مواضيع اليوم

كذبة عرب آيدال وشاعر المليون .. إلخ

مصعب المشرّف

2012-04-14 19:39:17

0

كذبة عرب آيدال وشاعـر المليون ..إلخ

 

نحن العرب قد لانكون مشهورون بأننا نكيل بمكيالين ..والسبب ربما يكون لأننا لم نمتلك بعد مكاييل ولا مقاييس ولا موازين حتى نكيل بها .. وأن الواقع هو أن "العالم الآخر" المتمثل في الدول الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن هم الذين يكيلون ويكتالون لنا وفق حاجاتهم ومصالحهم .......


إذن ما الذي تبقى لنا لنشتهر به ؟

قد تكون "عدم المصداقية" و "الضحك على النفس" هي أبرز ما يميزنا عن غيرنا .....

وبين هذا وذاك تضحكني سذاجة بعضهم حين يقول :- "سنبدأ من حيث إنتهى الآخرون"... والملفت دائما في هذا السياق أننا إما مكانك سِـرْ أو إلى الخلف دور.

وعدم مصداقيتنا كلا وحاشا لله ما هي بالأمر الذي نقصده أو ندبره لسواد نيتنا ؛ بقدر ماهو إفراز لعاطفتنا الجياشة وعنصريتنا البينية .

وفي سبيل كل هذا لا يهمنا إن كنا نكذب على الغير أو نكذب على أنفسنا .

المهم وكل الأهم هو أن نرضي غرورنا.

 مسابقات من سيربح المليون كانت أبلغ دليل على مدى عدم المصداقية في التعامل ما بين مواطني الدول العربية الغنية وتلك الفقيرة أو حتى المتوسطة الحال.

كافة برامج المسابقات التي تعتمد على تحكيم اللجان أو التصويت بالهاتف تشوبها وتختلط بلحمها وعظامها الأكاذيب وعدم المصداقية

تتعامل لجان التحكيم مع المتسابقين حسب جنسياتهم ؛ ووفق الدولة التي تتبع لها ملكية القناة الفضائية.
فإذا كان المتسابق من مواطني الدولة أو الشركة التي تتبع لها القناة عاملته لجنة التحكيم بالمجاملة والمداهنة والتملّق والإحترام والتقدير وسعة الصدر ؛ وأعطوه فوق حقه وزيادة وفوقها بوسة حارة ... وأما إن كان من شعوب الفقراء المعدمين فلا يعامل إلا بالتهكم والإذدراء والسخرية وإدارة الوجه عنه ؛ ومنحه القـفـا.

وأما في مجال التصويت بالهاتف فحدث ولا حرج .

تأتيك رسائل نصية قصيرة تخاطب فيك الحمية القبلية والوطنية للتصويت لمتسابق أو لشاعر محدد بعينه.
والمطلوب فقط أن تصوت لمصلحته لأنه يحمل جنسيتك ؛حتى إذا لم تكن قد سمعت به أو قرأت له شعرا أونثرا وخرابيط ؛ أو رأيت له كوابيس.

ولأجل ذلك نلاحظ دائما أن الشعراء من الدول العربية الغنية هم عادة اللذين يفوزون أكثر . لأن مواطنيهم ببساطة يمتلكون ثمن المكالمات الهاتفية. وأما أولئك الذين يفدون من دول عربية فقيرة الحال فلا مجال لمواطنيهم في التصويت لهم .... إنها رفاهية لا قبل لهم بها وهم يكابدون لأجل لقمة العيش أولا وأخيرا ... ولهم الله.

لأجل ذلك كنا ولا نزال غلط في غلط ...وسنظل كذلك نحن العرب متخلفون إلى يوم يبعثون ....

...... وما أتعس أن يضحك الإنسان على نفسه.

وما أبخس أن يشتري لنفسه من نفسه لقب الأول رغم أنه لا يعيش سوى واقع المتخلف والأخير. 
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات