بين بن لادن وجيفارا ..
ربما لا تختلف كثيرا قصه بن لادن مع قصه جيفارا من حيث الشكل أما من حيث المضمون فبن لادن يُعد النموذج الإسلامي للجهاد الثوري أما جيفارا فهو النموذج الشيوعي للثورات البلشفيه التي إجتاحت العديد من بقاع العالم ..
بدأ جيفارا الفصل الأول من حياته طبيبا مغمورا حتي إلتقي الأخوين كاسترو ورفاقهما واللذين أقنعاه بالفكر الثوري ضد الطاغوط باتيستا في كوبا وسرعان ما ترك الطب وإتجه الي الأحراش الكوبيه يحمل السلاح ويقتل الجنود الكوبيين بدم بارد ويروع القرويين حتي تمكنت الثوره الكوبيه من النصر وإعتلي الثوار سده الحكم وهدأت الأمور وإنتهي الفصل الأول من حياه جيفارا ..
وهنا جاء الفاصل الثاني من حياه أرنستو تشي جيفارا , لم تستهويه الوزاره ولم تستهويه حياه القصور ولا الرياش وربما خاف من بطش آل كاسترو وربما كان قد أدمن حياه الأحراش والإقتتال وتمكنت منه فكره الجهاد الثوري , فترك كوبا خلفه وقرر أن يكون مناضلا عالميا وثوريا بلا حدود , فالنضال لم يعد مجرد فكره مسيطره والثوره لم تعد تحدها حدود , ووجد ضالته في بوليفيا المجاوره والتي كان بها إنقلابا وثوره , وإنخرط في صفوف ثوارها ومارس نفس الحياه السابقه للثوري وتنقل بين أحراشها ووديانها وقراها محاربا حتي جائت لحظه النهايه له عندما وشي به أحدهم للجيش البوليفي والذي ألقي القبض عليه وقتله ..
وإن كانت هذه هي نهايه حياته إلا أن البلاشفه أرادوا تخليده وتخليد الفكره فكره النضال والثوره والتحرر وسرعان ما إنتشرت قصص وأساطير وبوسترات جيفارا حول العالم وأصبح مثالا ونموذجا للثوار وتقليدا للشباب في العالم كله ..
أما أسامه بن لادن ذلك الشاب السعودي المتدين فقد بدأت حكايته عندما غزا الإتحاد السوفييتي "الشيوعي" أفغانستان لدعم رئيسها الماركسي في مواجهه القوي الوطنيه التي أزاحته عن الحكم , وبدأت المقاومه الشعبيه للمحتل السوفييتي والتي سرعان ما تقدمت طالبان الصفوف وهي "حركه طلاب المدارس الدينيه" ورفعت رايه "الجهاد المسلح" ضد الغازي "الكافر" وسرعان ما أصبحت أمريكا الأب الروحي للمقاومه الإسلاميه "الجهاد" ضد السوفييت , ولما لا , بدلا من المواجهه المباشره الامريكيه السوفييتيه ..
وتبنت الآله الإعلاميه الأمريكيه الرهيبه نشر فكر وفقه الجهاد بين الشباب المسلم علي مستوي العالم بعد أن نشرت وهولت فظائع السوفييت في أفغانستان بل وتبنت تدريب المجاهدين وتسليحهم والضغط علي الحكومات العربيه للإفساح لشبابها للخروج الي أفغانستان ..
سافر أسامه بن لادن كما سافر الآلاف المؤلفه من الشباب المسلم المتدين الي أفغانستان للجهاد ضد الكفار السوفييت وهو الأمل الذي إنتعش في الصدور بعد هوان الأمه وتفسخها بعثا لها فيما يسمي الصحوه الإسلاميه ..
إنهار الإتحاد السوفييتي إقتصاديا تحت وطأه التكلفه الباهظه للحرب في أفغانستان وتفكك الي دويلات وإنسحبت فلوله من أفغانستان وإنتصر المجاهدون وتولي الطالبان الحكم في أفغانستان وإنتهي الجهاد , وإنتهي الفصل الأول من قصه أسامه بن لادن ..
أيضا لم تستهوي بن لادن حياه الرياش أو العوده الي الحياه الطبيعيه السابقه وإنما بدأ الفصل الثاني من حياته عندما عاد مره أخري الي أفغانستان وبدأ في تجميع المجاهدين العرب لفكر وفقه جديد وهو محاربه "الطواغيت" الحكام العرب من أجل إقامه "دوله الإسلام" وظهرت تنظيمات مثل "العائدون من أفغانستان" و "الأفغان العرب" داخل عده دول عربيه وقامت بأعمال "جهاديه" وتفجيرات وإغتيالات وسرعان ما ضم بن لادن محاربه الكفار والمشركين والصليبيين في الغرب الي قائمه من يتوجب محاربتهم وطالت أزرع بن لادن عده دول أوروبيه بل وأمريكا نفسها ..
والتي إنقلبت عليه وعلي طالبان وغزت أفغانستان ولكن الشيئ المحير أن بن لادن لم يحاول أن يرسل مجاهدين الي إسرائيل ..
وأخيرا كما وشي بعضهم بجيفارا وشي بعضهم "المخابرات الباكستانيه " أيضا ببن لادن ولكن إبتغاءا للمكافئه السخيه بالدولار الأمريكي , ليتمكن الأمريكان من قتل بن لادن في النهايه ..
ولكن يتبقي السؤال ..
هل سيحظي بن لادن بنصيبه من الشهره العالميه وتحاك عنه الأساطير والروايات وتنتشر بوستراته كما إنتشرت بوسترات جيفارا بوصفه رمز للصحوه الإسلاميه وفكر الجهاد ..؟
مجدي المصري
التعليقات (0)