مواضيع اليوم

كفى المؤمنين شر القتال

Michael Nagib

2010-02-22 19:16:53

0

خاطرة سريعة فى مسلسل الرهائن وسفك الدماء حيث قتلوا الصحفى الإيطالى بأسم الجيش الإسلامى ، قتلوا الصحفى الإيطالى وتهمته الوحيدة أنه إنسان غربى ينتمى إلى إيطاليا التى تقوم قواتها بمهمة إنسانية فى منطقة الناصرية ، لنا أن نختلف أو نتفق على وجود هذه القوات الإيطالية وغيرها على أرض العراق ، ولكن هذا لا يعطى الحق لأحد أن يخطف ويقتل بدون قانون أو ضمير إنسانى ، فالقانون الآن هو فى أيدى الحكومة العراقية المؤقتة والتى يجب أن يلتزم به كل فرد .
فقدان النقابات والمؤسسات الصحفية وغير الصحفية القدرة على التنديد بمرتكبى مسلسل الأعمال البربرية التى يرفضها من له مشاعر إنسانية ، هو دليل على غياب المنطق وسيطرة أشباح الظلام على المؤسسات المجتمعية فى منطقتنا العربية .
كيف تعطى جماعة ما لنفسها الحق فى قتل بشر بهذه الصورة الوحشية التى يصمت أمامها الجميع ؟ أين الشرائع والقوانين الإنسانية والإلهية أمام شريعة الغاب هذه التى يمارسها أفراد وجماعات وسط فوضى الضمير العربى ؟ أين الصوت الجمعى للقيم الدينية والدنيوية ؟ هل يتنكر المجتمع للقيم ليضع مكانها عقائد العنف والإرهاب ؟ .. كفاكم شر القتال يا أخوة إن كنتم مؤمنين وأصغوا إلى صوت العقل والحوار .
إلى كل فرد يتبنى فكر القتل والإرهاب : لا تصدقوا من يخدعوكم بشعارات كاذبة بأنكم قادرون على تغيير العالم بأختطاف البشر وسفك دمهم وإرهابهم ، لا تصدقوا أن لغة القتل لغة ناجحة فى جذب مؤمنين وتابعين لإله يعشق الدماء ويرفض الحوار ويميت العقل ، لا تصدقوا أن لغة الدم تحرر أرضاً أو عرضاً ، لغة الدم تأسر صاحبها بأنين الموت وتقيده بقيود العبودية لفكر الموت وتفصله عن التمتع بهبة الحياة التى قدسها الله .
أنقذوا أنفسكم من الطريق المظلم الذى وضعوكم فيه لتسيروا معصوبى العينين ملثمين الفم والأذنين ، أنقذوا أنفسكم من غياب العقل وممن أمات فيكم مشاعر الإنسانية ، وتعلموا النقاش والحوار ، الأتفاق والأختلاف بالتى هى أحسن .
أنتم ضحايا زمنكم الردئ الذى صنعه رجال الدين وباركه رجال السياسة وتبعته البقية الحالمة الغائبة عن وعيها تهتف وتهلل ، إن الخطف والقتل والإرهاب تجاه الأفراد ليست وسائل للضغط على سياسات الدول وحكوماتها ، لأن ضحايا أعمالكم دائماً هو الإنسان البرئ .
لا تصدقوا أن الله يفرح بقتل مئات وآلاف البشر ، الله لا يسر ولا ينشرح صدره لهلاك البشر ، بل يفرح ويسر قلب الله أن يتوب ويرجع كل إنسان عن خطاياه ويصحح طريقه !
أغلقوا آذانكم عن وساوس الشياطين التى تحيط بكم وتغلق أمامكم كل أبواب الخير والسلام والمحبة والرحمة ويفتحون لكم باباً واحداً هو باب القتل وسفك الدماء ، الله لن يقبل من أيديكم ذبائح حيوانية أو إنسانية ، إنها ذبائح مسروقة ومرفوضة لا تنجسوا أيديكم حتى لا تخسروا الدنيا والآخرة .
أفتحوا عيونكم .. الدنيا بخير .. كونوا دعاة سلام بدلاً من أن تكونوا دعاة سفك دماء ، أفعالكم تقول أنكم لستم عبيد الله بل عبيد الشيطان الذى يحجب عنكم مقدار بشاعة ما ترتكبه أيديكم .
القتل والأختطاف لن يخدم قضية أحد ، بل سيشوه صورة الجميع بتلك الأعمال البربرية ، فالقضاء على الآخر لن يحل ولن ينهى مشاكلكم ، والرغبة فى الأنتقام لن يقودكم إلى بر الأمان ، لا توجد مبررات مهما كانت مصادرها يمكنها أن تبيح أرتكاب الجرائم بهذه الصور الغير إنسانية .
إن تعليم أحترام آدمية الإنسان فى مجتمعاتنا العربية ، هو التحدى الحقيقى ضد القيم الفاسدة التى أهدرت إنسانية الإنسان وتسللت فى غفلة إلى حياتنا الشخصية .. ليكن هدفنا الآن هو تطهير عقولنا وقلوبنا من الرواسب والشوائب الضارة ، ليكن هدفنا هو تجديد شخصيتنا بتجديد أذهاننا بالمعرفة الحقة التى تجلب لنا ولمجتمعنا الخير والسعادة .

2004 / 8 / 28




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !