مواضيع اليوم

كتب العلامة السيد محمد علي الحسيني عن فقه صلاة الآيات

فقه صلاة الآيات

http://www.mohamadelhusseini.com//pic//13676210e8.jpg

العلامة السيد محمد علي الحسيني



إن أصل وجوب الصلاة ثابت في القرآن الكريم والسنة النبوية، والصلاة الواجبة وفقا للأدلة الشرعية وإجماع فقهاء المسلمين هي الصلاة اليومية وصلاة العيدين وصلاة الجمعة – بشروط - وصلاة الميت - كفاية - وصلاة الآيات وهنا محل كلامنا.


إن أصل تشريع صلاة الآيات هو تشريع قرآني ونبوي، فإن الآية تشير: ﴿فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين﴾ وهو التضرع، كما أنه قد ورد في روايات صلاة الآيات أن صلاة الآيات ألزم بوجوبها باب التضرع، ولذا يستحب أيضا عند حدوث الآيات الإتيان بكل أنواع التضرع والذكر والاستغفار والدعاء الجماعي، فكل هذه الأمور داخلة في عموم الآية الكريمة، فالمقصود أن أصل تشريع صلاة الآيات مستنده ما في الآية المذكورة. نعم إن خصوص الصلاة هو تشريع نبوي. ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه الأخيار): «إن كسوف الشمس آية من آيات الله، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة».


كما أورد الحافظ بن رجب: (إذا فزعتم من أفق من آفاق السماء، فافزعوا إلى الصلاة) وعند الزيلعي: (إذا رأيتم شيئا من هذا الأهوال فافزعوا إلى الصلاة).


علة صلاة الآيات

فعن الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام )قال: إنما جعلت للكسوف صلاة؛ لأنه من آيات الله لا يدرى لرحمة ظهرت أو لعذاب فأحب النبي (صلى الله عليه وآله) أن تفزع أمته إلى خالقها وأرحمها عن ذلك ليصرف عنهم شرها ويقيهم مكروهها كما صرف عن قوم يونس حين تضرعوا إلى الله عز وجل (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين). وهذه الرواية صريحة بأن موضوع الوجوب آيات الله.


موجبات صلاة الآيات

إن الأسباب الموجبة لصلاة الآيات وفق الأدلة الشرعية هي كل آية أو حادثة مخوفة عند غالب الناس، سماوية كانت أو أرضية فيها الإنذار للعذاب وخلخلة نظام التكوين وحكمة ربانية، ومنها:

- كسوف الشمس: ويعني الحالة التي يمر فيها القمر بين الشمس والأرض نتيجة تراصفها في خط مستقيم، فيحجب القمر ضوء الشمس عن الأرض ويلقي بظلاله عليها، فتكون هالة شمسية حول القمر عند حجبه الشمس. وعن الإمام جعفر الصادق(عليه السلام): «صلاة الكسوف فريضة».


- خسوف القمر: ويعني الحالة التي يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس على القمر في الأوضاع العادية وتحدث هذه الظاهرة عندما تكون الشمس والأرض والقمر في حالة اقتران كوكبي كامل.


وعن الإمام محمد الباقر(عليه السلام): «إن الله إذا أراد تخويف عباده وتجديد زجره لخلقه كسف الشمس وخسف القمر، فاذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الله بالصلاة».


- الزلزلة: زلزلة الأرض واهتزازها وتحركها. سأل الإمام جعفر الصادق عن الزلزلة ماهي؟ فقال: «آية ثم ذكر سببها، فسأل: فإذا كان ذلك فما أصنع؟ قال: صل صلاة الكسوف».


خلاصة فقه صلاة الآيات: إن الكسوف والخسوف والزلازل من الآيات التي يرسلها الله لحكمة فيها ينبه ويخوف بها عباده، قال تعالى: ﴿وما نرسل بالآيات إلا تخويفا﴾ فإذا شهدنا منها شيئا وجبت علينا صلاتها.






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات