مواضيع اليوم

كرة القدم افيون الشعوب

منتصف نهار الجمعة ،التقيت صحبة صديق لي باحد الرفاق  اللقاء لم يكن كعاعدتنا في لقاءاتنا الماضية ،لم يكن شعبويا ولا يرمزلاي منعطف ولا يحمل اية صفة اذ اعتقدت ان صاحبي سيحل عقدة الصمت الرهيبة والكئيبة لكنه لم يفعل ذلك بل غلبه الشوق للحديث عن كرة القدم واستعدادت الفريق الجزائري لمبارزة الفريق الانجليزي ،لم اقل مباراة وانما اخترت اطلاق وصف اقرب للصراع والخلاف.

هي حقيقة كرة القدم انها افيون الشعوب وقاصمة الظهور ...ومدمرة التجمعات وتشعل نار الفتن ناهيك عن اهداف امبريالية اقتصادية من وراءها.

كرة القدم متاهة وطريق متعجرفة ،ناقلة عدوى الصخب والرقص ،تتقن الضحك على الشعوب المغلوبة على امرها ،انها بحق خديمة الانظمة الديكتاتورية اللاديمقراطية ،سيقول سائل كيف ذلك؟

انها حقا ممتعة،نعم انها كذلك ولا سيما عندما يتناسى الشعب الاكراهات الاقتصادية والمعيشية ،عندما يفتح المواطن اعينه على الغلاء فتنتظر منه الخروج لتعبير عن سخطه ،فيخرج من تلقاء نفسه حاملا شعار فريق ومرددا قصائد من شعر الطنز والهفوات وهز البطون وتحريك المؤخرات ...يخرج ليلاقي فريقه مستنزفا طاقاته لاجل فرجة مجانية لكنها مدفوعة الثمن .

لعبة كرة القدم عجيبة غريبة ،فهي توحد شعوب العرب يتفق العرب اثناء المباريات انهم امة واحدة لكن عند نهاية الحدث تموت الوحدة وتعود الشعوب الى تبني اسلوب الكراهية والرغبة في التحدى

لعبة كرة القدم جميلة رائعة ،فاتنة مهذبة .....نعود للوراء قليلا ما فعلته الة الدعاية الكروية عندما خرج الجزائري يلعن المصري ،والمصري يزبد ويرفس ضد الجزائري طبعا انها لعبة طيبة ،لكن مشكلنا اننا عندما نعرب الاشياء ...تصبح كالعرب ....

مسكين المتفرج المغربي عشقه وترحيبه بانتصار وتاهل الجزائر انساه ان الجزائري يحمل معه علم البوليساريو.

اما انت ايها العربي لا تنسى ان نهاية المباراة بانتصار فريق عربي لا يعني ان حلم العرب قد تحقق كما يعلن دائما من طرف معلقي الجزيرة الذين يجهلون معاني التقدم،وان التقدم والحضارة والانعتاق لن ياتي عن طريق الانتصارات الوهمية لشبيبة تراهن على الربح المادي ...

انتصار الجزائر لا يعني بلاد اكذوبة المليون ونصف شهيد وصلت الى بوابة التقدم،وانتصار الفريق المغربي لا يعني نهاية سعيدة لفقراء المغرب ....وانتصار العربية السعوية ليس معناه ان بلاد الحرمين اصبحت كبلد مثل فرنسا في مجال الحقوق المدنية.

ابشركم ان انتصارات العرب ...وهمية .......والى اللقاء.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !