كرة النار
لايـختلف عاقلان أن لبنان بتركيبته الهجينة مر ويمر في أصعب وادق فترات تاريخه الحديث، فإقليميا محيط يغلي لاأمن لا استقرار دمار على كل المستويات الاقتصادية الامنية والاجتماعية. ولبنان المعروف أنه مركز الهزات الارتدادية لكل المنطقة بل لكثير من العالم. أما داخليا في ظل انقسام حاد وشرخ قاتل بين فريقي النزاع ما يغلفون تسميته بـ 8 و14 والذي هو بالحقيقة صراع دولي ايضا طائفي سني شيعي اميركي صيني. نعم انها حقا كرة النار كما سماها رجل من طرابلس التقطها بيديه المجبولتين بالاصالة والمحبة للوطن اللبناني لسنتين، ليصدها ويسد طريقها عن بلده واهله وليحملها بين يديه رغم ما تسببه من ألم وحروق بليغة ولينفخ عليها من وسطيته وحنكته وصبره لتبرد شيئا فشيئا ويقل خطرها ليسلمها ويرتاح منها.
هذا الحارس الامين لن ينصفه من يوقدون نار الفتن، لن ينصفه عملاء الاجهزة الامنية الاقليمية والدولية، لن ينصفه الكتبة المأجورين الذين يكتبون بالسطر والكلمة، لن ينصفه من يدعون الحرية وهم عبيد أطماعهم وخوّاتهم التي يريدون فرضها على ذلك الرجل الكبير، لن تنصفه تلك الكتل السياسية المتحاربة والمتضاربة على المصالح وتقاسم الحصص واالتي كان لها بالمرصاد، لن ينصفه سفراء دول الموت التي لا هم لها الا تأمين منافع دولهم ونقل الصراعات الى خارجها، لن ينصفه أطفال السياسة والهاربون من شعبهم لدول اخرى والذين يأتون فقط للانتخابات ويرحلون وينسون الناس التي وقف الى جانبها نجيب ميقاتي.
نجيب ميقاتي لن ينصفك الا الله الذي هو وحده يعلم ما قمت به في السيرة والسريرة، وما أعلنته وما لم تعلنه، وما أعلمت به وما أبقيته طي الكتمان علَّ ذلك كله يكون لك ذخرا وحماية من النار وكرات النار التي حميت وطنك وأحباءك وأهلك منها.
نسيم ضناوي
التعليقات (0)