نظرا لطول الجولة والتي تمتد حتى ساعات الغروب، كان لا من التزود بالطعام فكانت المحطة الأولى، لشراء الفطور المعتاد المكون من الفول والحمص والفلافل، وذلك من مطعم في مخيم عسكر القديم، فيما استقر الكلام على شراء الخبز من مطعم الطابون الشهير في وادي الباذان الواقع في طريقنا . وفي محل أطلق عليه طابون التوفيق والذي يعود ل عبد الجبار براهمة، كان هناك العديد من الزبائن بانتظار دورهم بعضهم يرغب بالمعجنات بالجبنة والزعتر، وآخرين يرغبون بخبز الطابون الذي له حكايات في تاريخ الفلسطينيين في هذه الديار. ومع التقاط عدسات الكاميرات التي نحملها لمراحل خبز الطابون انفرجت أسارير العمال معتقدين بأننا من السواح، رغم سمحتنا السمراء، فيما انهمك إبراهيم أبو سلمى في رفد الخباز بالعجينة الجاهزة للخبز والرائحة تكاد تشبع الجائع. ويقول أبو سلمى انه يعمل بهذا المخبز المختص بالطابون منذ ثلاث سنوات، وأضحى معلما للسكان المحليين، وأيضا للزوار من مناطق واسعة، كما يتم إرسال كميات إلى مدينة نابلس، واستقطب مشترين من فلسطينيي الداخل، بعد تمكنهم من دخول نابلس وجنين مؤخرا. انطلقت السيارة باتجاه النصارية، وكانت مشاهد النسوة العاملات في جمع البطاطا والخيار على جانبي الطريق تظهر دور المرأة في الزراعة في مناطق الأغوار، فيما أشعة الشمس بدأت تلفح وجوههن ليبقى حالهن على نفس المنوال في طريق العودة، بعد ساعات طويلة من التجول في مناطق تبعد بضع كيلومترات عنهن. دقت الساعة الثامنة صباحا عندما افترشنا الأرض خمستنا وشرعنا بتناول إفطار بسيط، لم يدم سبع دقائق تخللها إطلاق النكات من هنا وهناك، تركت أجواء من الاريحية تحضيرا ليوم شاق من التجول والتنزه، بعدها تم إطلاق إشارة البدء مع وضع المركبة في باحة (بركس) يضم مواشي وأغنام تقطنها إحدى العوائل الريفية. كان جلنا لا يحمل سواء كاميرته، وكيسا صغيرا لجمع بعض الثمار البرية أو وجدها وبخاصة العكوب، فيما الحمل الأكبر للدكتور بنان الشيخ الذي لا يتنقل إلا بأدوات العمل والبحث وبعض المراجع، إلى جانب كاميرته الخاصة بتوثيق كل نبنة يعثر عليها وجهاز فحص الارتفاع ودرجة الحرارة ، وآخر دقيق لمعرفة مواصفات النباتات. لم تمر دقائق حتى سمعنا صراخ الشيخ بالعثور على نبتة برية يطلق عليها ” خف الدب”، وهي نبتة رفيعة يعتبرها خبير البيئة الطبيعية نوع من الأوركيد المقدس الذي يسجل لأول مرة في الأغوار رغم انه منتشر في بلدة سبسطية. وينهمك الخبير الشيخ في الجولات المتواصلة في موسم الربيع ويقول أنها الفرصة الوحيدة خلال العام لمتابعة كل جديد ورصد النباتات والتنوع الحيوي مستعيناً بالمزارعين وبعض المهتمين بالشأن خاصة الأسماء والاستخدامات. وأشار رفيقنا الإعلامي نواف العامر إلى شجرة السدر الموجودة على احد السفوح تعطي مشهدا جماليا مع انتشار البساط الأخضر على كل إرجاء المنطقة، كما رصدت نباتات توغلت إلى المنطقة بفعل حركة الإنسان والدواب، كما يقول الشيخ منها البسوم وقريص نجاح وأنواع من البرسيم. ونظرا للإمطار الغزيرة التي سجلت هذا العام بخلاف العامين الفائتين زادت نسبة الأمطار لتشمل غالبية السفوج الجنوبية، وبقدر اقل السفوح الشمالية كون المنطقة تعد نقطة خليط نباتات المتوسط مع النباتات شبه الصحراوية، والتي تحتضن عدة نباتات برية منها اللويف (الأوركيد)المقدس، كما توجد بعض أوراق الزعمطوط في مناطق ظل الصخور الكبيرة. مع توسط الشمس وارتفاع درجات الحرارة كانت إقدامنا تقف على مجموعة من الحفريات الكبيرة التي التهمت الجبال الشاهقة، والتي تعتبر جزء من كسارات لتجار الحجارة والجرانيت فيما غلب على الحجارة الألوان المختلفة، والتي تستقطب المئات من المشترين الباحثين عن الجمال لتزيين بيوتهم. ازداد مشهد الأغوار جمالا كلما ارتفعنا لأعلى، فيما مشهد انتشار الكسارات يقطع مشهد البساط الأخضر، إلى جانب المستوطنات والتجمعات العسكرية الاحتلالية التي تتموضع على قمم التلال مدللة على أن المحتل جاثم على هذه الأرض. كانت عملية النزول من أعلى الجبال إلى نقطة الانطلاق سهلة فيما أصوات الخراف تملىء أرجاء الوادي لنصل الى بركس يعلوه صحن لاقط يدلل على وجود أسرة تعيش بداخله تأبى إلا وان تتابع مجريات الأحداث في العالم. اقتربنا من البركس وكان مشهد الفرس والمهرة جذابا، وسارعنا بالتقاط الصور من زوايا مختلفة الأمر الذي أثار انتباه أطفال كانوا بداخل البركس، فاقتربوا منا وهم يصرخون ” سواح سواح” فخرجت والدتهم ومسنة خلفها، فبادرنا بطرح السلام عليها واقتربنا منهن لعلنا نتعرف على ظروف العيش في هذه المنطقة. فبادرت المسنة بتعريف حالها بأنها محفوظة اشتيه (ام غانم) وهي المسنة التي اشتهرت بصورتها وهي تحتضن شجرة زيتون أراد الاحتلال جرفها من أرضها في بلدة سالم شرق نابلس قبل عدة سنوات. ولاقت الصورة اهتماما عالميا وقتها وفازت الصورة بجوائز عالمية وأضحت رمزا للمرأة الفلسطينية المكافحة. تقول أم غانم أنها تخيم في هذه المنطقة شهرين إلى ثلاثة للعناية بالمواشي، كما أن ابنتها تقيم هنا لنفس الغرض، كون العمل هنا مصدر رزق للعائلة. ولدى سؤالها كيف تدبر نفسها عندما كان الشتاء غزيرا هذا العام، قالت هناك مغارة كبيرة ملاصقة للبركس الذي نقيم فيها فيكون ملجئنا. لم استطع إكمال الحديث مع غانم فقد شعرت بان أهل فلسطين رسميين وشعبيين لم يعطوها حقها، لأنها كانت النموذج الذي قهر المحتل عندما عانقت شجرتها رافضة أن تمسها آلات الجرف والهدم. لم انتظر لليوم التالي فقد هاتفت فور الوصول للمنزل خالد منصور مسئول العمل الجماهيري في جمعية الإغاثة الزراعية، لأبلغه بظروف عيش النموذج الخلاب للمرأة الفلسطينية الريفية، كونه من أول من كتب عنها فور انتشار صورتها، فكان جوابه أن ملاحظتك في مكانها ووعد بالتحرك السريع لتكون الأمور في نصابها. وحتى تكتمل بهجة الانبساط في أجواء الربيع كان لا بد من الانتقال إلى منطقة تقع في جبال نابلس الشمالية الشرقية، والتي تقع في حدود أراضي بلدة ياصيد حيث جمال الطبيعة خلاب والنباتات والأزهار تعبق في كل الأرجاء. كان بحث خبير النباتات منصب على زهرة السوسن والتي يطلق عليها “سوسن نابلس” لأنها تتواجد في مناطق محددة بفلسطين، وهي معروفة في 19 منطقة واكتشفت حديثا في منطقتين في أراضي ياصيد. وخلال التقاط الصور في السهول الخضراء أشار الإعلامي العامر إلى منطقة مليئة بنبتة “السيبعة” وانهمكنا في جمعها لأنها محببة لافراد اسرنا . وتعتبر بلدة ياصيد من البلدات المميزة في إرتفاعها وإطلالتها على الاغوار الشمالية وجبال طمون وطوباس جبال السلط الاردنية إضافة لجبل الشيخ الذي يبدو من إحدى تلاله الجبلية العالية. ويؤكد الإعلامي العامر أن المنطقة غنية بتنوعها الحيوي والنباتات الطبية كالزعتر بانواعه الزاحف والفارسي وزعتر البلاط والزعيتمان ونبات الجعدة والزعرور إضافة لإهتمام أهاليها الواضح بإعمار المناطق المهجورة وزراعتها بالاشجار المثمرة في مواجهة الخراب الأعمى .بشير الظاهر أحد ابناء ياصيد الذي يقطن نابلس يجد نفسه في المناطق الجبلية اسبوعيا مع نهاية الأسبوع، ويحمل اطفاله نحو تلك المناطق للتمتع بأجوائها ومناظرها الخلابة، بعيدا عن الضجيج والضوضاء والإستقرار الذي يشتهر به الريف الفلسطيني. وفي ساعات العودة كانت أشعة الشمس تسابق الغيوم، التي بدأت تتلبد في السماء، تتجه نحو الغروب، في مشهد لا يقل جمالا عن لحظات الشروق
كانت إشارة عقارب الساعة تشير للسابعة والربع صباحا، عندما كان الانطلاق من مشارف نابلس الشرقية باتجاه منطقة النصارية في الأغوار، وقلوبنا تهفو للخضار الذي تمتاز به في مثل هذا الموسم، وبخاصة بعد شهرين من الأمطار التي انعم الله بها فلسطين، فيما سائقنا صاحب الخبرة والباع الطويل في الجولات البيئية الدكتور بنان الشيخ، الخبير والمختص بالبيئة الطبيعية في فلسطين الذي جال في أرجاء الوطن، وتمكن من إعداد موسوعة في انتشار النباتات البرية وبخاصة النادرة منها.
كتب عن ياصيد ... كتب السيد فياض عبد الكريم فياض المقال التالي بعد اجتماع معه في مقر الاتحاد للجمعيات التعاونية واحداث مؤسفة في ريف ياصيد والقرى المجاوره ورايت ان انشر هنا ما كتب ...للفائدة قطعة ارض لجمعية ياصيد وحرائق في كروم الزيتون نشر الأحــد 27/06/2010 الساعة 22:14 وكالة معا للاخبار ...الكاتب: فياض عبد الكريم فياض ليس من السهولة تصديق ان خمسة حرائق في خمسة قرى تحدث في آن واحد هو من باب الصدفة والحرائق التي حدثت في كل من بلدة طلوزة وسيريس وياصيد وعصيرة الشمالية وبيت امرين في نفس التوقيت ونفس الساعة,ومما شتت عمل اجهزة الدفاع المدني ... و قدرت الخسائر الاولية في بلدتي طلوزة وعصيرة الشمالية بحوالي مليون دينار اردني , وبلغ عدد الاشجار المحترقة بشكل كامل في بلدة ياصيد لوحدها ب 3000 شجرة كبيرة معمرة.من الفاعل ؟؟؟؟؟؟ ومن يقف خلف هذه المصائب؟؟لا احد باستطاعته توجيه التهمة الى احد ما لم يكن هناك دليل او خيط ولو وهمي للوصول الى الحقيقة او ليبنى عليه فرائض توصل للحقيقة .... في لقائي مع الهيئة الادارية لجمعية ياصيد لعصر الزيتون فقد تعاملت مع حالة استثنائية لجمعية محترمة,عدد الاعضاء المؤسسين في الجمعية هو 39 عضوا معظمهم في ذمة الله ولكن ابنائهم الشباب هم من يديرون الجمعية بهمة ونشاط وقد تضاعف الورثة واصبحوا عشر اضعاف الاصول,ان اعضاء مجلس الادارة الذين تواجدوا في الاجتماع غيروا وبدلوا صورة كانت متخمرة في ذهني عن الجمعية لمعرفتي الشخصية القريبة من رئيسها الحالي ابو فراس ورئيسها السابق خاله الاخ العزيز ابو اسعد الغني عن التعريف لمركزه الاجتماعي والمالي والعشائري والاهم المؤسساتي ولكن الاعضاء الذين التقيتهم نمط مختلف جدا من الثقافة وسعة الافق وادارتهم لمواقع ومدونات لها انتشارها ,مما يجعلنا في اتحاد عصر الزيتون نفخر بحق لامتلاك اعضاءنا مثل هذه البنية التحتية الثقافية والتراثية وقسم منها خاص بالزيت والزيتون ,واشكر الاخ عوني ظاهر المتخصص بالكمياء وغير عامل بها ولكنه يعمل رئيس قسم التقنيات والوسائل التعليمية في مديرية التربية في محافظة طوباس وملم جدا وعن قرب بالتكنولوجيا الحديثة.جمعيتهم المالكة لمعصرة زيتون تعمل كل سنتين مرة واحدة وهي في بناء مستاجر وقد دفعوا خلال ربع قرن من الزمن اجرة للمخزنين ما يزيد عن عشرة اضعاف ثمن الارض والمخازن والاغرب ان صاحب الملك يطالبهم بالرحيل بصورة مستمرة,تمتلك الجمعية نقدا كاش في البنك ما يزيد عن خمسين الف دينار اردني وهو يشكل اكثر من ضعفي راس المال للجمعية البالغ 23الف و300 دينار, وقد وزعوا في السنوات الاخيرة على الاعضاء 11 طن زيت وقيمتها تساوي اضعاف قيمة الاسهم المدفوعة من الجميع . يعني ان الربح واضح وراس المال المدفوع واضعافة موجود بشكل مادي ملموس وبنية تحتية قيمتها اضعاف قيمة ثمن الاسهم المدفوعة وباختصار ان الاعضاء بعمل السنة الواحدة يحققوا كل سنتين ما يزيد عن راس المال المدفوع ... يمتلك اعضاء الجمعية 40% من الاراضي المزروعة بالزيتون في بلدة ياصيد المتواجد بها 5800 دونم ارض مزروعة, ورد المعصرة اي الناتج السنوي للمعصرة يتجاوز في السنة الواحدة 13 طن زيت زيتون.... مجلس الادارة مكون من مجموعة من المثقفين ثقافة عالية ويستحوذو على وظائف مرموقة . في بلدتهم تندر الاراضي المخصصة للبناء والعمران المعروضة للبيع وحلم الجمعية وامنيتها ان تتوفر لهم قطعة ارض خاصة بهم . لقد حاولوا ولم يجدوا,هناك قطعة ارض حكومية واسعة في البلدة ,كان املهم الحصول على دونمي ارض من هذه الارض الشديدة الانحدار , وتقدموا بطلب لذلك وبعد ان كان املهم بالحصول على الارض كبيرا وكانوا قطعوا شوطا طويلا بتجهيز متطلبات الحكومة من وثائق من الدوائر ذات العلاقة ,تفاجئهم رسالة بالاعتذار عن الطلب لان الجمعية تتعتبر قطاعا خاصا. مشكلة حقيقية هم لا يريدوا ارضا منة من احد,مالهم الخاص بهم موجود,ولا يريدوا من احد ان يبني لهم فلديهم القدرة على تنفيذ مشروعهم بايديهم , ولكن العائق وجود قطعة ارض.....فهل من مغيث !!!!؟؟؟؟ الحكومة منحت غيرهم اراضي كثيرة لجمعيات تعاونية ,هذه الجمعية لا تريد منحها ارضا مجانا هي تطلب وباعلى صوتها نريد ان نشتري ارضا من الحكومة وبسعر السوق التجاري وليس سوق تقدير الاراضي الحكومية ...!!!!؟؟؟؟ طلب نامل ان يعاد النظر به , ويستانف !! يتبع عوني ظاهر وكتب امين ابو ورده عن وصول المياه الى ياصيد حزيران 2009 ولكن المشكله ما زلنا ننتظر اكتمال المشروع قرية ياصيد تقهر مشكلة المياه وتحتفل بمشروعها الحيوي ومن جانبه قال المهندس صلاح شيخة، المشرف على الاعمال الكهروميكانيكية في المشروع أن المشروع واجه تحدي التغلب على فارق الارتفاع بين البئر و نقطة التعبئة حيث تم استيراد مضخة مياه خاصة من ايطاليا تعمل بقوة 80 حصان لضغط و رفع المياه مسافة 3500 متر على ارتفاع 400 متر. يتكون المشروع من محطة الضخ وملحقاتها الموجودة قرب البئر وكذلك خط أنابيب لنقل المياه بطول ثلاثة كيلو مترات ونصف، فيما تشتمل نقطة التعبئة على خزان و مضخة كلور لتعقيم المياه بقيمة إجمالية تقترب من المليون و 200 ألف شيكل، ويخدم المشروع قرية ياصيد الواقعة أقصى شمال شرق محافظة نابلس على تلة ترتفع 700 متر عن سطح البحر وتشرف على وادي الفارعة والأغوار الشمالية. ويبلغ عدد سكانها حوالي 2600 نسمة وتعاني من نقص شديد في المياه خصوصا خلال فصل الصيف وتعتمد كثيرا على آبار جمع المياه خلال فصل الشتاء التي تنفذ غالبا خلال شهرين بعد توقف الأمطار التي باتت قليلة. وخلال الاحتفال الذي أقامه المجلس القروي بهذه المناسبة و حضره ممثلي المؤسسات التي ساهمت في إنجاح المشروع إضافة الى أهالي القرية، تم عرض تقرير عن المشروع و عن ضرورة التوفير في استهلاك المياه و تخلله فقرات فنية من الدبكة الشعبية و كانت السعادة غامرة في عيون سكان القرية البسطاء الذين حرموا و لسنين طويلة من حقهم في الحصول على مياه نظيفة و زهيدة السعر. من جهته اعتبر المهندس كمال عيسى من سلطة المياه المشروع بأنه حيوي جدا للقرية ويخدم أهداف سلطة المياه المتمثلة في توفير مياه ذات جودة عالية للسكان وبأقل التكاليف الممكنة، وأوضح أن الحل النهائي لمشكلة المياه في القرية يكمن في استكمال المشروع ببناء خزان مياه يغذي القرية و إنشاء شبكة مياه داخلية بحيث تصل المياه إلى كل بيت. وأشارت تشارنا ميروسلافا رئيسة البعثة البولندية إلى أن سكان ياصيد عانوا كثيرا من عدم توفر المياه النظيفة وكانوا يدفعون ثمنا كبيرا مقابل الحصول عليها، ولذلك عمدت المنظمة بالتعاون مع سلطة المياه إلى اختيار القرية لتنفيذ المشروع من أجل تحقيق هدفين: الأول توفير مياه نقية ونظيفة للسكان، والثاني توفير تكلفة إيصال المياه إلى سكان القرية، و حققت المؤسسة كلا الهدفين ونحتفل معاً بهذا الانجاز، فيما أعرب ذيب مشاقي مالك بئر المياه الذي يغذي القرية عن سعادته الغامرة وحل مشكلة نقص مياه بئره الذي قام باستصلاحه منذ العام 1976. ويرى خبراء المياه أن المؤسسات الفلسطينية والدولية المعنية تستطيع حل جزء من مشكلة المياه في بعض المناطق الفلسطينية إلا أنها بالتأكيد لا تمتلك القدرة على حل مشكلة المياه في المنطقة باعتبارها مشكلة سياسية من الدرجة الأولى طالما بقيت إسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية و تسيطر على المياه تحتها.. ومع ذلك نجحت قرية ياصيد في انتزاع حل لمعضلة أرقتها طويلا وتمكن مجلسها القروي بتضافر الجهود الفلسطينية والدولية من توفير المياه للجموع العطشى وقد علا الفرح سمائها و ملأ خزانات المياه فوق منازلها. وفي مقال اخر كتب الاخ ابو ورده عن الاغوار وانتهى يتغزل بريف ياصيد وجمال الزهر هناك يخيل للناظر في السهول الخضراء الواسعة في منطقة الأغوار الشمالية، الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة نابلس، أن هذه قطعة من جنة فلسطين، لا يكابد أهلها التعب والمشقة، وتكتنز في جنباتها الخير والثروات.
حرص رئيس المجلس القروي على شكر المساهمين في إنجاح المشروع وخاصة المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية ECHO والمنظمة الإنسانية البولندية مشيراً إلى أن القرية عانت بشكل كبير من شح المياه ما استدعى حل المشكلة لتجنب الضغط المتزايد على المجلس القروي، وأضاف وهو ينظر إلى المياه المتدفقة عبر أنابيب نقطة التعبئة: "شكل المشروع تحديا كبيرا للمجلس وللشركة المنفذة، فقد تعين البحث عن مصدر قريب للمياه يغذي سكان القرية المحرومين من هذه النعمة، ولم تكن الخيارات المتاحة سهلة، فالخيارات كانت جلب المياه من بئر بعيدة، واتخذ قرار باستخدام مياه البئر التي تبعد ثلاثة كيلومترات ونصف للتخفيف من طول خط الأنابيب، وكان التحدي الثاني هندسيا تقنياً أمام الشركة المنفذة بضخ المياه من الوادي إلى أعلى الجبل بارتفاع نحو 400 متر ومن مسافة ليست قصيرة.
التعليقات (0)