كتف الأميرة البريطانية السامي
مصعب المشرّف
9 ديسمبر 2014م
إختلاف العادات والتقاليد والمفاهيم والمعايير بين شعب وآخر يظل واقعا ماثلاً . ويجب أن يكون مقبولاً حتى لو كان كلاهما يتحدث لغة واحدة ....
ولكن بعض العرب للأسف لايرغب في أن يتفهم ذلك .. ولأجل هذا القصور في الفهم والإدراك نشأت الحساسيات غير المبررة بين الشعوب العربية ؛ وتبادل بعض حكامهم الكراهية لبعضهم البعض لأسباب أقل ما يقال عنها أنها شخصية.
خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها (للولايات المتحدة) حالياً حفيد الملكة اليزابيث وولي ولي العهد البريطاني الأمير وليم . مصطحباً زوجته كيت دوقة كيمبردج . كان ضمن برنامج الزيارة حضور مباراة في دوري كرة السلة الأمريكية بساحة بروكلي في نيويورك . والتي تعتبر اللعبة الشعبية الثانية هناك . وعنوانا للتفوق الأمريكي (النظيف) على بقية شعوب العالم.
وعقب إنتهاء المباراة صعد نجم كرة السلة الأمريكي "لي برون جيمس" إلى منصة الشرف لإهداء الأميرة كيت قميص فريقه .
وفي بادرة شخصية منه وضع يده على كتفها ، وبما لا يتعارض مع التقاليد الأمريكية التي تفسر مثل هذه الحركة على أنها تعبير عن الود والسلام والحب الخالص.
أما في الجانب البريطاني . فإن البروتوكول لا يزال متبعاً في العلاقة بين عامة الشعب والأسرة المالكة . وحيث يمنع البروتوكول أفراد الشعب البريطاني من وضع أيديهم على أكتاف أو خصور ومؤخرات أفراد العائلة المالكة كتعبير عن الود والترحيب ؛ حتى لو كان بين إمرأة وأخرى أو رجل وآخر... خاصة إذا كان الفرد الملكي يقع ضمن الترتيب المباشر في سلم الجلوس على العرش مستقبلاً.
وكما يتضح من الصورة أعلاه . فقد ذابت الأميرة كيت خجلاً بسبب هذه الحركة التي فعلها لاعب كرة السلة الأمريكي . والذي كان لا يزال يتصبب جسده عرقاً بعد المجهود البدني الذي بذله خلال المباراة .
وكعادة الكثير من الزوجات اللواتي يخشين غيرة أزواجهن ويتحسسن .. حاولت الأميرة كيت بطرف خفي قراءة ملامح وجه زوجها الأمير وليم خوفا على مشاعره.
ولكن "الأمير" الإنجليزي المدرب على البرود الملكي العميق ؛ سارع إلى التخفيف من حرج زوجته . فبادر إلى وضع يده اليسرى خلف ظهرها . فأعاد لها ثقتها بنفسها .. وأزال عنها ذلك الكثير من الحرج ... وأما الأمريكي "لي برون جيمس" فلم يبدو عليه أنه يدرك خرقه للبروتوكول . وظل عاديا وملامح وجهه بريئة .
ثم سرعان ما أزال الأمير وليام ما تبقى من حرج بلفت الأنظار إلى حجم حذاء اللاعب العملاق ومقارنته بحذائه هو . فتحول الحرج إلى ضحكات ومزاج بعد أن أطلق الأمير وليام تعليقه المازح على حجم حذاء الللاعب "لي برون جيمس" والذي يبلغ طوله 6 أقدام و ثمانية بوصات (195 سنتيمتر) .
والطريف أن الأمريكي لي برون جيمس تقبل هذا المزاج بالمفهوم الأمريكي المؤسس على البساطة والشفافية في العلاقة الإنسانية بين الأفراد ......
من الذكاء بمكان أن يحترم الإنسان قناعات الغير .
ربما لأجل ذلك وأسباب أخرى أفلح الإنجليز في إستعمار وحكم الشعوب طويلاً... ولا يزال كثيرون يتباكون اليوم على رحيلهم عن تلك المستعمرات.
التعليقات (0)