في ظل تقدم العصر وتغيراته المتسارعة ..وزيادة الماديات والضغوطات التي تواجه الفرد في حياته اليومية والعملية واكتظاظ الايام بالتفاصيل المرهقة للنفس والسعي نحو سراب الكمال الذي لن يصل له أي شخص ، كان حريا بالإنسان أن يكون مسؤولا عن ذاته فاهما لها حافظا لها من التأثر السلبي بما يجري في الحياة..
و لذلك يحتاج الإنسان دراسة و فهماً عميقاً لكل جانب من جوانب ذاته لأن ذات الإنسان بحر شاسع مترامي وجوّاد بالخيرات مبهر بالاختلاف ،
فمثلاً لا بد من جانب إداري في الحياة الروتينية اليومية والحياة المهنية ، حتى يدير الإنسان ذاته وعمله بشكل سهل سلس مريح ويتجاوز العقبات والضغوط بسهولة تامة ، وتتنوع المهارات الإدارية ، من الحزم والدقة وسرعة الإنجاز وإدارة الوقت و الأزمات وتحمل كامل المسؤولية في انجاز العمل بروح معطاءة ، كلما زاد الإنسان دراية بها زاد اتقان عمله وأدار الأمور بشكل أفضل وبأقل صعوبة ممكنة..
أما النظرة المشرقة والإيجابية والتكيف مع الجوانب المظلمة في الحياة فلا يجب أن يغفل عنها ، فالروح المرحة وتجاوز العقبات والنظرة للجانب الممتلئ من الكأس تضمن استمرارية حب الحياة واستدامة الإشراق في باقي الأيام .
حيث أن هذا ليس كلام نظريا فقط بل واقع مبرهن ملموس ، فلا نجاح مع السوداوية والسلبية والضغط في الحياة ..لابد من مراقصة الحياة والتكيف معها في سائر أحداثها ..لابد من روح ايجابية في العمل وتعامل بحكمة وطاقة ايجابية متجددة وأمل وحب وإحسان .
كما أن ما سبق هباء منثورا ، صوت بين الجبال بلا صدى ,مادام بلا هدف ومعنى .. لابد للإنسان أن يعيش لغاية ، هدف سامي يسعى لأجله برؤية واضحة ومهام اجرائية ووقت منظم وادارة جيدة وروح ايجابية لا تفقد أملها وإيمانها بذاتها وبالحياة .
ينبغي للإنسان أن يهتم بالاستثمار بذاته والانشغال بتطويرها وصقلها والعمل عليها حتى يحقق نجاحا على الصعيد الشخصي والمهني ، مصادر المعرفة والتطوير متنوعة وزاخرة فلا عذر .
وكلما زادت الحياة عقباتها زاد الإنسان الواعي علما وحكمة وتطويرا ..كعود ما زاده الإحراق الا طيبا .
كاتبة المقال
لطيفه عتيق الرشيدي
التعليقات (0)