السلام عليكم ..
من خلال دراستي وتدريسي لمادة السيرة النبوية أحببت أن أطلعكم على الشخصية اليهودية الأكثر عداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم و للمسلمين بشكل عام ، وها هو العداء يتوارث ويتصاعد وينتقل عبر الأجيال ، ومازال كعب بن الاشرف يولد ويكبر ويصرح بعدائه الشديد للإسلام وللمسلمين ، ومازال يقدح بأحقيتنا للقدس الشريف !!
فمن هو يا ترى كعب بن الأشرف الحقيقي ! إنه ألد أعداء النبي و أكثر من آذى النبي في حياته فبعدما انتصر المسلمون في معركة (بدر) وأحبوا أن يعلنوا للأرض كلها فرحتهم بهذا الانتصار الذي ساقه الله إليهم بسبب إيمانهم به سبحانه ويقينهم بأن النصر الحقيقي لا يأتي إلا من عند الله .. و أراد النبي محمد صلي الله علية وسلم أن يزف هذا الخبر إلي أهل المدينة ويخبرهم بما حدث من انتصار ساحق للمسلمين وقتل رؤوس الكفر في معركة (بدر)..
فمن شدة فرحة الرسول صلي الله علية وسلم واهتمامه بأعلام أهل المدينة بهذا الخبر أرسل الصحابي الجليل عبد الله بن رواحه رضي الله عنة علي ناقته -القصواء - ومعه صحابي آخر لا يحضرني اسمه ، ودخلا بها المدينة ليطمئنا الجميع على نتائج المواجهة الحربية بين المسلمين ( انصارا ومهاجرين ) وبين مكة ويزفا أليهم الفرحة بالنصر ..
إلي أن عبد الله ابن رواحه عندما أتي إلي المدينة تفأجا بتشكيك من هذا اليهودي اللعين كعب ابن الأشرف - والذي يعود نسبة الي طئ وإلى بني النظير - في حقيقة نصر المسلمين وقال : أحق هذا؟ ( ومازال اليهود يعتمدون في كل انتصاراتهم على التشكيك والتشتيت بأمر المسلمين )
أترون محمد قتل هؤلاء الذين يسمي هذان الرجلان اللذان قدما ليخبرا مسلمي المدينة بخبر الانتصار , فهؤلاء أشراف العرب وملوك الناس يعني بذلك ( قريش ) , والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها !
وبعد أن أتي الرسول صلي الله علية وسلم منتصرا من معركة بدر إلي المدينة كان كعب ابن الأشرف قد ذهب إلي مكة ونزل علي ( عبد المطلب بن أبي وداعة السهمي ) يحثه علي تجديد القتال علي محمد ويعدهم بالعون والنصر .. وحين عاد من رحلة التأمر إلي المدينة قاد حملة تشكيك كبيرة ضد رسول الله صلي الله علية وسلم شرسة وصاخبة وضد المسلمين ونسائهم حتي تضرر المسلمين من هذا أشر تضرر..
ولمواجهة هذا التعدي كان لابد من فعل شئ لأسكات هذا الصوت الشيطاني فقبيل السنة الثالثة للهجرة وإثر المضايقات التي تعرض لها المسلمين من هذا المخرب الهجاء كعب بن الأشرف قال رسول الله صلي الله علية وسلم :
(( اللهم اكفني شر ابن الأشرف بما شئت)) ومازلنا ندعوا هذا الدعاء و نؤمن عليه .. آمين
....................
الفقرة التالية ستكون من أحد كتب السيرة النبوية وهو كتاب روضة الأنوار في سيرة النبي المختار ( نصيا ) لفضيلة الشيخ صفي الرحمن المباركفوري :
مقتل كعب بن الأشرف :
كان كعب من أثرياء اليهود و شعرائهم .. و من أشد أعداء المسلمين .. فكان يهجو الرسول صلى الله عليه وسلم و أصحابه ، و يشبب بنسائهم .. و يمدح أعداءهم .. و يحرضهم عليهم .. و نزل بعد بدر على قريش ، فأغراهم على حرب المسلمين و أنشد لهم في ذلك أبياتا ، وقال : أنتم أهدى منهم سبيلا ، ولم يعتبر بما حل ببني قينفاع ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : من لكعب بن الأشرف !! فانتدب له محمد بن سلمة وعباد بن بشر وأبو نائلة و الحارث بن أوس و أبو عبس بن جبر .. و أميرهم محمد بن سلمة .. و قد استأذن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول شيء :
ثم أتى كعبا وقال : إن هذا الرجل - إشارة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم - قد سألنا صدقة .. وإنه قد عنانا أي أوقعنا في المشقة والعناء ..
فاستبشر كعب وقال : والله لتلمنه .. فاستقرضه محمد بن مسلمة طعاما أو تمرا .. و اتفق معه على أنه يرهنه السلاح ..
و جاءه أبو نائلة فتحاور معه بمثل حوار محمد بن مسلمة ، وقال : إن معي أصحابا على مثل رأيي أريد أن آتيك بهم فتبيعهم وتحسن إليهم فقبل ذلك منه ..
و في الليلة الرابعة عشر من شهر ربيع الأول سنة 3 هـ جاءه المذكورون ومعهم السلاح ، فناداه فقام لينزل ، و كان في حصنه ، وكان حديث عهد بعرس ، فقالت له زوجته : أين تخرج هذه الساعة ؟ أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم .. فلم يبال بقولها ، و لما نزل و رأى السلاح لم يستنكر ، لما سبق بينهم وبينه من العهد ..
و أخذوا يتمشون ليتنزهوا ، ومدح أبو نائلة رائحة عطره ، و استأذنه ليشم رأسه ، فأذن له في زهز وخيلاء ، فشمه و أدخل فيه يده و أشم أصحابه ، ثم استأذنه ثانيا وفعل مثلما فعل ، ثم ثالثا أيضا ، فلما استمكن من رأسه في المرة الثالثة قال : دونكم عدو الله ، فاختلفت عليه الأسياف دون جدوى ، فوضع ابن مسلمة معولا في ثنيته ، وتحامل عليه حتى بلغ العانة ، فصاح صيحة أفزعت من حوله ، وسقط قتيلا ، و أوقدت النيران على الحصون ، لكن رجع المسلمون بسلام ، وقد خمدت نار الفتنة التي طالما أقلقت المسلمين ، وكمنت أفاعي اليهود في أجحارهم لفترة من الزمن .. انتهت الفقرة
ـــــــــــــــــــ
هذا هو التاريخ .. وهذا هو كعب بن الأشرف .. وهؤلاء هم اليهود في الماضي .. فهل تعتقدون أن حالهم معنا - كمسلمين - تغير أو سيتغير !! لا والله .. فكعب بن الأشرف مازال هو كعب بن الأشرف .. و اليهود مازالوا هم اليهود .. ومازال الحقد الدفين موجودا في صدورهم تجاهنا و تجاه إسلامنا و نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. لكن من تغير في الحقيقة هم نحن المسلمون .. فلو عدنا كعبدالله بن رواح أو كمحمد بن مَسلمة أو أو أو لعادت القدس لنا و هابنا هؤلاء الصهاينة الحاقدين .. فلمَ نثق بهم بعد اليوم ! ولمَ نسمع لهم ! وهم هم لم ولن يتغيروا مع تغير الحال والزمان و كم أتمنى أن نصبح كحالهم في الثبات ..
ـــــــ
أطيب المنى ..
التعليقات (0)