كلام الناس

هل ستسمحون لهم بدخول منازلكم هو السؤال الذي أطلق سهام السياسيين اللبنانيين على مارسيل غانم وحلقة كلام الناس الشهيرة ...وكأنهم لا يعلمون وكأنهم يجهلون ان هذا هو سؤال الناس في لبنان في طرابلس وبيروت والاقليم ..المشكلة ليست في طرح السؤال على مفتي جبل لبنان ولا في اراء بعض الناس في شوارع طرابلس وطريق الجديدة ..المشكلة في السياسيين الذي يجهلون ما يفعلون فيأخذون الناس الى ابشع الاحقاد ثم يسألون لماذا يحقدون
يتحمل الاعلام اللبناني مسؤولية كل ما يحصل على الساحة اللبنانية لأنه يفتح المجال لسياسيين بنقل احقادهم وبث النعرات الطائفية في قلوب المواطنين واثارة براكين التعصب الحقود ..للاسف يمشي الاعلام اللبناني كفاقد البصيرة في زمن بشع فبدلا من ان يقود السياسيين واطماعهم ينقلها الى ملايين اللبنانيين ويفتخر بحريته فيتحول لأداة بيد فئة سياسية تحرض وتثير وتفرق وتشرذم..
المشكلة لم ولن تكن يوما بكلام الناس , ناس باب التبانة وناس جبل محسن وناس طريق الجديدة , والازمة ليست ازمة مارسيل غانم والل بي سي انها ازمة بلد يمشي الى الهاوية باعلامه وسياسيه واحقاده ولا يريد ان يصدق انه يسير باتجاه الهاوية.
كل ما ذكره مارسيل غانم صحيح ولو انه استخدمه باسلوب استفزازي ولكنه للاسف صحيح وينقل واقع البلد الذي يخاف نصف سكانه من نصفهم الاخر..والسؤال الذي طرحه الزميل على رجل الدين يطرحه كل رب بيت في المناطق الحساسة التي تكلم عنها البرنامج ..هل سأسمح لهم بدخول بيتي ؟؟؟ والجواب يأتي اما بشراء السلاح والاستعداد لحماية البيت او ترك البلد والرحيل .. للاسف ان نصف الشعب يشعر بالخطر من النصف الثاني والثاني لا يكف عن التلويح لنصفه الثاني بقوته وقدرته الالهية..
على الفئة الاقوى ان تشعر الفئة الاضعف بالامان وتمتص خوفها ونقمتها وشعورها بالغبن ,والظلم وعلى الفئة الاضعف ان تفهم ان هناك دائما من يريد ان يلعب بها ويزيد من قهرها قهرا ومن ضعفها ضعفا ومن تعصبها تعصبا ويأسها يأسا ..هو الياس الذي يشرع باب الانتحار ويحقق اطماع الاخرين.. وهو الاعلام الذي ممكن ان يستخدم هامش حريته لخير لبنان فيحظر خطابات السياسيين الوقحة ويلجم ألسنتهم الحقودة وممكن ان يستخدم سلطة حريته لشر لبنان فيترك لنفسه وللسياسيين العنان ليضاعف الازمة ويؤجج نيرانها..وهو لبنان الذي يجب ان يقف موقفا واحدا مع كلام الناس وليس ضده ليفهم الواقع المرير وعمق الهاوية..ولا يمتطي الجمل الذي لا يرى حردبته بل يضع عينه بعين الجمل ومن يمسك بسراجه