كلاهما يحاصره الغضب !!
ليس من نمط ثابت للحياة تقاس به امورها , لكن ان يكون الوقوف ضد ظلم " من شيم النفوس "بكافة اشكاله , هاجسا وهدفا , يصعد فى الحياة جانبها الايجابي ويعطيها قيمة ومعني بموضوعية تامة ودون تحفز عقلي او توتر عاطفي نعترف ان المعايشة بين اثنين قلما تحقق عدلا , والطرف المستكين فيهما " فلعله لا يظلم " ان تركنا الازمات الصغيرة التى تعكر صفو علاقاتنا معلقة هروبا او استهتارا او فشلا يجعلها تتضخم وتتراكم وتستعصي على الحل تسلط فوق رؤسنا سيف معلق بخيوط واهية يهددنا كل لحظة ,,
من المسؤول ليست القضية , الرجل او المرأة او ظروف لم يستطيعا التصدى لها فى حينها او درء خطرها او تغييرها , لكن لابد من طريقة لتفادي النتائج السيئة التى توصل الى طريق مسدود كأخطر مراحل الصراع , لا اقول ان المرأة دائما كبش فداء ولكن شعورها بعدم الامان يعيقها نفسيا عن التواؤم مع مجريات الامور, ولا اقول ان الرجل فى كل احواله مستبد , ولكن تحرره من تعنته يخلصه من شعوره المرضي بالكمال . عندها ستبدو الظروف ليست اكثر من وليدة تراكمات من سوء تقدير او تصرف .
لماذا يجب ان يتلاشى احد فى احد ؟ انهما اثنان حقيقة , وكل منهما بداخله ازدواجية متناقضة تدفعه لان يتمسك بكينونته وبنفس الوقت يعتقد انه اذا كان لابد من تغيير فليتغير الطرف الاخر الذى ارتبط به , قد يلجأ لعملية ابتزاز عاطفي يمارسه كلاهما او احداهما بصورة عقاب واضحة تبين ظلم الانسان لانسان مثله لم يرتكب خطأ الا انه اراد ان يحتفظ بسلوكياته وان يكون محبوبا فى نفس الوقت ..
من المشاكل الحياتية اليومية والتى ترصدها اقلام وافلام والتى كثيرا ما تترك جرحا فى النفوس غيرة الرجل من نجاح المرأة فى مجال العمل المشترك او المختلف بشكل عام , ونجاح زوجته بشكل خاص ,ولكن من سنوات غير قليلة وجدنا انه قد طفت على السطح المشكلة النقيض حيث بدأت المرأة تغار المرأة من نجاح الرجل عامة وزوجها خاصة ..
تعجبت بالطبع من الامر لانه من المعروف ان معظم الزوجات يكرسن حياتهن وكل طاقاتهن من اجل دفع الازواج نحو نجاح حقيقي وهن بمنتهى السعادة والرضا ويعتبرن الانجاز فرحة كاملة لهن , انها الفطرة التى فطرن عليها فاذا صح ما قيل فما الذى يخرج امرأة عن طبيعتها الا اسبابا غاية فى الاهمية ..
قالت لى احداهن انها اعتبرت نجاحه منطادا حمله بعيدا عنها لم يشعرها مرة واحدة انها شاركت فى ذلك النجاح والأمر انه لم يعد ينظر اليها الا من عل , يعيش فى عالم خاص به وقد اقصيت عنه ـ سعيدا واثقا لا يشعر بأى فراغ او نقص يتباهى بنجاحه فى عمله واستقراره العائلي ونجاح اولاده وعلاقاته الاجتماعية الكثيرة , لكنها فى عالمها الذى اوجده لها تأكل بعضها بعضا تعيسة جدا قلقة يتملكها شعور طاغ بالخسارة , وبقدر ما كان فخورا بانجازاته استهتر بشكواها وصم اذنيه ووعيه دونها , فتبدل شعورها نحوه الى نفور شديد هزها ومزق نفسها لتحتل الغيرة من عمله كل مساحات روحها التى شقيت به وبنجاحه .
وكان للرجل قولا اخر عندما تفجر الكلام صدقا ووجعا لم يكذب حرفا مما قالته بل على العكس ايده لكنه تساءل عن الجريرة التى ارتكبها فعاقبته , تقلل من شأنه وتستصغر كل ما يقوم به , لا ينكر انه اهتم بعمله كثيرا فى محاولة لتحقيق ما تهفو اليه نفسه من نجاح تحمل الفشل مرة وتجاوزه مرات , لكنها احالت نجاحه لخنجر تغرسه فى قلبه كل حين وادخلته فى صراع جديد مع الايام التى كانت تعني فسحة زمنية تتخلق فى زخمها ارادته , لقد افسدت عليه رؤيته وسدت الابواب فى وجهه كأنه شئ تملكه .
من هو الظالم ومن المظلوم ؟ اعتقد ان كليهما ملومان ,
كيف زحف التغيير وامتد دون ان يحاول احدهما ايقافه ؟؟
كيف رضيا ان يصبحا خطين متوازيين لا يري كل منهما ابعد من انفه ؟
كل امر مفروض من احدهما ومرفوض من الاخر يولد عنده شعورا جارفا بالقهر , بقلة الحيلة , ومع طعم المرارة يفقد النجاح قيمته ومعناه ويصبح سدودا وقيودا او ثمنا غاليا , لتشتد المعاناة ويعلو الصراخ الداخلي ويتمرد فى آخر المطاف على صاحبه يراه حجر عثرة فى طريقه للصعود وجوادا جامحا لا يعرف بعد اصول الفروسية ..!!
للنجاح فى النفس البشرية نموا متصاعدا ابدا , فإذا صادف وانحنى او صدم او توقف ادى ذلك لإيقاظ حوافز هاجعة تحدث فى النفس هزة عنيفة , واى محاولة لسد تلك الفجوة لاستعادة ما فقد لا يعوض الا بالالتصاق بالذات يحبها اكثر لتصبح فيما بعد مرضا عضالا , وعلى الرغم من كل الصدامات قد يثب البعض بوعى للقمة كمحاولة لتعويض مافقده فيحقق نجاحا خارقا للعادة , بينما غيره يسقط فى الهاوية ..
التعليقات (0)