مواضيع اليوم

كريمة

مهندس سامي عسكر

2011-08-23 18:32:44

0

كريمة السمراء قمحية اللون عندها مؤهلات جسدية وملامح في وجهها تذيب الذي يراها كأنه قطعة سكر في كوب من الماء ...ملامحها تجعلها ملكة جمال مثل ملكات جمال العالم وهي جارة لنرجس فاتنة القرية ...كانت ضمن مجموعة من فتيات القرية اللاتي اعتدن الذهاب إلى حنفية الماء العمومية قبل انتشار دخول مياه الشرب إلى المنازل ...كانت من أسرة فقيرة تكاد تحصل على أقل ضروريات الحياة بمشقة بالغة ...لم تكن تتمنى مثل نرجس أن تفوز بقلب شاب متعلم قد يكون في يوم ما رجلا له شأن في المجتمع...كانت أحلامها بسيطة جدا إذ لا تعدو أن تكون زوجة لأحد أبناء القرية من الحرفيين ..هي أقل من أن تتزوج مثقفا وأكبر من أن تتزوج فلاحا...مرت أعوام على مصطفى حتى عاد من السعودية حيث عمل فيها طبيبا بعد مغادرته أسيوط وبعد علمه بوفاة نرجس الراحلة الجميلة أمله القديم.... رفيقة الصبا وحبيبة الشباب وأمل الرجولة المبكرة...لم يهتم مصطفى بأخبار كريمة لأنها لم تكن تستلطفه ولا يبادلها إلا عدم الاهتمام...الآن تبحث أم مصطفى عمن تعوضه ذكرى نرجس ويبدأ معها رحلة الحياة كأي شاب في تلك الأعوام قبل حرب 73...أم مصطفى كانت على علم بحب ابنها الكبير وجرحه الغائر وتريده أن يتزوج..... كل يوم تحدثه عن فتاة من أهلها في مدينة شبين مسقط رأسها ومقر عائلتها لكن مصطفى ما زال بعد هذه السنين الطويلة وفيا لذكرى نرجس الزهور.. فيرد فكرة الارتباط بواحدة من فتيات العالم فقلبه ما زال معلقا بالحب الأول.....في سوق المدينة المجاورة يذهب مصطفى لشراء بعض الخضروات والبقالة في يوم الإثنين من كل أسبوع ...يجول في السوق ويجمع ما طلبته أمه ...وأثناء جولته يرى وجها ليس بالغريب ...إنه يذكر هذا الوجه ذا الملامح الدقيقة والأنف الصغير والعينين الحوراء إنه وجه جميل لسيدة في وسط العمر مكتنزة بدينة نوعا ما ولكنها نضرة لم تغادر شبابها ...تجلس في محل لبيع الخضروات يبدو أنه من أكبر محلات السوق ...من هذه يا مصطفى؟ ..
..نظر إليها بعد أن وزنت له ما طلب ..
..السيارة الواقفة أمام المحل عليها نفس اسم صاحب المحل ...نعم هو سيد سليم الذي ترك الدراسة أيام الإعدادية وهذه اللافتة مكتوب عليها محلات سيد سليم للخضار جملة وقطاعي...خرج المعلم سيد من داخل المحل وأسر لها بكلمات ثم ركب سيارته النصف نقل الجديدة ورحل..
...إزيك يا مصطفى ..
....إنت عارفاني؟...
.... إنت نسيتني يا مصطفى؟ ...
....ألله...إنت كريمة؟ ...
....أيوه يامصطفى أنت كبرت علينا والا إيه؟ ....
....أستغفر الله يا ست كريمة....
.....ست إيه ياعم مصطفى الله يصلح حالك..
.....دانت ست الستات يا حجة كريمة...
.....إنت اتجوزت يامصطفى؟...
......لا والله يا حجة ربنا يرزقني ....
....البقية في حياتك يا مصطفى ...
....الله الباقي يا ست...
.....حمل مصطفى أغراضه ومضى يفكر في أحوال الدنيا العجيبه




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !