعلمنا العيد الفرح الحقيقى، فالمسلم فى العيد يفرح لأنه أتم الصيام والقيام وقراءة القران، ونال رضى الرحمن وأنعم الله عليه بالغفران " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون "( يونس :58 )
فالمسلم لا يفرح بالدنيا وإقبالها، ولا يحزن على الدنيا وإدبارها"لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور" ( الحديد :23 ) بل يفرح برضا الله، وانتصار الإسلام وعلو رايته، ويفرح بانتشار الخير والحق والعدل والأخلاق، ويفرح لفرح إخوانه ويحزن لأحزانهم، فهنيئا لكم يوم الفرحة... هنيئا لكم يوم الجائزة... هنيئا لكم يوم عيدكم .

الكلمة الثالثة

عيدنا يوم أن نجعل الله غايتنا، فلا نتوجه إلا إليه، ولا نتوكل إلا عليه، ولا نسأل إلا إياه، فالله غايتنا.
عيدنا يوم أن نجعل الرسول قدوتنا، فنتخلق بأخلاقه، ونعمل بسنته، وننصر شريعته، ونرفع رايته، فالرسول قدوتنا.
عيدنا يوم أن نجعل القرآن دستورنا، نحل حلاله، ونحرم حرامه، ونحكم شرائعه، ونتخلق بأخلاقه، فالقرآن دستورنا.
عيدنا يوم أن تتحرر أراضينا، وتتطهر مقدساتنا، وترفع رايتنا، وتسود أمتنا، ولا يكون ذلك إلا بالجهاد فى سبيل الله، فالجهاد سبيلنا.
عيدنا يوم أن نمت فى سبيل الله، فنلقى الأحبة محمدا وصحبه، فالموت فى سبيل الله أسمى أمانينا .

الكلمة الرابعة

وأنتم تعيشون العيد لا تنسوا أن تعيشوه بروح الجسد الواحد، فالمؤمنون إخوة، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَىَ مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَىَ لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّىَ". صحيح مسلم بشرح النووى .
فتذكروا إخوانكم فى فلسطين وما يلاقونه من شرذمة اليهود الغاصبين، وفى أفغانستان والشيشان والعراق وكيف تكالبت عليهم قوى الكفر والطغيان، وتذكروا أنهم يعيشون العيد تحت قذائف الطائرات ودوى الدبابات.
عليكم بكثرة الدعاء لهم فى هذا اليوم المبارك.
تبرعوا لهم ولوا بالقليل.
قاطعوا منتجات أعدائهم وأعدائكم.
واعلموا أن نصر الله قادم لهذه الأمة " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " (الروم :47 ) فلا تقنطوا من رحمة الله، ولا تيأسوا من نصر الله، ولكن عليكم بتحقيق شرط الله " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "( محمد :7 ) .