الاعزاء الزملاء ... مدوني ايلاف و قرائها
الاصدقاء و الصديقات المحترمين .
تحية و احتراما :
منذ ان كنت صبيا يافعا و انا متعطش للمعلومات شغف بكل ما هوجديد من علم و معرفة و ثقافة
كانت الموارد المالية للعائلة محدودة جدا و متطلبات الاسرة الكبيرة كثيرة و متعددة و مختلفة
كل ذلك لم يقف عقبة امام اصراري على المعرفة و حب النهل من مصادرها الشحيحة في تلك
البلدة التي امضيت سني حياتي الاولى فيها . فلم تكن فيها مكتبة عامة و لا دور لبيع الكتب .
لم تتوفر الكتب الا في مكتبة المدرسة كانت مكتبة صغيرة جدا بضعة ارفرف و قليل من
الكتب . فكانت مكتبة مهملة لا قيم عليها و الغرابة الغرابة فيما كانت تحتويه تلك المكتبة
من قصص مترجمة لاطفال دون السابعة من العمر .
كان علي ان اذهب الى عاصمة بلدي و هناك كانت مكتبات كنت اعتبرها حينها من اعظم و اكبر ما
يمكن ان احصل عليه من مصدر للمعرفة . من بين الرفوف و الكتب المبعثرة كنت ابحث و انقب عن
عناوين غير محددة .. لا اعرف ماذا ساقرأ و لا لمن ساقرأ . فقد تساوت كل العلوم و المعارف لدى فتى يانعا لا توجهه و لا ترشده يد تدفعه الى شيء محدد . لكنني اسير وفق غريزة هي غريزة نهمة تحثني على ان اقرأ و سبيلي الى ذلك كان ان امسك ما يقع تحت يدي من كتب ثم اختار احدها و اقلبه و اتصفح بعضا مما فيه ثم اعود الى مقدمته و الى فهرسه و اغلقه واضعا اياه تحت ابطي ان وجدت شيئا ممااظنه مفيده لي .
و اعود ابحث عن غيره و غيره . هكذا كنت في معظم جولاتي بين دكاكين الكتب و ما ينشر على جوانب الطرقات و الارصفة .كنت اجد كتبا قيمة لا ازال احتفظ بها حتى اليوم في مكتبتي التي لا تفارقني في ترحالي لانها هي الكنز الذي افتخر بانني لا زلت مصرا على نفاسته و انه ارث لمن يخلفني .
من بينها كتب من مخلفات بيوت استغنى عنها ملاكها و بيعت مع مخلفات البيت او لربما عند تغيير الاثاث خاصة لمن يتمتعون بثراء فاحش ايامها . او انهم ورثوها من قريب كان مهتما بتلك الاشياء التي لا تعنيهم او لا قيمة لها في نظرهم و التخلص منها رميا او بيعا لانها لا شيء .
شيء بالنفس لا زال يغيظني من امثال هؤلاء الذين يتخلون عن الكتاب و كانه قطعة اثاث بالية او كانه
لا شيء و لا يعني لهم شيئا .
ادعوكم جميعا الا تجعلوا من الكتاب - اي كتاب - شيئا او لا شيء .. فكروا كيف تكون للكتاب مكانة
في حياتكم . فان لم تكن لكم به حاجة , فلعل احدهم بحاجته او بحاجة ما فيه ..
التعليقات (0)