مواضيع اليوم

كصخر في الحشا رسبا

soso-n nafee

2009-04-03 06:11:05

0


صخر في الحشا رسبا ..

تجاهلت حاجتها إلى الحب .. وجلها من السقوط في بحره دون تحصين من هزائمه وانكساراته وحتى أفراحه .. جعلها تسبح بعيدا عن تياراته وأمواجه .. عشقت حياتها الصاخبة بالآخرين .. دون واحد احد يهيل العشق على نوافذ قلبها الهشة .. أذعنت لصوت العقل تتابع ما يدور حولها من تلة عالية ترنو منها على الجميع .. تحتضنهم بمودة ظاهرة ترتوي في زواياها بعشق القراءة والسفر عبرها من مكان إلى أخر..
لم تشك ولو للحظة واحدة بأنه كان من الممكن أن تلين بكلمة هامسة , ولكن لأنها شعرت بدماء صدقها وهى تراق بين يديها فقد تركت ضياءها يترنح فوق دهاليز روحها المسكونة بالخوف من السقوط في بحار عميقة لا قدرة لها على السباحة في مياهها ..
أمسكت تلك الكلمات العبقة بنسائم الحب بأوردتها .. ونثرت عطر الزنابق فوق وجهها .. ورسمت عناقا دافئا على مساءاتها وصباحاتها .. ولونت غروبها بلون العشق فروت ابتسامتها بحياء البنفسج .. واصطف الهوى بهيا داخل أعماقها كندى يبلل صحراءها العطشى للأشواق والحنين الذي شعرت به كموت اختطف روحها دون استئذان .. لتحتل مخيلتها بأحلى الصور عن لقاء بهي ربما يتم ذات يوم .

وبشوقها اليتيم إلى صدر حان عانقت شواطئه الهادئة الرصينة .. أفاضت عليها بدايات لم تسأل عن نهايات لها .. كان صوته .. حنانه .. شهامته .. مروءته .. نظرات البراءة المطلة من عينيه تعطى للرجولة جلال القصيدة .. وبين يديه رسمت وطنا شامخا بتفاصيله الحميمة استثنائي الأحاسيس والمشاعر .. يومها لم تدرك إن للشوق فيضانات غارقة مميتة ..

هو أيضا شغف بها هياما مثلما قال لها .. كانت أخر كلماته قبل أن يغيب : ثقي ياآميرتي أنك معي في كل لحظة , وانك روح النبض المسافر في دمي .. فكيف بربك احتاج إلى من يذكرني بلقائنا عند دقات التاسعة إلا ثلث ؟؟ وهل احتاج إلى من يشعل التذكر بلقاء كان هادئا وان تنكر في صورة ناضجة كشفت عنه قبلة خاطفة وحضن طائر ..
يومها وقبل أن يغادر على أمل التواصل .. لملمت أنفاسه .. عانقتها وقبلتها زرعت فيها أشواق السنين الباهتة التي عاشتها من قبل ..

في غيابه تاقت إلى أماكن جمعتهما سويا لساعات .. دارت حولها كمكان مقدس .. تحسستها بأعماقها واهتزت كفراشة احرقها وهج الشوق للنار ..

استعادت كلماته كتساقط اللؤلؤ على شرفاتها .. ووطن من الألماس .. كانت تجري فى أذنيها مرصعة بألوان قوس قزح .. كقبائل من الصدق والوفاء .. كلمات تموج بعطر البراري .. كسطور الفانتازيا في التاريخ خفتت فيها أصوات العاشقين .. كلمات استقرت في أعماقها كشذى شجر الزيتون .. كنخل باسق يحيا راسخا في الأرض .. كشعر المتصوفة يحيا في القلوب ..

وأما لمساته الندية فقد حفرت اخاديدا للطهر فوق جسدها .. وتركت جمرات الشغف تهلل زاهية بأناشيد الفجر وورود الصباح .. استنشقت نسائم عرق صدره وكأنها جنين التحف رحم أمه .. تناغمت شواطئها المجدبة مع يديه وهى تعزف أنغام عشق فوق وجهها .. استلقت بأمان بين ضفتي عينيه .. غابت معه في صوت فيروز وأم كلثوم وعذوبة كلمات العاشقين فمسح عطره القدسي فوق رأسها لتستقر في قلبه كما كانت تظن ..

واليوم بعد ثمانمائة سبعة وستين ساعة من الغياب قضتها سجينة للثواني والدقائق .. ساعات طويلة وشرارة دفينة تتوق لهمسة من شفتيه .. ساعات سكنت كبد الليل مؤرقة تسأل : ايناه ؟ ساعات لاكت البلوى والسلوى , والشكوى والنجوى , عصرتها برودة الوحدة والألم وعصف السؤال : ترى أين هو الآن ؟؟ ماذا يفعل ؟؟ كيف نسي كل شئ وأصبح كسراب أيام حارقة ؟؟
هل تداعى من عمرها كأزمنة ماضية ؟؟
لماذا حولها إلى امرأة من وجع ؟؟
ولماذا ترك حيرتها في البحث عنه نصلا يدق في خاصرتها ؟؟
لم ترك قلبه كصخر في الحشا رسبا وتناسي وعوده لها ؟؟
لم تركها تتفقد الأحرف والسطور على شاشة هاتفها عله يكون هو ؟؟
لما لم يضئ صوته جوهرة عينها والتزم الصمت طوال كل تلك الساعات ؟؟
ثمانمائة سبعة وستين ساعة .. طاقت روحها إليه .. تعذبت به ومنه ..
واليوم بعد طول غياب غير مبرر تألقت أحرفه على شاشة هاتفها بتهنئة خجلي تتعثر في كلماتها بمناسبة الشهر الكريم ..
انتفض قلبها وهمست نفسها باكية : اعصفي يارياح وانتحب ياشجر .. وأختفي يانجوم وانتحر ياقمر ..
ثمانمائة سبعة وستين ساعة حبل صبرها فيها انفطر .. واليوم يأتيها .. ترى أيطلب تحية أم كدر؟؟ بعد أن منح القلب ظلاما فيه انتشر ..!!
ياسيدها .. هي سيدة لا تقبع في انتظار المطر.. معجونة من طين وحمأ وخطر ..
السؤال هنا .. هل ستقبل عودتك إليها رغم ما عاد علي قلبها من ضرر ؟
ام ستشدو مثلما شدا "ميخائيل نعيمه "عندما خاطب فؤاده حائرا .. دموع العين قد جمدت , وريح الفكر قد همدت , فلم , ياقلب , لم ياقلب فيك النار في لهب وكنت أظنها خمدت ؟؟ .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !