مواضيع اليوم

كريم عامر: المدون الذي هز عرش الأزهر

إدريس الهبري

2009-02-24 12:37:04

0

"أيوه بنراقب.. واللى خايف ما يتكلمش"

هكذا صرح حبيب العادلي وزير الداخلية المصري ذات مرة

اسمه عبد الكريم سليمان (كريم عامر)، 22 سنة، طالب سابق في كلية العلوم جامعة الأزهر، تم فصله،على إثر أفكاره التي يؤمن بها و يعلنها، بدأ كتابة آرائه في موقع الحوار المتمدن الذي يعرف نفسه على أنه أول جريدة إليكترونية علمانية يسارية يومية، ثم أنشأ مدونته "كريم عامر".
و أنا أطالع صحيفة القدس العربي على موقعها الإلكتروني يوم الجمعة 26 – 01 – 2007، توقفت عند هذا العنوان " محكمة مصرية ترجئ قضية صاحب اشهر مدونة علي الانترنت"...قرأت نص الخبر..."أرجأت محكمة مصرية أمس محاكمة كريم عامر أشهر أصحاب المدونات المصريين على شبكة الانترنت والمتهم بالإساءة إلى الإسلام والي سمعة مصر إلى الشهر القادم. وقالت مصادر قضائية أن محكمة في الإسكندرية أجلت محاكمة عامر إلى الأول من شهر شباط (فبراير) بعد أن استمعت أمس إلى التهم التي وجهتها إليه النيابة والتي تضمنت أيضا إثارة النعرات المذهبية. وأضافت المصادر أن المحكمة رفضت طلبا من محاميه بالإفراج عنه بكفالة. وكانت سلطات الأمن ألقت القبض علي عامر في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بعد أن ظهرت علي مدونته مواد انتقد فيها مؤسسة الأزهر واعتبرت مسيئة للإسلام.وقالت السلطات أن المدونة اعتادت أيضا نشر عبارات موجهة ضد حكم الرئيس حسني مبارك.وتظاهر أمس بعض أنصار منظمات حقوق الإنسان أمام باب المحكمة مطالبين بإطلاق سراح عامر.ويواجه عامر، 22 سنة، عقوبة الحبس لمدة قد تصل إلى تسع سنوات إذا ما تمت إدانته بالتهم الموجهة إليه.وكانت جمعيات حقوقية دولية قد طالبت بإطلاق عامر ووقف مضايقة مدوني الانترنت في مصر"...انتهى الخبر...( القدس العربي - Fri Jan 26 23:44:06 ).
تعقبت آثار كريم عامر على الإنترنيت...فوجدت الخبر نفسه على موقع البي بي سي العربية...و وجدت متابعة لقضيته من لدن مدونتي جارة البحر و وحدة مصرية...كما وجدت اهتماما بالغا توليه منظمات حقوقية مصرية و عربية و دولية لقضيته... هيومن رايتس ووتش... الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان...حركة كفاية...
يقول كريم عامر نقلا عن موقع ولاد البلد:
"التحقت بالتعليم الديني الأزهري منذ حداثة سني بناءاً على رغبة والدي، ودرست المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بالمعاهد الأزهرية، وحصلت عام 2001 على الشهادة الثانوية الأزهرية".
"التحقت بقسم العلوم البيولوجية بكلية العلوم بجامعة الأزهر، ودرست به لفترة تربو على العامين بقليل، قبيل أن أُضطر لتركه تحت ضغوط أسرية كانت تستهدف إجباري على الالتحاق بكلية الشريعة والقانون لدراسة علوم الشريعة الإسلامية التي لم أكن أميل إليها، وهو الأمر الذي كان يخطط والدي له منذ نعومة أظفاري وانتظمت في الدراسة بقسم الشريعة والقانون بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فرع دمنهور أواخر العام 2004، ونجحت في السنة الأولى بتقدير عام " جيد ".
"اعتقلت نهاية تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2005 على خلفية مقال نشر على بعض مواقع الإنترنت تناولت فيه التعليق على أحداث (محرم بك) الطائفية بمدينة الإسكندرية بين المسلمين والأقباط، وأخلى سبيلي في وقت لاحق بعد فترة احتجاز دامت ثمانية عشر يوما".
"أنا ليبرالي، أؤمن من أعماقي بالحرية المطلقة للإنسان (الفرد)، ولا أجد مبررا لفرض القيود على كاهله طالما لا تتعارض حريته وحريات الآخرين، أؤمن عن قناعة تامة بأن الإنسان هو إله نفسه، ولا يحق لأي كان أن يفرض على عقله أمورا مسلم بها وغير قابلة للنقاش والأخذ والرد، وأنا علماني، أرى ضرورة الفصل التام بين الدين من جهة، والحياة من جهة أخرى، لا أفتأت على حق المتدينين في التعبد للإله الذي يؤمنون به طالما ظل إيمانهم أمرا خاصاً بهم معبر عنه بطقوس يؤدونها بين جدران دور عبادتهم". "أرفض كافة نظم الحكم القمعية السلطوية، وأعارضها من موقعي بقدر ما أستطيع، خاصة نظام الحكم الفاسد في مصر والذي أصبح مضرب المثل في الاستبداد والفساد بين الشعوب الحرة والمتطلعة للحرية"."في منتصف آذار (مارس) من عام 2006 حوِّلتُ إلى مجلس تأديب بكلية الشريعة والقانون التي كنت أدرُسُ فيها، وتم التحقيق معي حول ما ورد ببعض مقالاتي المنشورة لي على صفحات موقع الحوار المتمدن، وانتهى الأمر بإصدار قرار يقضى بفصلي نهائيا من الجامعة، لتغلق بذالك صفحة سوداء من تاريخ حياتي قضيتها بين جدران السجن الكبير المتعارف عليه مجازا بـ"المؤسسة الأزهرية".في مقاله "بركاتك يا أزهر !!!!" الذي نشر بتاريخ يوم السبت 28 أكتوبر 2006، وهو آخر مقال له على ما يبدو بمدونته يقول:
"وعندما التحقت للدراسة بالأزهر بناءا على رغبة والدي، و على الرغم من رفضي التام للأزهر وللفكر الديني - في وقت لاحق - وكتاباتي التي تنقد وبشدة تغلغل الدين في الحياة العامة وتحكمه في سلوكيات البشر وتعاملاتهم مع غيرهم وتوجيهه لهم في السلوكيات الحياتية، إلا أن التخلص من ربقة القيد المتمثل في كوني طالبا - سابقا - في جامعة الأزهر لم يكن - كما كنت أتصور - بالشيء السهل أو الهين". "فعندما حصلت على حريتي المتمثلة في وثيقة فصلى النهائي من الجامعة في مارس الماضي، كنت أتصور أن الأمور قد انتهت عند هذا الحد، وأن حصولي على هذه الوثيقة هي بمثابة عقد تحرير لرقبتي من أسر الأزهر وجامعته المتسلطة على رقاب طلابه في المقام الأول وعلى أفراد المجتمع والحياة في بلادنا بدرجات متفاوتة، وتجاهلت ما نشرته صحيفة الجمهورية من أن أوراق التحقيق معي في مجلس التأديب، وتجاهلت أيضا الرفض الغير معلن من إدارة الجامعة لتسليم ملفي إلى، وتركت الحياة تسير كما هي دون أن أنغص على نفسي بالتفكير فيما يمكن أن يحدث بعد ذالك على اعتبار أنهم فصلوني وريحونى وإستريحوا"."إلا أنه فيما يبدو أن (بركات) الأزهر على طلابه لا يمكن أن تمحى بسهولة، فهي تظل تلاحق الطالب كما يلاحقه ظله، فمن ناحية، لا يمكن للطالب الحاصل على الثانوية الأزهرية تقديم أوراقه للدراسة في أي جامعة حكومية، وقد حاولت مرارا هذا العام وأعوام سابقة قبل فصلى، إلا أن محاولاتي جميعا باءت بالفشل". "منذ ساعات معدودة وصلني إلى المنزل خطاب استدعاء من النيابة العامة يطلب حضوري للمثول للتحقيق يوم الاثنين القادم بنيابة محرم بك بمناسبة التحقيقات التي تباشرها النيابة في القضية التي أشعلتها جامعة الأزهر معي بتدخلها فيما أكتب وأنشر خارج أسوارها على الفضاء الإلكتروني الحر الذي لا يعترف بأي سلطة على ما ينشره مستخدموه عليه".
