مواضيع اليوم

كريستوفر روس الدبلوماسي الأمريكي الذي يتقن لغة الضاد

إدريس ولد القابلة

2011-02-10 15:47:58

0

كريستوفر روس
الدبلوماسي الأمريكي الذي يتقن لغة الضاد

 

 



شهور قليلة قبل تعيينه مبعوثا خاصاً للأمم المتحدة بالصحراء استشرى اسمه في كواليس دوائر صناعة القرار الدولي المؤدي إلى المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض.
لقد جاء السفير كريستوفر روس ليعوض الهولندي بيتر فان فالسوم الذي انتهى انتدابه مع متم غشت 2009، بعد أن أعلن أن الاستقلال الذي يرنو إليه الانفصاليون أمر غير واقعي، ورفضه تجديد مهمته و إعفائه منها.
في مشواره كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة في قضية الصحراء نعته المحللون أحياناً بالإطفائي الذي يهرع إلى تذويب خلافات الأطراف، لكنه غالبا ما فشل في هذه المهمة، وأحيانا أخرى ينعتونه بمشعل الحرائق بسبب بعض التخريجات التي يطلع بها على حين غرّة، والتي قد تغضب هذا الطرف أو ذاك.


فمنذ البداية عرف كريستوفر روس أن مهمته سنكون أصعب مما تصورها.
شغل روس سفير الولايات المتحدة الأمريكية بدمشق ثم بالجزائر، اعتباراً لخبرته في الملفات والقضايا العربية وإتقانه للغة الضاد.
دبلوماسي داهية خبر الملفات والقضايا الشائكة التي أرهقت العالم. واضطلع لسنوات بمهمة المكلف، بامتياز، بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالإدارة الأمريكية.
إن أطوار كريستوفر روس غريبة، إذ انتقل من مدير المركز الثقافي الأمريكي بمدينة فاس إلى موقع موظف سامي بالإدارة الأمريكية مروراً بتمثيل بلده كسفير.
إن الرجال الكبار يدشنون مشواراً جديداً بعد سن التقاعد القانوني، وكريستوفر روس من طينه هؤلاء. فرغم تجاوزه هذا السن ظل يتجول، عرضا وطولا، منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كمستشار دبلوماسي للإدارة الأمريكية.
يراه الكثيرون يتذبذب في مواقفه وقراراته، وهو القادم من مدرسة برغماتية بامتياز والمعتمد على سياسة الممكن، ولا يهم اللون أو المبدأ، مادام القضية تتعلق بمصلحة الوطن.


كريستوفر روس الذي سرقته السياسة من الدبلوماسية، استغرقته التزاماتها التي لا تنتهي، لينتهي به المطاف إلى الجمع بينهما، متنقلا من فضاء لآخر، ومن ملف لآخر تحت مظلة البيت الأبيض.
إنه ليس مجرد عابر في حائط الدبلوماسية الأمريكية لكنه ظل أحد أقطابها خلافا لكيسنجر وغيره من الدبلوماسيين الأمريكيين الكبار، لم تكن علاقة كريستوفر روس طيبة ووثيقة بالقلم، إنه مقلّ جداً في لإصدار مؤلفات مرصودة لعموم الجمهور، لكن تقاريره ومحاضراته كانت غزيرة، ولم تكن هذا بالمرّة ليقلل من قوّة تأثيره.


في هذا المضمار قال عنه المضمار قال عنه أحد المقربين:
ظلت قوّة كريستوفر روس تكمن في جذوة وعمق تحليلاته وحرارة النقاش التي دأبت على إثارتها في جميع الأوساط القريبة من المكتب البيضاوي ووزارة الخارجية ولجان الكونغرس المهتمة بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية وراء البحار وفي جميع أنحاء العالم.
تعددت المواضيع والإشكاليات التي اهتم بها كريستوفر روس لكنها ظلت تسبح حول فلك المصالح الأمريكية عبر العالم،لا سيما بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتواترت أقوى تقاريره ومدارات أبحاثه الخاصة لصالح المجالس على المكتب البيضاوي حول همّ واحد لا ثاني له، إنه موقع أمريكا، آنيا ومستقبلا، خارج التراب الأمريكي. في كرسيتوفر روس اجتمع الدبلوماسي الناجم والوسيط الفاشل وهو المولود بالإكوادور سنة 1943 فلم تكون الغلبة؟ يبدو أن تدبيره للوساطة في المفاوضات الخاصة بالصحراء من شأنها أن تجيب على هذا السؤال قريباً.


من كل وسطاء الأمين العام للأمم المتحدة يبقى كريستوفر روس الدبلوماسي السياسي الذي ينغمس عميقا في قضايا وشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بدون منافس الآن، والخبير بدروب ظلت توليه الولايات المتحدة الأمريكية الأهمية البالغة من وراء الستار رغم التظاهر أحيانا بعكس ذلك.


وجاء تعيين كريستوفر عقب إنهاء كونداليزا رايس جولتها المغاربية والتي كانت آخر محطة لها الرباط، وسيستعد المبعوث الأممي الجديد للجولة الخامسة من المفاوضات بين طرفي النزاع.
حذر المبعوث الخاص الأمين عام الأمم المتحدة في الصحراء الغربية من مخاطر المأزق الذي يواجهه ملف الصحراء الغربية. المحلل السياسي المغربي علي أنوزلا يرى، في التعليق التالي، أن تحذيرات الوسيط الدولي ربما تكون مجرد صيحة في واد
حذر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، كريستوفر روس، من احتمال وقوع تدهور خطير في نزاع الصحراء الغربية إذا لم تبادر الدول الكبرى ومجلس الأمن الدولي إلى الضغط على الأطراف المعنية، المغرب وجبهة البوليساريو، لتبني مواقف مرنة في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بينهما منذ أكثر من عقد من الزمن دون تحقيق نتائج ملموسة.
موقف ثالث مبعوث أممي يتولى إدارة هذا الملف كشف عنه لصحيفة "الباييس" الإسبانية في وثيقة سرية، استعرض فيه هذا الدبلوماسي الأميركي المساعي التي قام بها بين المغرب والبوليساريو منذ تعيينه في المنصب منذ سنتين تقريبا.

وقدم روس صورة سوداوية لمستقبل أقدم نزاع في القارة السمراء، وجاء في الرسالة/ الوثيقة أن المبعوث الأممي لم يستطع إقناع طرفي النزاع بالتخلي عن مواقفهما. وطالب بدعم مجلس الأمن الدولي ومجموعة أصدقاء الصحراء. وانتقدت الرسالة غياب الإرادة السياسية عند طرفي النزاع لبدء مفاوضات حقيقية، مسجلا بأنهما لم يعطيا أي اهتمام خاص لإجراءات الثقة التي دعت الأمم المتحدة إلى إرسائها بينهما.

ولأول مرة منذ بدء المفاوضات المباشرة بين الطرفين قبل ثلاثة عشر سنة، تحت رعاية الأمم المتحدة، يشير مبعوث أممي إلى أحد الطرفين ويتهمه بالتشدد في موقفه، عندما قال روس بأن المغرب لا يقوم بمساعي ومجهودات، فالبوليساريو، حسب رأيه، قبلت بحث مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط، لكن الأخيرة رفضت بحث اقتراح البوليساريو الذي يقوم على بتنظيم استفتاء لتقرير المصير لسكان الإقليم المتنازع عليه.

ويذكر أن المغرب يعرض على سكان الصحراء حكما ذاتيا واسعا يبقيها تحت سيادته وهو ما ترفضه بوليساريو مدعومة من الجزائر وتطالب باستقلال الإقليم من خلال استفتاء لتقرير المصير يتناول ثلاث نقاط هي الاستقلال وخياري الحكم الذاتي والاندماج اللذين يطرحهما المغرب.
و كان صدور وثيقة المبعوث الأممي عبارة عن ناقوس خطر دقته الأمم المتحدة التي لم تخف تشاؤمها بشأن إمكانية التوصل إلى حل للمشكل الذي بات يهدد مصداقيتها. فقد قال روس صراحة في رسالته إن "استمرار الوضع على ما هو عليه على المدى الطويل غير مقبول". وهو ما تم تفسيره بأن المبعوث الحالي لا يرى أي جدوى من استمراره في مهمة الوساطة التي بدأ بمباشرتها منذ سنتين ورسم لمستقبلها صورة سوداوية.


وليست هذه هي المرة الأولى التي يصدم فيها مبعوث أممي يتولى إدارة المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بين طرفي النزاع منذ توصلهما إلى اتفاق لإطلاق النار عام 1991 بعد ستة عشر سنة من الصراع المسلح. فأول وسيط أممي في هذه القضية هو جيمس بيكر، وزير خارجية أميركا السابق، كان أول من جمع طرفي النزاع في مفاوضات مباشرة عام 1997، وبعد خمس سنوات من العمل الدبلوماسي المضني اضطر أشهر وزير خارجية أميركي إلى إعلان استقالته من الملف بعدما اصطدم بتمسك كل طرف بمواقفه.
وإذا كان الوسيطان الأمميان السابقان قد أعلنا عن انسحابهما من الملف بهدوء بدون أن يحملا أي من الطرفين مسؤولية فشلهما في مساعيهما، فإن المبعوث الحالي يعتبر أول وسيط أممي يطلب تدخل مجلس الأمن والعواصم المؤثرة في النزاع للتدخل والضغط على طرفي النزاع لإبداء إرادة سياسية حقيقية في اتجاه البحث عن التسوية. وحسب مصادر دبلوماسية متطابقة فإن العواصم المعنية بمطالبة الوسيط الأممي هي واشنطن ومدريد وباريس.


لكن إلى أي حد ستستجيب هذه العواصم إلى مثل هذه الدعوة؟
في الوقت الذي يواصل فيه المبعوث الأممي الجديد لإقليم الصحراء "كريستوفر روس" مشاوراته مع الأطراف المتنازعة حول الإقليم، توقع خبراء مغاربة ألا تسفر جهوده عن حل للأزمة في المستقبل القريب، مرجعين ذلك إلى أنه سيواجه ذات التحديات التي واجهها سلفه "بيتر فان فالسوم"، وحالت دون وصوله إلى حلول جدية على الأرض.

driss ould el kabla

sahara hebdo




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات