علي جبار عطية
تنطلق مباريات كأس العالم بكرة القدم كل اربع سنوات فيتابعها نحو خمس سكان الكرة الأرضية بدوافع شتى لعل من أهمها التعبير عن الذات فأنت تشجع فريقاً معيناً لأنك تحب بلد ذلك الفريق أو متعلق ببعض لاعبيه أو تراه جديراً بالاحترام بغض النظر عن تصنيفه اشتراكياً أم رأسمالياً أم لاهذا ولاذاك !
ما يهمك هو ان هذا الفريق وجد طريقه الى قلبك حلالاً أو حراماً أو بين بين . ومثلما تعني كرة القدم للاقتصاديين مجالاً للاستثمار فانها فرصة نادرة للباحثين وعلماء الاجتماع والأطباء وأصحاب الصيدليات على اعتبار أن مبارياتها المثيرة تزيد من احتمالات ارتفاع الضغط والسكر..
وقد وجدت في مباريات كرة القدم فرصة لاختيار مصداقية عدد من الأمثال والأقوال المأثورة فهي فرصة نادرة لاختبار مقولة (من جد وجد ومن زرع حصد) الذي سيسقط مع مباريات الدور الأول فكثير من الفرق تجد وتجتهد وتزرع من دون أن تجد شيئاً أو تحصد شيئاً !!
وتختبر قولاً مثل (لكل مجتهد نصيب) وبيتاً شعرياً يقول ( فاز باللذات من كان جسوراً) و (من لايحب صعود الجبال / يعيش أبد الدهر بين الحفر) ! واياك أن تشجع فريقاً آسيوياً أو أفريقياً أو عربياً بدافع تشجيع دول العالم الثالث فهي في كل الأحوال لن تصل الى الدور ربع النهائي كما أن تشجيعك لها لن يجلب لك سوى الهم والغم فكرة القدم كالحياة لاتستقيم الا للأقوياء فكما يقول الشاعر ( النواميس قضت الا يعيش الضعفاء/ إن من كان ضعيفاً اكلته الأقوياء ) ! ولعل في هذه عظة ً وحكمةً بالغةً وذلك لأن الذين وضعوا قوانين كرة القدم هم من الأقوياء .الأثرياء وصمموا برامج وآليات تمنع وصول الفرق غير القوية الى الادوار النهائية فصار الكأس حكراً على الفرق الكبيرة كما هو الحال في الدول دائمة العضوية التي تمتلك حق النقض فلا يمكن فصل الكرة عن السياسة وعن الحياة وعن القيم برغم التشدق بأن الرياضة واجهة حضارية !!
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)