"لست خائفا على الإطلاق، فسعادتي بأن أعداء الفكر الحر يتعاملون معي بهذه الأساليب التي لا يجيدها سوى المفلسون فكريا تجعلني أشد ثقة في نفسي وأكثر ثباتا على مبادئي وعلى أتم استعداد لمواجهة أي شيء في سبيل التعبير عن رأيي الحر دون أي قيود تفرض علي من حكومات أو مؤسسات دينية أو حتى من المجتمع الشمولي الذي تخدم استمراره هذه الأساليب المنحطة التي لا يجيدها أعداء التفكير وهواة تغييب العقول سواء بالدين أو بالمخدرات".
و يقول في مقال تحت عنوان "وداعا شهر النفاق" كان قد نشره بمدونته بتاريخ الأربعاء 25 أكتوبر 2006 : "للمرة الأولى منذ أن كنت في الخامسة أجد في نفسي الشجاعة الكافية لرفض صيام شهر رمضان هذا العام، على الرغم من كافة المصاعب و العوائق و التحديات التي صاحبتني أثناء تنفيذ هذا القرار الذي أعاد لي قدرا من إرادتي التي كانت مسلوبة مني عندما كنت أجد نفسي مضطرا للقيام بممارسات و أعمال عن غير اقتناع كامل بها لمجاملة من حولي ليس إلا.
ولقد خرجت من هذه التجربة الناجحة بتصورات جديدة عن مجتمع الفاترينات الذي نعيش فيه و الذي يحتم على المرء أن يبدي قدرا من النفاق للمجتمع الذي يعيش فيه حتى يحظى برضا من حوله حتى و إن كان من داخله مختلفا معه تمام الاختلاف."
و في زيارة طويلة لمدونته لا حظت أن مدونته التي تحمل اسم (كريم عامر) مليئة بالعديد من روابط المواقع من خلال علامات مدرجة بالجانب الأيمن من المدونة من قبيل: وورلد فولونتير ويب، الوعي المصري، رابط موقع نوال السعداوي، جمعية التضامن النسائي العربي، موسوعة ويكيبيديا، و مصباح الحرية...منظمة العفو الدولية...كما لفت انتباهي إطار بالأحمر و الأبيض كتبت عليه عبارة "ساعد الدنمركيين...دافع عن حريتنا...ادعم الدانمارك"...كما لاحظت وجود روابط مواقع ضمن حيز "مواقع أتابعها":...الحوار المتمدن، إيلاف، الملحدين العرب، اللادينيين العرب، بي بي سي العربية،عرب تايمز، قنطرة-حوار مع العالم الإسلامي، historical society of jews from egypt، و نزاريات...
أما على مستوى ردود الفعل فلاحظت أن جهات عديدة تجندت للدفاع عنه...جمعيات و منطمات حقوقية...ذهب بعضهم بعيدا حين أحدثوا موقعا خاصا للدفاع عن كريم عامر...لكني اخترت التركيز على ردود الفعل التي لم تكن لصالحه...و أستحضر ها هنا قصيدة كتبها صاحب مدونة " آخ يحّه " يقول فيها:
خلاص أنا سبت الازهر و حكون إنسان جديد حعيش حياتي و افكر إزاي أطير بعيد هيــــــــــــــــه أنا أصلي كنت نايم و فجأة صحيت لقيت إن الناس دول بهايم فقمت و ابتديت هيــــــــــــــــه ابتديت أحسبها صح و اخترت سكتي عشان اللقمة بح و حملا معدتي هيــــــــــــــــه طول عمري نفسي أسافر أبعد من الأقاليم و يكون الرزق وافر وبير مليان حريم
هيــــــــــــــــه حقول للعالم أجمع خنقني الإضطهاد مهو لازم حد يدفع حساب شفط الفخاد هيــــــــــــــــه حشجع الحناوي و حندد بالإرهاب و ححكيلهم حكاوي عن عامر لما تاب هيــــــــــــــــه حدلع الشواذ و حوقف جنبهم عشان همه عزاز و حبقى زيهم هيــــــــــــــــه حعيط عالهولوكست و اقلبها مناحة و حكتب عشرين بوست و اتظاهر بالسماحة
