انتهت المحادثات النووية في فيينا بين الدول الست العظمى من جهة وإيران من جهة أخرى بالإتفاق على تمديد مهلة المفاوضات الى سبعة أشهر أخرى وذلك في الساعات الأخيرة من المهلة المحددة والتي كانت في الرّابع والعشرين من نوفمبر الماضي. إنّ الثمرة الوحيدة والمهمة في المحادثات النووية الأخيرة هي التفاوض المباشر بين إيران وطهران والذي كان يعتبر محرماً لا يمكن تجاوزه في العقود الأخيرة. لكنّ هذه الجولة من المحادثات حوّلت المحظورات الى مباح وهي نقطة إيجابية تكتب لهذه المفاوضات التي استغرقت كل تلك الفترة ودون أن يتمّ التوقيع فيها على الإتفاق النووي وظلّت نتيجتها غير معروفة.
تحاول الجهات المتطرفة في إيران إعاقة التوصل الى أي اتفاق نووي يظنون أنه قد يقوّض من فرصهم في الإمساك بالسلطة والثروة في إيران. لكن جميع التقديرات تشير الى أنّ الضوء الأخضر الذي منحه المرشد الإيراني لحكومة روحاني في مواصلة التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية قد يشكّل حافزاً لمواصة الجهد حتى التوصل الى الإتفاق النهائي بين ايران والدول العظمى.
انهيار المحرمات و تواصل الإتصالات بين طهران والعواصم الدولية الكبرى شكّل قفزة نوعية في ترويض طموحات طهران النووية و أبقى على عصى العقوبات كما هي لكن في المقابل ستكسب طهران إعترافاً دولياً بملفها النووي و بنفوذها الإيجابي وليس السلبي في الدول المجاورة وهذا يعني تغييراً في سلوك طهران في المنطقة والعالم وهو تطور إيجابي يكتب للنهج المعتدل في إيران و رضوخ المرشد لرغبات هذا التيار تحت ضغط جماهيري كبير.
التعليقات (0)