كشاعرٍ سعيدٍ .. كطاغيةٍ يبتسمُ
(عن فندقِ الخُردةِ و أريكةِ "كريم راهي" و ثلاثينَ من الفضَّةِ .. إلخْ)
هذا الوقتُ ؛
مسالمٌ كوجهِ حبيبتي ..
التي ما مدَّتْ راحةَ كفِّها نَحو شيءٍ إلاَّ و أحالتهُ إلى أخضرَ ..
حتَّى قلبي – فندقُ الخُردةِ سابقًا – صارَ كوخًا على الشَّاطئ !
مُنتصِرٌ كرخامةٍ على قَبرٍ ..
يتذكَّرُ زائريهِ اللَّدودينَ كما تتذكَّرُ بحيرةٌ عجْزَها الشَّتويَّ ؛
حيثُ أطفالُ المدارسِ يتزلَّجونَ على خاصرتِها بلا ذوقٍ !
مراوغٌ كيدٍ يُمنى ؛
أعني اليدَ التي تختارُ من ستصافحهُ بعنايةٍ ..
أو بفظاظةٍ !
عنيدٌ كأريكةِ (كريم راهي) بلونِها الحَايدِ !
الأريكةُ التي تتوسَّطُ غرفةَ الجلوسِ و تعلوها لوحةٌ انطباعيَّةٌ ..
الأريكةُ التي روَّضتْ مؤخِّراتِ عشرينَ شاعرًا ؛
و جميلةً و بائعَ حزنٍ طوَّافْ !
مشدودٌ - إلى أقصاهُ - كسنديانةٍ ؛
بل كوترٍ في عنقِ الكمانِ ،
صارَ نهبًا لأصابعِ العازفينَ ..
لاستعاراتِ الشُّعراءِ الضَّجرينَ أمثالي !
مُنزوٍ في مَجثمِهِ ؛
كسروالٍ نسائيٍّ يتمُّ اكتشافُهُ صبيحةَ يومِ الأحدِ ..
كآخرِ رايةٍ صمدتْ بعدَ ضراوةِ اللَّيلةِ الفائتةْ !
قليلٌ كثَمنِ الخيانةِ ؛
كقُبلةٍ أخيرةٍ من صديقٍ يرحلُ محفوفًا بالعارِ ..
كـ (خمسةِ جروحٍ بثلاثينَ من الفضَّةِ) فقطْ !
مثيرٌ للرِّيبةِ ..
كشاعرٍ سَعيدٍ ،
كطاغيةٍ يبتسمُ ،
كخطيبِ يومِ الجُمُعةِ ،
كطفلٍ – شاهدتهُ مرَّةً في القاهرةِ – يدخِّنُ السَّجائرَ ..
و يشتمُ السَّابلةْ !
هذا الوقتُ لا يمضي ؛
إنَّهُ لا يمضي !
كريم راهي :
شاعرٌ عراقيٌّ يقيمُ في ستوكهولمَ | السُّويدْ ؛
شقَّتهُ عبارةٌ عن ملتقىً دائمٍ للأصدقاءِ مِن الشُّعراءِ و سواهم .
كُتبَ النَّصُّ بينَ أيلولَ - كانونَ الأوَّلَ | 2011 .
و نُشرَ في صحيفة "القبس" الكويتيَّةِ
عدد 12 | كانون الثَّاني | 2012 .
اللَّوحةُ بعنوانِ :
Time is Of The Essence
للتَّشكيليَّةِ الأميركيَّةِ :
Kathleen Patrick
سعد الياسري
كانون الثَّاني | 2012
السّويد
الموقع الشّخصيّ
التعليقات (0)