فجأة وبدون سابق إنذار أصبحت القنوات الفضائية تملا كل الفراغ بين خلايا المشاهد العربى واصبح هناك تعدد ( أقصد بكلمة تعدد القنوات طبعا وليس الزواج ) فسابقا كانت تتتواجد قناة وأحدة او إثنتين لكل دولة وبالتالى تتركز البرامج عليها اما اليوم فكلا من يمتلك ( شوية دناننير ) يمكنه إيجار مساحة على القمر الإصطناعى وبالتالى يكون قد أنشاء قناة وبلا ضوابط فى ظل ما يسمى حرية التعبير . . . تجدها قنوات باهتة الألوان الا من الوان الأزياء التى ترتديها مقدمة البرامج وضيوفها وكذلك الألوان التى تلون بها وجهها من مساحيق تجميل تجعلها قريبة من سكان كوكب المريخ كما ( يصور ذلك فى افلام الخيال العلمى ) وتحس الفراغ الفكرى والخواء المعرفى للمضيف والمستضاف وهاك يالت وعجن بشبه معرفة وبلا معرفة فى أحيانا كثيرة ، والمشاهد المسكين تجده متسمرا على كرسيه وحاضنا للريموت كنترول ويتجول بين هذا العبط وتتناثر ريشات راسه قليلا قليلا مع الكلام الفارغ المحتوى والمضمون وفقط لاجل الكلام ومع نهاية أحد البرامج تكون قد تبقت له شعرة واحدة من شعر راسه . . . وأخير على قول السودانيين ( يقنع من خيرا فيها ) يعنى يفقد الأمل بحصوله على مادة إعلامية يسد بها رمقه المعرفى او الثقافى . . . الا من بعض القنوات القليلة التى يمكن أن يطلق عليها فعلا قنوات فضائية.
فهل من جديد يلوح فى الأفق حتى تتشكل الأجيال القادمة لهذا الكائن الذى يتواجد على سفوح وجبال العالم العربى بطريقة أفضل من ما هو عليها الأن ؟ ؟ ؟ . . . ربما يوما ما.
التعليقات (0)