مواضيع اليوم

كتب العلامة السيد محمد علي الحسيني فقه وسائل التواصل الاجتماعي في عالمنا المعاصر

فقه وسائل التواصل الاجتماعي في عالمنا المعاصر

http://www.mohamadelhusseini.com//pic//137963f545.jpg

العلامة السيد محمد علي الحسيني

في عصر تتجدد فيه وتيرة الحياة نتيجة تطور المجتمعات، وفي ظل الثورة التكنولوجية المستمرة وهيمنة الفضاء الافتراضي، أصبح من الضروري النظر في كيفية تأثير هذه الوسائط على قيمنا وأخلاقياتنا، ولا سيما أن وسائل التواصل الاجتماعي قد فرضت نفسها كمنصة قوية تؤثر في جميع جوانب حياتنا، سواء كان ذلك في التواصل، العمل، أو حتى في آلية تلقي المعرفة والثقافة، مما يستدعي الحاجة الملحة إلى استحداث فقه يعنى بوسائل التواصل الاجتماعي، يرتكز على أسس وقواعد تضبط استخدام هذه الوسائط بما يتوافق مع الشريعة والأخلاق الإسلامية.


تعريف فقه وسائل التواصل الاجتماعي

فقه وسائل التواصل الاجتماعي هو فرع من فروع الفقه التي تطورت لتواكب العصر الحديث ومستجداته، وضع ليناقش ويحدد الأطر الشرعية لاستخدام هذه الوسائط، كما يسعى هذا الفقه إلى تقديم التوجيهات والإرشادات التي تكفل استعمال وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يحقق مصلحة الفرد والمجتمع، مع المحافظة على القيم الأخلاقية والدينية.


القواعد الشرعية أدوات مسموحة وممنوعة

الإسلام علمنا الاحترام المتبادل وقبول الآخر والتعبير عن الرأي بأسلوب حضاري يرقى بالنقاش والحوار، في فقه وسائل التواصل الاجتماعي تحدد قواعد تضمن هذه الأسس، من خلال التأكيد على أهمية الكلمة وثقلها في الإسلام وضرورة استخدام اللغة الرصينة وتجنب الخوض في الغيبة أو النميمة أو السب والشتم، تحت أي ظرف من الظروف.


المسموح: استخدام وسائل التواصل في نشر المعارف النافعة والمواد التثقيفية، وكذلك في التواصل الإيجابي الهادف الذي يعزز الصلات الاجتماعية والثقافية.

الممنوع: نشر المحتوى الذي يخالف الأخلاق والقيم الإسلامية، أو استخدام هذه الوسائط في غيبة الآخرين أو قذفهم أو سبهم.


مسؤوليات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي

يكمن جوهر مسؤولية مستخدمي وسائل التواصل في إدراك ثقل الكلمة والصورة والفيديو في هذه المنصات، يتوجب على كل مستخدم التحلي بالأمانة في نقل المعلومة، والحذر من الانسياق وراء الشائعات دون التثبت من صحتها، وكذلك الأخذ بعين الاعتبار احترام خصوصية الآخرين وعدم التعدي على حقوقهم.


دور وأهمية فقه وسائل التواصل الاجتماعي

لقد بات من الضروري أن يتم تعميم دراسة فقه وسائل التواصل الاجتماعي في الجامعات والحوزات والمعاهد، لإعداد أجيال مسلحة بالمعرفة الفقهية اللازمة لاستيعاب دورهم ومسؤولياتهم في استخدام هذه الوسائط بشكل يتوافق مع تعاليم ديننا الحنيف ويعزز من رسالة الإسلام في نشر الخير والمعرفة.


يعد استحداث فقه مختص بوسائل التواصل الاجتماعي خطوة مهمة نحو تحقيق مجتمع رقمي واع ومسؤول، ولا شك أن هذا الفقه يمكن المجتمع من التنقل بأمان في فضاءات التواصل الاجتماعي، ويعزز من الوعي بأهمية الكلمة وتأثيرها، ويعلي من شأن الحوار البناء والمفيد، كل ذلك يسهم في نشر ثقافة الاحترام المتبادل وقبول الاختلاف، مما يرتقي بالمجتمع ككل نحو آفاق أوسع من التفاهم والتعايش السلمي.






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات