كثيرون مثلي شربوا مقلب" الرأي والرأي الآخر" .. ان إرتفاع منسوب الغضب في طريقة عرض وثائق إدانة السلطة الفلسطينية الى حد الوقاحة، كان يعني غيرة وخوف الجزيرة من تصفية القضية الفلسطينية. وأنها ترمي الى تجييش الجماهير العربية والفلسطينية، لوقف أي تفاوض مع العدو!
التساؤلات العديدة التي تبادرت الى ذهن الانسان العربي، حول الأسباب والتوقيت لكشف تلك الوثائق، جاء على لسان الصحافة الاسرائيلية، وزعماء الكيان العبري... صحيفة يديعوت أحرونوت، تحدثت عن زيارة الوزيرة تسيبي ليفني، لقناة الجزيرة في قطر، وأن لقاءها مع قيادة المحطة الفضائية كان مهما وإيجابيا، وقد رحب بها كبار موظفو الجزيرة، وأجروا معها محادثات في غاية الأهمية!! وليفني كما نتذكر، هي من أعلن الحرب على غزة من أرض الكنانة. وحرب غزة هي التي قامت بتغطيتها بشكل رائع القناة المضيفة !!! مشهد سريالي من يستطيع فهمه، فليشرحه لنا!
الجنرال وضاح خنفر، وهو لقب أطلق عليه وليس من إختراعي، إعتذر لإسرائيل، بناء على طلب هذه الأخيرة، لوصف مراسلها غسان بن جدو، للمناضل سمير القنطار، بالبطل العربي! لأن هذا يخدش مشاعر الاسرائيليين!! ووعد، أي خنفر بعدم تكرار ذلك، لأنه يتناقض مع مهنية الجزيرة..
كما التقى وضاح خنفر، بالوزيرة ليفني، قبل نشر الوثائق بأيام قليلة، تلك الوثائق التي أرادوها إعصارا، يضاربون فيه على وثائق ويكيليكس.. وبعدها بأيام قليلة يلتقي الخنفر بخالد مشعل!!
ليبرمان أعلن " أن نشر الوثائق أضعف السلطة الفلسطينية وعزز من قوة منافستها في غزة، فمع من تتفق اسرائيل؟ ومن هو الشريك في عملية السلام؟" وقبل فترة ليست بالقصيرة تم الحديث، عن إتصالات غير مباشرة، بين حماس واسرائيل، تطرح اسم حماس كمفاوض بديل ل م ت ف . فإذا ما صحت تلك التسريبات في حينها، فإن الصورة تكون قد اتضحت الآن. وقد أعلنت صحيفة يديعوت أحرونوت" .. إن ما فعلته قناة الجزيرة يخدم حركة حماس". وهذا ما سبق أن رددناه، وهو تقديم المشروع الديني، على المشروع الوطني.. وقد أعلن ذات مرة، شيخا حمساويا من غزة، وعلى الجزيرة مباشر، بأن صراعنا مع اليهود انما هو صراع ديني بين الاسلام واليهودية! كما بشر اسماعيل هنية، بقرب فتح روما! في وقت لا يستطيع هو أو أي فلسطيني من التنقل داخل غرف بيته!
لا أدافع عن أي طرف! ولكن لو صحت تلك الوثائق الغير موقعة، وأن السلطة قد قدمت كل تلك التنازلات، والتي لم تبق للفلسطينيين شيئا.. لا حق في العودة، اسرائيل دولة يهودية، و لا قدس.. فلم أفشلت اسرائيل المفاوضات؟ وهل تريد أكثر من كل ذلك؟ وهل بقي شيئا للفلسطينيين يقدمونه؟؟
زوبعة تلك الوثائق، لن تهدأ وستظل حتى إشعار غير معروف مثار جدالات وسجالات، كلما ظهرت وثيقة أو معلومة من أحد الطرفين.. لكني أتساءل في داخلي وأوجه سؤالي لأحمد منصور: هل كنت يا أحمد متغطرسا وفظا ومحاكما لتسيبي ليفني، كما كنت مع صائب عريقات؟ هل اتهمتها بالاجرام لشنها الحرب على غزة، كما ناشدت صائب عريقات بعدم الكذب، وكما كنت معه وقحا وكأنك غيور على القضية أكثر منه؟ الأرجح وشعوري يحدثني، أنكم كنتم عبيدا أذلاّء في حضرتها..
التعليقات (0)