كثرة العُنف في الأيّام الأخيرة
بقلم: رَوان إرشيد – النّاصِرة
مشاكل الحياة كثيرة جدًا وقد تصادفنا بعض هذه المشاكل ولا نجد لها حلاً يقينا منّها. وعندما تظهر هذه المشاكل فعلينا أن حلّلها قبل أن تستفحل، ثم علينا أن ندرك أن الحل والعلاج لا يأتي إلاّ بايضاح أسباب المشكلة، ومن الأفضل علاجها جذريًا من جميع الإتجاهات وبجميع الطُرق والأساليب بعيدًا عن التأليب، أو الحماسة المفرطة، أو العاطفة الجيّاشة، أو العقلانية الجامدة.
تتصاعد هذه الظاهرة منذ عدة سنوات كالانتحار، والقتل، والشجار المبالغ فيه وغيرها... وللوقوف على هذه الدوافع لا بدّ لنا من البحث عن جذور هذه الظاهرة الّتي تعكس مدى التراجع الحضاري والتخلف السلوكي. فالعنف يولّد عنف، وهو آفة بشرية منذ الأزل، وهو تعبيرًا عن القوة الجسدية الّتي تصدر ضد النفس البشرية بصورة متعمدة أو إرغام الفرد على إيتان هذا العمل نتيجةً لشورهِ بالألم بسبب ما تعرض من قِبل الشخص المُعتدى عليهِ، وهو غريزة تلقائية، وما أتت الأديان والتشريعات القانونية والفلسفات الاّ لضبط هذا العنف لحماية الفرد والمجتمع على ان يعيش حياةً آمنة. وقد قال ابن منظور في تعريف هذه الظاهرة في (كتاب – لسان العرب) على أنهُ هو الخُرْق بالأمر وقلة الرّفق بهِ، وهو ضد الرّفق. وتعرّفُهُ دولةً من الدُول: على أنهُ: فعلٌ قائِمٌ على سُلوك عنيف ينجم عنهُ الايذاء أو المعاناة الجنسيّة والنفسيّة. فالعنف لا توجد بينهُ حدود فاصلة، حيثُ جميعها تتداخل بعضها ببعض.
صعبةٌ جدًا مسرح الجرائِم، ومريبةٌ بأنواعها صرخات الغضب والألم، والحزن، والذّهول بين الرّجال والنساء والأطفال، والأصعب هو أن تكون جرائم العُنف غير مألوفة وسلاحها دخيل على المجتمع.
ما زِلتُ أتساءل!.. يا هل تُرى سنبقى نعيش هذه الحياة بصراعها وجرائمها وعنفها؟!.. ألم نجد حلاً يقينا منها ومن مشاكلها؟!..
ما أغربها من حياة. تحرّكنا بأهوائها، تخذلنا، نصمُت بها في كل شيء، وإن طغى الأمر لا يهُمنا ان قتلنا حتّى وان كان أحد أفراد الأسره أو العائلة الّتي نعيش بها. جرائم بشعة أسمعها من حين لآخر حول قطع يد السارِق مثلاً لا نفترض بثمّة إضطراب عقلي لديهِ، وجَلد، ورجم لمن أقام علاقات ربّما مجتمعاتنا لا تقبل بها. يدعو لقتل الآخر، ويرهبهُ، ويفجرهُ ويدّعي أنّهُ لا يتبنى العنف.
ستبقى الأشياءُ تشبه نفسها حدّ الإختلاف. فنحنُ أصبحنا مصدرًا ورمزا عظيمًا لها، ولم يتبقى معنا شيئًا من اللآشيء سِوى ظلّنا المنطفئ.
التعليقات (0)