هيه حديها حقوق إنسان و جمعيات أهلية و اتريق عالأديان و الأفكار الرجعية
هيه حتمرمط في السجون و اعمل كل الحركات عشان خاطر أكون ضحية لانتهاكات
هيه مستني الفيزا توصل و معاها كام دولار و لحد ده يحصل حولع في السولار
هيه خلاص قلعت العمة و حلبس البرانيط مش كده أحسن بالذمة كده حعجب الشراميط
هيه....................................
كما أورد موقع ولاد البلد ما قاله الشيخ جمال قطب كرد فعل على خبر اعتقال كريم عامر:
- "الحكومة من حقها تعاقب من يتهجم على دين الناس بهذا الشكل الغير لائق"
- "وليه ما يتسجنش؟؟ إحنا بنخاف إننا نقول أن اللي يغلط بتعاقب، هو العقاب القانوني ليه موجود في قانون الدول المدنية وفى تعاليم أي دين مش عشان الدنيا ما تكونش فوضى وسداح مداح"
- "لو الحكاية كده يبقى ليه الأديان أوصت بإقامة المجتمعات، ولو أنتي رضيت عليه غيرك هيسمع ليه، تخيلي حد وانتى شغالة دكتورة وحد ييجى يقول دى مش دكتورة الناس مش هاتيجى لك، فتخيلي إن حد ببقول للناس ما تصلوش ورا الأزهر أمال هيصلوا ورا مين؟؟"
أما مدونة الطحاوي فيقول صاحبها في مقال عنوانه "الجحش البطل":
السلام عليكم
عشان بس الحق يقال و ما نمشيش فى وسط القطيع و نردد الكلام من غير ما نفهمه كريم عامر الجحش اللى بيسب الاسلام لا يستحق ان تعلق له لافتة كاللتى نعلقها للصحفى تيسير علونى أو لأى واحد من الشرفاء الذين تطولهم يد السلطة. فهو باختصار مدون جحش.. و مش كل واحد عليه وصل أمانة ما دفعهوش فانحبس نعمله بطل. الغبى كاتب كلام سب فى المسلمين و الاسلام لا يستحق معه أن اكتب عنه. لكن وجب التنويه و اعلان موقفى من هذا العبث المسمى “الاعتداء ع المدونين”لست مع السلطة و الجميع يعلم موقفى لكن لم يأت يوم لأجد من يطرق بابى من كلاب أمن الدولة ولا غيرهم مع العلم ان كل بياناتى التى تكفى للوصول الى منشورة بدءا باسمى و عائلتى و حتى مهنتى و عنوانى بل و رقم هاتفى. علاء يكتب ما فى الخمر عن مبارك و أنا من قبله كتبت الكثير و آخرون مثلنا..و لم يحدث ان قامت الحكومة بالاعتداء على احدنا. ربما لأنها حكومة غبية و لا تعرف طريق المدونات.. !! لكن أن يكون مثل هذا الصرصار بطلاً قومياً قال ما لا يستطيع غيره فحبسوه.هذا كلام لا يصدر الا عن أحمق او من يظننا حمقى..والسلام
خلاصة:
نلوم الزملاء المصريين بمدونات مكتوب على صمتهم اللامبرر على مثل هذه القضايا...ليس من الضروري أن ينتمي هذا المدون أو ذاك لمكتوب حتى ننشر خبر اعتزاله أو انسحابه أو توقفه أو مرضه أو اعتقاله أو...أسئلة كثيرة تطرح أمام هذه القضية...
ما هو الموقف الواجب اتخاذه حيال هذه القضية؟؟؟...أليس من اللازم مبدئيا مساندة كريم عامر، على اعتبار أن القضية قضية حرية تعبير؟؟؟...ألا يستوجب الأمر منا قياد حملة تضامنية مع كريم عامر؟؟؟...أليس من الممكن أن يتعرض في المستقبل للاعتقال فيكون بحاجة ماسة إلى من يسانده و دافع من أجله؟؟؟...ألا يجدر بنا أن نترك الاختلاف مع كريم عامر جانبا و نتحرك باتجاه الضغط على مراكز القرار في مصر بهدف إطلاق سراحه؟؟؟...أم أن كريم عامر لا يستحق منا النصرة و المساندة و الدعم بسبب مواقفه من الدين و مؤسساته؟؟؟...هذه أسئلة نريدها فاتحة نقاش هادئ و رصين بشأن قضية كريم عامر...



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !