مواضيع اليوم

كـيـف تُـقـْهـَـرُ وتُـسْـتـَعـْبـَدُ الأمـم...؟

رضا عبد

2012-08-31 22:36:51

0

كـيـف تُـقـْهـَـرُ وتُـسْـتـَعـْبـَدُ الأمـم...؟

في ساعة متأخرة من النهار جلست أقرأ وأتابع الأخبار ، ومن شدة التعب والإرهاق غلبني النعاس ، فسبحت بعقلي الباطن في هذا الحلم المزعج عن أحوال مصر والبلاد العربية ، ورغم الحلم وصعوبته وقسوته قررت صياغته ونشره بعد كتابته.

بداية الحلم وكأن شخصا يحدثني عما حدث ويحدث في البلاد العربية وبدأ يحكي عن طرق استبداد الشعوب وقهرها....


هناك طريقتان لقهـر واستعـباد أي دولة:ــ
الطريقة الأولى :ــ بحد السيف ، وكانت هذه الطريقة القديمة التي تمارسها البلاد الكبرى حين تقوم بهجوم عسكري ـ احتلال ـ على دولة أخرى لنهب وسلب وسرقة ثرواتها ومواردها ، وكان هذا هو الأسلوب المتبع في قهر واستعباد الأمم حتى وقت قريب ، ولو ضربنا أمثلة توضيحية ، نذكر الاحتلال البريطاني والفرنسي لمصر ، في ليبيا الاحتلال البريطاني ، تونس والمغرب والجزائر الاحتلال الفرنسي ، وكانت القوة هي الطريقة الوحيدة للاستيلاء على موارد أي دولة ، وكانت هذه الطريقة تكلف الدول الكبرى ملايين الدولارات ، ناهيك عن المخاسر البشرية التي تؤلب السخط الشعبي داخل هذه البلاد ضد الأنظمة الحاكمة خصوصا بعد انتشار ثقافة ومبادئ حقوق الإنسان والحريات والعدل والعدالة والمساواة ، وبعد التطور العالمي في الفكر وفي إدارة العالم استطاعت هذه الدول تجنيد عملاء وخونة في معظم البلاد العربية ، ولكن بدرجة رئيس أو ملك أو أمير لنهب ثروات وموارد هذه البلاد دون الحاجة لأي قوة عسكرية ، ولأن التطور مستمر فتوصلوا لطريقة أكثر دهاء لاستعباد واستبداد الدول ، وهي الطريقة الثانية والعامل المساعد فيها أيضا هم الحكام في البلاد العربية ، لأنهم جزء لا ينفصل عن تنفيذ وتطبيق العملية بنجاح لخداع الشعوب وقهرهم لصالح أمريكا وأوروبا واسرائيل.
الطريقة الثانية :ــ (يمكن تسميتها بالقتل الاقتصادي لأي دولة) وهي عن طريق إغراقها في الديون ، وقد نجح القتلة والاقتصاديون في خلق الامبراطورية العالمية الأولى من نوعها عن طريق العمل بطرق مختلفة ، وكانت الطريقة الأكثر شيوعا هي أنهم يحددون بلدا لديه موارد تثير لعاب شركاتهم ، مثل النفط ، وبعد ذلك يرتبون قرضا ضخما لهذا البلد من البنك الدولي أو أي من المنظمات الحليفة ولكن المال لا يذهب فعلا لهذا البلد ، ولكنه يذهب إلى شركاتهم الكبرى لبناء مشاريع البنية التحتية في ذلك البلد ، من محطات توليد الطاقة ، والموانئ ، والموارد التي تعود بالنفع على قلة من الأغنياء في هذا البلد بالإضافة إلى ربح شركاتهم الأكيد ، ولكنها في الواقع لا تساعد الأغلبية العامة من الناس على الإطلاق ، ولكن هؤلاء الناس وكل المواطنين في هذا البلد يحملون عبء دين ضخم ، وهو دين ضخم من المستحيل سداده وهذا جزء من الخطة ، أنهم لا يستطيعون سداده ، ولذلك في مرحلة ما ، يقوم القتلة الاقتصاديون ، بالعودة لهذه الدولة قائلين اسمعوا : أنتم مدينون لنا بالكثير من المال ، لا يمكنكم دفع ديونكم .؟ حسنا قوموا ببيع النفط الخاص بكم ، وبيع أي موارد طبيعية وأي ثروات طبيعية بسعر بخس لشركاتنا النفطية ، اسمحوا لنا ببناء قاعدة عسكرية في بلدكم ، وارسلوا قوات لدعمنا في مكان ما من العالم مثل العراق أو صوتوا معنا في تصويت الأمم المتحدة المقبل على خصخصة شركات الكهرباء الخاصة بهم ، على خصخصة شركات المياه والمجاري الخاصة بهم وبيعها للشركات الأمريكية أو شركات دولية أخرى يملكون أكثر من نصف أسهمها ، كما يملكون الحق في إدارتها ، وهذا كله ينمو ويتطور كالفطريات وهي الطريقة الاعتيادية لعمل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
يُـترك البلد حاملا عبء الدين وهو دين ضخم من المستحيل سداده ، وبعد ذلك تعرض إعادة تمويل الدين ودفع المزيد من الفائدة ، وتُطلب هذا مقابل ما يُطلق عليه "المشروطية" أو الحكم الصالح ، وهو ما يعني في الأساس أنه يتوجب بل يفرض عليهم بيع مواردهم ، بما في ذلك العديد من خدماتهم الاجتماعية ، وشركات المرافق وأحيانا نظمهم المدرسية.
نظام عقوباتهم :ـ نظم تأمينهم ، إلى الشركات الأجنبية ، وبالتالي فإنه ثنائي ـ ـ ثلاثي ـ ـ رباعي ! الضربة
إذن هكذا يفكر القتلة الاقتصاديون في العالم وهكذا ينظرون إلينا كدول تملك موارد ولا تملك القدرة على استغلالها ، وهذا أسلوبهم ومنهجهم في التعامل معنا ، والتاريخ يثبت ويؤكد أن جميع البلاد العربية سقطت في هذا الفخ وانبطحت وركعت ووافقت مرغمة على التصويت لصالح أمريكا فيما تريده ، أو على بناء قواعد عسكرية ، أو على بيع مواردها مثل النفط أو الغاز الطبيعي ، و الذهب ، أو المعادن الأخرى أو الرمال التي يصنع منها الزجاج والبلور ، كما حدث مع مصر ، أو بيع شركات وخدمات مهمة جدا لهذه الشركات ، لا توجد دولة عربية لم تنبطح أمام أمريكا لخدمة مصالحها ، طبيعي جدا أن نقول أن الأنظمة الحاكمة في البلاد العربية هي الطرف الذي يمثل الشعوب العربية و ينفذ هذه الصفقات بالنيابة عن الشعب في كل بلد إذن توريط الدولة في ديون وأعباء لا يمكن أن يكون حلا أو مشروعا للنهوض بالمجتمع وإصلاحه ، ولكنه خطوة للخلف يخطوها أي نظام حاكم في أي دولة عربية لكي يخدم بها أمريكا وصندوق النقد الدولي وأضخم الشركات الكبرى في العالم ، وهذه الخطوة لا يتحمل ولا يدفع ثمنها إلا الفقراء المعدمين والمساكين ، لأن مثل هذه القروض لا يستفيد منها إلا قلة قليلة جدا من أصحاب المشاريع الكبرى ، أما المواطن الفقير الذي ينتظر مساعدة وينتظر تحسن الأحوال المعيشية فينتظره مستقبل مليء بالديون ، إضافة لحياة القهر والذل والاستعباد ، ومعايشة المعنى الحقيقي لركوع وانبطاح دولة..
ورغم كل هذا فإن معظم المصريين تركوا التفكير في كل هذا ودخلوا في سجال من الجدل العقيم حول القروض هل هي ربا أو حلال ، ولم يفكروا في الكارثة القادمة التي ستجعل مصر راكعة منبطحة إلى الأبد ، ولم يسأل أحدهم نفسه أين مشروع الاخوان لإنقاذ مصر ، وأين الشعارات التي صدعونا بها وأين التطبيق العملي للشعار الكاذب(نحمل الخير لمصر).

سؤال لكل مصري يخاف على هذا البلد:ـ
هل من الأفضل الاقتراض وتوريط مصر في مزيد من الديون لتركع وتنبطح.؟ ، أم من الأفضل المطالبة باسترداد الأموال المنهوبة من سويسرا وانجلترا وبقية الدول الأخرى ، وفتح الصناديق الخاصة ، وتأميم مليارات قادة العسكر التي تقدر بثلث موارد الدولة.؟ وأين كلام الدكتور مرسي حين قال بلسانه أنه يستطيع توفير 200 مليار جنيه خلال أربع سنوات ، إذن كنا ننتظر أن يوفر 50 مليار جنيه هذا العام بدلا من اللجوء للقروض.

وقبل أن ينتهي هذا الكابوس قالها هذا الشخص الذي يحدثني في حلمي و بكل صراحة وصرامة ووضوح أن استبداد الشعوب نوعان: خارجي وداخلي ، أما الخارجي فقد شرحنا بعض أسبابه ، اما الاستبداد الداخلي فأهم مقوماته الثلاثي الناجح القاتل لأي شعب (الفقر والجهل والمرض) ، وأقولها لك أي نظام حكم لا يسعى بجدية وضمير للقضاء على الفقر والجهل والمرض فتأكد أنه يسعى لتحقيق الاستبداد الداخلي الذي يؤدي إلى الاستبداد الخارجي.

وفجأة دق جرس الباب وانتهى الحلم ـ الكابوس ـ الذي أتمنى ألا يحدث وألا يتحقق وألا يكون حقيقة وأتمنى أن يكون مجرد سراب.





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات