في الحلقة الثانية كنا قد توقفنا حول رثاء كجراء لعدد من أصدقاءه وإنتهينا بهذه الفقرة التي سنبدأ بعدها الحلقة الثالثة .. (رثى شاعرنا العديد من الراحلين ممن كان لهم إسهام وطني وود اجتماعي بينه وبينهم وخلال حلقتنا الثالثة من الجانب الذاتي لكجراي نتعرف ماذا كتبت وصاغت أنامله الجميلة لأمثال (الشاعر/ محمد المهدي المجذوب و محمد عبدالحي و عن رحيل المواطن جمال عبدالناصر وآخرين ) .)
الحلقة الثالثة:
وفي مرثية تحت أسم ( كهالة من نور ) كانت إلي روح صديقه الشاعر / محمد عبد الحي كان مطلعها :-
كان كما سبيكة الذهب
كان بطعم السكر المخبوء في كل عناقيد العنب
يقوده الشوق إلي براعم الورود
في خمائل الأدب
من قصائد دواوينه التي لم تنشر بعد
كما كتب قصيدة ( في ذكري رحيل المواطن / جمال عبد الناصر ) قال فيها :-
حينما أسمعُ صوتُكَ
احضنُ المذياَع ، أغدو طائراً شبَ عن الطوقِ
تخطي بجناح الزهوِ أحزان البداية
حينما اسمعُ صَوتُكَ
يا أبا خالد تنداحُ الرؤى السوداء
القي موكب الخضرة يمتدُ إلي ما لا نهاية
وأري نافورة الضوءِ علي كل الخلايا
اعبرُ المحنةَ لا أذكرُ إلا أنني في زحفي الصاعد فارقتُ اسايا
أتمنـي لو تكلمت ، تكلمت ، تكلمت إلي ما لا نهايـة
ها أنا في ليلة الذكري أري وجُهكَ مطبوعاً علي كل المرايا
قــد تألمــتُ طويــلاً
وتعذبنا لإحساسك بالجرح طويلاً
يا أبا خالد ماذا ، لو تأخرت قليلاً ؟
ديوان الليل عبر غابة النيون ص / 77 .
بالرغم من أنه لم يبر الراحل / العاقب محمد حسن بقصيدة من شعره الغنائي إلا إنه كان يطرب كثيراً لأغنيات العاقب وخاصة تلك الأغنية التي تقول كلماتها :-
يا حبيبـي نحن أتلاقيـنا مره
في خيالي في شعوري ألف مره
عايز أشوفك تأني مره ألف مره
رحيل العصافير
إلي روح صديقي الشاعر الراحل / محمد المهدي المجذوب
نمت علي ربوات المدينة أنغاما
غير أن المدينة
غانية تتعلم كيف تمد علي شرفة القصر
حبل الغسيل
ونسأل كيف ترف البشاشة فوق الصخور
ليورق وجه الزمان البخيل
يزلزلنا السأم الدائري
ويقتلنا الزمن ألشاعري
نحب الحياة
ولكننا في كتاب الحياة
زنابق حقل
يفاجؤها الموت
ويذكرها الناس
مساء الفجيعة بعد الرحيل
فكل أحاسيسنا تتهاوي وتسقط
ويحرسها الموت عند احتراق الأصيل
وأن الحياة مع الألم الدائري صدي
مثل لون الفجيعة مثل اختناق العويل
نموت كموت العصافير في أول العمر
ميلادنا ومضة برق
ثم حضور الفجيعة في لحظة الاحتراق
نجئ ونمضي كأنا خيول
علي الأرض تركض في حلبات السباق
تغيب المحطات لا يبغي سوي غسق
يتكثف بين ركام الفصول
تمزق أحشائنا يا لبكر إذا ما تناسي الفرات
خيول المغول
فكيف يراق علي أرضنا الحلم
والزمن الدائري ظلام وغول
زمان البراءة ولي
وجاء زمان الفجاءة
من بعده العنكبوت يصول
فيا هدأة العمر أن الخلود نداء
يجيش بأعماقنا ظل رؤيا من الساحل القمري الطويل
دعينا نعانق غانية الحلم
حين تمر علي أفق المستحيل
دعينا نحلق فوق الفضاء
نجرب قبل مجئ القضاء
حروف انفعالاتنا في كتاب الرثاء
بقايا نشيج ترسل
من صوت قمرية فوق غاب النخيل
من ديوان / الليل عبر غابة النيون ص / 75
كهالة من نور
بعد مضي عام علي رحيل الصديق / د.محمدَّ عبد الحي
(1)
كان كما سبيكةٍ الذهبْ
كان كطعْم السكُّرِ المخبوءِ في كلّ عناقيد العنَبْ
يقودُه الشَوقُ إلي براعمِ الوروُدِ في خمائل الأدبْ
يحبُّ كلَّ الناسْ
حين تري توهّج العُيون مثل الماسْ
يشغله الجمالُ ينطوي علي محرابهِ كأفضلِ الحرَّاس
يا لاهث الأنفاسْ
حَسْبك هذا الجسَدُ النَّحيلُ
والتوّقُ المفْرِطُ حين ينبضُ الشعرُ علي جزائرِ الأحلامُ
يا طائري منذُ ارتحلتَ مرَّ عامْ
هانتَ في توهّج الغيابْ
تُضيُ كالفسفُورِ في بيادرِ الكَلامْ
علي مرايا الصْمتِ في الغابة والصّحْراء
قد كنُتَ مشغُوفاَ بكلِّ فرحِ الطِّفولة
يا نورس الشعْرِ الذي
آثر أن يرحَل قَبْل محنِ الكهُولةَ
مُتَشنجاً بثوبهِ المنُسوجِ من تألقِ البلِّورْ
كهالةٍ من نور ْ
كنت لا تمقتُ إلا موكب الطغيان
يستفحلُ في شوارع البَلَدْ
لم يُراعي حرمةً الإنسان ِ
روحاً وجَسَدْ
لمْ يواسين علي الحزن الذي تحملُه
في موكبِ الدّنيا أحَدْ
ولهذا يا صديقي
قد تأهَّبْتَ إلي رحلتِكَ ألكُبْري
علي مَوْجِ الأبدْ ؟
من قصائد دواوينه التي لم تنشر بعد
نتوقف هنا ونلتقي في الحلقة الرابعة لنكتب تحت عنوان :
التعليقات (0)