المجاملة والنفاق والممالأة والمدح والإطراء والتعصب والتحيز ...و...و...كلها من عجينة واحدة هي الكذب بدرجاته من أول الصفر إلى غاية عظمى....وتبدأ درجات الكذب من العدم عند انعدام المصلحة فيكون المدح صادقا ويتجه إلى معنى المجاملة....ويزيد مع زيادة المصلحة فيتجه إلى معنى النفاق ....ويكون نفاقا خالصا عندما يوجد المدح عند المصلحة وينعدم عند انعدامها....ومن فروع المجاملة والنفاق المواساة والإعانة والخدمة والمساعدة والمؤازرة وهي أيضا فروع تتجه إلى الصدق والمجاملة إلى الكذب والنفاق مع انعدام المصلحة أو تأكدها على الترتيب......والمجاملة سلوك بشرى لازم للحياة لأنه يؤلف القلوب ويزيد الترابط ويوجد التراحم وينشئ الصداقة ويسهل المعاملات ويسعد أفراد المجتمع ومع ذلك لا تنبني الثقة إلا بعد ثبوت حسن التعامل.....ومن مظاهر الصدق الإخلاص والوفاء والحب ومن مظاهر النفاق الكذب والمبالغة والتعصب والانحياز وأسوأ درجات تالنفاق أن تظهر حبك لمن تكره وتمدح في العلن من تذمه في السر وهذا هو النفاق الخالص الصريح ...وأما إذا مدحت من تحب فذلك مطلوب جدا لتنمية الصداقة وتوثيق الحب وهو خلق حسن لازم ....والأرواح قد تخدع لكثرة المادحين وخاصة عند أصحاب السطوة والمال ....ومقياس الصدق والكذب في المدح هو مقدار المصلحة دون أن يدخل في ذلك علاقات ذوي القربي من الدرجة الأولى
التعليقات (0)