قضايا اجتماعية | 07.10.2010
هل تنظر ألمانيا إلى الإسلام كجزء منها؟
هل يصبح الإسلام جزءاً من الثقافة الألمانية بعد بضعة عقود ؟
فيما أثار خطاب الرئيس الألماني كريستيان فولف في الذكرى العشرين لتوحيد شطري ألمانيا، الذي أعلن فيه أن الإسلام أصبح جزءاً من ألمانيا، جدلاً حاداً في الأوساط السياسية، يحذر عدد من سياسيِ حزبه من مساواة الإسلام بالمسيحية.
في ظل احتدام النقاش في ألمانيا حول اندماج الأجانب والمهاجرين في المجتمع، لاسيما المسلمين منهم، أعلن الرئيس الألماني كريستيان فولف في خطابه يوم الأحد الماضي (3 أكتوبر/ تشرين الأول) بمناسبة مرور عشرين عاماً على توحيد ألمانيا، أن الإسلام صار جزءاً من ألمانيا، وطالب بكل وضوح بمزيد من الاحترام له.
تناقض في أواسط حزب ميركل
إلا أن رأي رئيس الجمهورية لا يشاطره الكثيرون في ألمانيا، وخصوصاً أعضاء حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي ينتمي إليه، إذ قال عدد من أعضاء البرلمان الألماني إن الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا مثل المسيحية واليهودية.
أحد هؤلاء السياسيين هو فولفغانغ بوسباخ، رئيس لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان الألماني، والذي يقول: "ما هو الإسلام الذي يقصده السيد فولف؟ هل هو ذلك الإسلام المطبق في عدد من الدول ويناقض مبادئ الحرية والديمقراطية السائدة هنا؟ هذا الإسلام لا ينتمي إلى بلادنا".
خطاب كريستيان فولف أثار غضب بعض الساسة المحافظين.
لهذا ارتأت المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتزعم الاتحاد المسيحي الديمقراطي، أن تقوم بتوضيح ما قصده رئيس الجمهورية منعاً لاحتدام النقاش داخل حزبها. وتعتقد ميركل "أن الرئيس لمح إلى شيء مهم جداً في نظري، أولاً أن ألمانيا متأثرة بجذورها المسيحية واليهودية، وأن الإسلام مهم بالنسبة لها، طالما توافقت القيم التي يمثلها هذا الدين مع القيم الواردة في القانون الأساسي الألماني. في ألمانيا نطبق القانون الأساسي وليس الشريعة".
دعم من المعارضة وممثلي المهاجرين
لكن الساسة الألمان ليسوا جميعاً معارضين لما يقوله الرئيس فولف، إذ أعربت ماريا بومر، مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج، عن دعمها لاندماج المسلمين في المجتمع، معربة عن سعادتها "لأن موضوع الاندماج وجد موقعه الصحيح وسط كل المواضيع العاجلة التي تشغل بال السياسيين. أنا أشكر الرئيس على تناوله موضوع الاندماج بكل صراحة".أما النائب أولاف شولتس عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، فاعتبر ما قاله الرئيس الألماني جيداً، إلا أنه اتهم الحكومة بعدم إنفاقها المال الكافي لدعم برامج اندماج الأجانب والمهاجرين، وهو رأي يشاطره عضو البرلمان يوزف فيليب فينكلر عن حزبالخضر،الذي يتهم منتقدي الرئيس الألماني بالتعمد في إساءة فهم ما قاله.
يسعى كثير من المهاجرين في ألمانيا لتحسين أوضاعهم المعيشية في ألمانيا.
رئيس وزراء حكومة ولاية هيسن، فولكر بوفييه، يعارض رأي فولف، ويشير إلى أنه من علامات الثقافة السائدة في ألمانيا فصل الدين عن الدولة، وهذا المبدأ يتعارض مع مفهوم الشريعة الإسلامية، بحسب رأيه. لهذا يؤكد بوفييه أن الشريعة لا يمكن أن تكون أساس الاندماج في المجتمع الألماني.
المهاجرون أكثر طموحاً
من ناحيته شدد رئيس رابطة الجالية التركية في ألمانيا، كينان كولات، في حديث لإذاعة جنوب غرب ألمانيا (إس في إر) على دعمه لتصريحات الرئيس الألماني، وأكد أنه "خلال عقود قليلة سيتحدث المرء عن ثقافة مسيحية ويهودية وإسلامية في ألمانيا ... لكن في الوقت الراهن يرى بعض السياسيين في هذا الأمر علامة من علامات زوال جمهورية ألمانيا الاتحادية".ولفت كولات الانتباه إلى أن أحوال كثير من المهاجرين أفضل مما تتوقع غالبية الألمان، وأن كثيراً منهم يسعون إلى تحسين ظروفهم، مستدلاً على ذلك بتحسن معدلات التحصيل الأكاديمي لأطفال المهاجرين، حتى من ينتمون للشريحة الاجتماعية المتدنية في المجتمع. وفي سياق متصل قال كينان كولات: "إن ميل المهاجرين من أصول تركية وعربية في الطبقات الدنيا لتحسين طبقتهم الاجتماعية أكبر من ميل الألمان الذين يعيشون في نفس المستوى".
يذكر أن مفوضة الحكومة لشؤون الاندماج ماريا بومر قدمت اليوم تقريرها حول أوضاع الأجانب وعملية اندماجهم في البلاد أمام البرلمان الألماني. وبالرغم من إشارة التقرير، الذي نشر رسمياً في يوليو/ تموز الماضي، إلى تحسن طفيف في اندماج الأجانب، إلا أنه يقول إنه لم يطرأ عليه أي تغيرات جوهرية، خصوصاً في ظل استمرار تعرض الأجانب للإقصاء والإهمال في سوق العمل.
بتينا ماركس/ ياسر أبو معيلق
مراجعة: هبة الله إسماعيل
ــــــــــــــ
هذا التقرير نقلته لكم من على هذا الرابط http://www.dw-world.de/dw/article/9799/0,,6089515,00.html .. و كما ترون فإن الإسلام و المسلمين لم يعودا منعزلين أو متقوقعين على أنفسهم في ألمانيا كما يدعي البعض .. إنما باتوا أكثر انفتاحا على الآخرين و اندماجا في المجتمع .. و بشهادة رئيس الوزراء الألماني بات الإسلام جزء من ألمانيا .. و هذه هي الحقيقة التي تأرق البعض من العرب المستغربين و يحاولون نكران ذلك بأدوات شتى .. كما أنهم يحاولون مرارا وتكرارا تهميش دور المسلمين في المجتمعات الأوروبية و جعلهم كالمرض العضال الذي ينخر في الجسد و الذي لابد من استئصاله .. بالأمس القريب سمعنا عن المسلمة الالمانية التي أسست مجلة لمناقشة قضايا المرأة المسلمة الألمانية واليوم نقرأ عن اعتراف رئيس الوزراء الألماني أن الإسلام أصبح جزء من ألمانيا .. و لا نعلم ماذا سنقرأ و نسمع في الغد القريب .. لذا أقول أن الإسلام أصبح حقيقة وجودية في كل أوروبا و في ألمانيا تحديدا و لن يستطيع البعض إخفاء شمس الإسلام بغربال أحقادهم و بغضهم لعروبتهم و لدينهم و لمجتمعاتهم العربية .. و أن نور الله ناااااافذ و لو كره المبطلون .. أطيب المنى ..
التعليقات (0)