كفى استخفافاً بالشعب يا قيادة الشعب .. بقلم .. منار مهدي ..
الأوضاع الراهنة في الضفة الغربية هي الأفضل منذ سنوات, ولكن هذا الوضع لن يستمر طويلاً في غياب وانسداد الأفق السياسي والمسعى الحقيقي إلى السلام في المنطقة, وحيث استمرار الوضع القائم المتمثل في غياب السلام, سوف يقود السلطة الفلسطينية إلى انهيار داخلي والى اندلاع انتفاضة فلسطينية شديدة, وهذه المخاوف تتجلى بشكل واضح من خلال تصريحات الرئيس عباس الدائمة حول لا ضرورة لنا في انتفاضة جديدة, والخوف هنا على مصالحهم المرتبطة بوجود السلطة وليس على مصالح المواطن كما يقال تحت هذا الشعار المراوغ, وهو يعلم أن قدرات أجهزة أمن السلطة لن تستطيع مواجهة الموقف والجماهير عندما تنهار كافة أشكال التعاون والتنسيق الأمني.
وحيث إن المشروع الوطني الفلسطيني يمر في أخطر مراحله, حيث الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الانقسام للمضي قدما في مخططاته التي تهدف إلي مزيد من السيطرة على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس, وأن الاستمرار والإصرار على الانقسام, لا يعني سوى استمرار الحصار والمعاناة, وشعبنا هو الخاسر الوحيد والأكبر من هذا الانقسام, كما أن إنجاز المصالحة, يعني إنهاء الحصار والمعاناة, وخطوة للخروج من الظلام إلى النور والى الانتخابات الرئاسية والتشريعية المتزامنة.
ويبدو أن الحالة الفلسطينية الوطنية اليوم بحاجة إلى تغير المدافعين عن المشروع الوطني وعن حلم الناس في الدولة الفلسطينية المستقلة بعد فشلها في تحقيق حق تقرير المصير لشعبنا, وعليه أن المجتمع الدولي الذي يتمثل في الولايات المتحدة لن يقدم لنا حلاً عادلاُ في المستقبل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي, ولن تستطيع الأمم المتحدة مع الاتحاد الأوربي إلزام دولة الاحتلال في مغادرة الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام
إذن القيادة الفلسطينية أمام سؤال وطني كبير الآن مطلوب الإجابة عليه, وهو ماذا تملك هذه القيادة من خطط وإستراتيجيات لمواجهة الاحتلال العنصري ولحماية انجازات النضال والمواطن الفلسطيني من الإعتداءات الإحتلالية ؟؟
وحيث إن جدار الفصل العنصري الذي شُيد على أراضي الضفة الغربية, هو جدار قائم بفرض الأمر الواقع وبقوة دولة الاحتلال العنصرية, وفي نفس الاتجاه تعمل على فرض بناء دولة الكنتونات الفلسطينية مستغلة الحالة الفلسطينية والانقسام وضعف القيادة الغير قادرة على فرض أمر واقع فلسطيني من جهة, وصمت الجماهير من جهة أخرى.
وعليه اعتقد أن عقارب الساعة تتجه نحو الثورة والتحرك الشعبي الكبير لإسقاط جدار الموت وتغير الواقع والقيادة الفلسطينية. إذن هل سيبقى الصمت هو عنوان الجماهير ؟؟ وهل نفضل الموت الرخيص بدلاً من الموت في عزة وكرامة ؟؟
ملاحظة : يبدو سنكون في المستقبل القريب أمام مشهد سقوط الرئيس محمود عباس وليس أمام سقوط السلطة, وهذه نهاية طبيعية للمغامرات الفردية في القرار والحكم.
التعليقات (0)